الاثنين، رجب ٠٩، ١٤٢٨

أعجوبة الفكر الضال


أتعجب من هؤلاء الذين يتصدون للحديث عن الفكر الضال وخطره وجوب الوقاية منه ويذمونه ، مع أن الفكر الضال لم يكن سوى استجابة منطقية لمواعظهم بالأمس تلك التي تمتلئ بالتفسيق والتبديع وإقصاء الآخر وتكفير المخالف والمتأول.
إننا نقترح على كل من لحقت بأسرته وصمة الإرهاب بسبب سلوك أحد أفرادها أن يقوم برفع دعاوى قضائية ضد أولئك الذين غرروا بأبنائهم وقادوهم إلى تلك السبل، والمستند تسجيلاتهم الموجودة إلى الآن بين الأيدي ، ونستمع إلى النتائج بعد المداولات.
حين يعتبر الواعظ أو الشيخ رمزا دينيا ويتم إعطاؤه صلاحيات الإفتاء والتبديع والتكفير ، وهو لم يبلغ مرتبة الإفتاء ألا يعتبر مسؤولا عن النتائج التي تترتب على اجتهاداته على الأقل في حالات معينة وحاضرة

الاثنين، رجب ٠٢، ١٤٢٨

أسئلة بريئة وجريئة لعلم الحديث




قد تبدو بعض التساؤلات في هذه المقالة صادمة للبعض خاصة من أنفقوا أعمارهم في التأكيد على بعض المضامين التي أتعرض لها بالتحليل والنقاش
وأقول لهم في النهاية أنه ليست بيني وبين أي فكرة علاقة ولاء ، أو تعلق قلبي ، لذلك تقبلوها كتساؤلات واعلموا أن أي رد معقول عليها سيلقى مني تأملا من مفكر حر لا قيود على فكره ، ولامانع من التراجع عنها مع ملاحظة أن فشل العقل النظير في الرد عليها معناه تأكيده لها فإلى بعض هذه النقاط


التواتر ليس دليلا علميا
(لأنه لا يمكن أن تصح العبارة (بالضرورة
" مارواه جمع كثير عن جمع كثير من مبدء السند إلى منتهاه بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب"
فمن قال أنه يستحيل تواطؤهم على الكذب
ومن يضمن أن الجمع الكثير لم يكونوا هم مصادر بعضهم مكونين رأيا عاماً في مرحلة ما وأدت الظروف إلى استمراره لأسباب يمكن تفصيلها والتنبؤ بها اجتماعيا

هل يعتبر تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للنصوص عمليا إلزاما بأن هذه الطريقة هي التطبيق الوحيد للنص القرآني
فماذا عن عمر بن الخطاب الذي غير في كيفيات تطبيق بعض الحكام بناء على المقاصد والغايات والحكم الكبرى

تضارب أقوال الأئمة في بعض الرواة جرحا أو تعديلا
ألا يوضح أن المسألة ذاتية أكثر منها موضوعية

وجود آيات كثيرة في القرآن تتحدث عن المنافقين والنفاق سورة المنافقين ، التوبة ، البقرة ، وغيرها ، وشهادة كبار الصحابة بوجودهم وأنهم كثير بل لدرجة أنهم فريق وحلف يبنون مسجدا للضرار ، وطائفة ذات عدد يطلق عليهم المعذرون يعتذرون عن الغزوات ، وعملاء يرجفون في المدينة ، ومنهم من في قلبه مرض، ويقذفون عرض النبي ، ويتحالفون مع قوى الكفر بل يقول الله " وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم"
الطلقاء الذين أسلموا خوفا من السيف عام الفتح ، والذين ارتدوا منهم بعد ، ناهيك عن الروايات التاريخية التي تبين أن الصحابة السابقين كانوا لا يعدونهم شيئا ، وأنهم كما ورد في القرآن يتربصون بكم الدوائر.
كل هذه النصوص والآثار ألا تجعلنا نعيد النظر في تعريف الصحابي الذي يعتمده المحدثون وهو أنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا ومات على الإسلام.
أما كونه لقيه مؤمنا فلايمكن التحقق منها بحال لأن هناك منافقون يقول عنهم الله لاتعلمهم نحن نعلمهم
وأما مات على الإسلام فهي أيضا لايمكن التحقق منها لأن النبي أخبر في نصوص عديدة أن ممن يقتلون ويشهد لهم بالجنة يكونون غير ذلك وإنما يصدرون مصادر شتى
خاصة مع عدم وجود أي دليل شرعي يثبت هذا التعريف الذي وضعه المحدثون
أيتوني بدليل.
ألا يصح ان نعتبر الآية التي تقول والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، رضي الله عنهم ورضوا عنه
ألا تعتبر محددا مقبولا وقطعيا للصحابي الذي يؤخذ عنه الدين ،
أن يكون من السابقين الأولين من المهاجرين أو من الأنصار
أو أن يكون من الذين اتبعوهم بإحسان
بمعنى أنه لو خالف السابق بالإسلام من أسلم متأخرا بالعمل أو الفقه أو حاربه أو لعنه فإنه يسقط عنه الصحبة ويصنف ضمن أحد الفئات إما المنافقين ، أو المرتدين ، أو المرجفين ومن في قلوبهم مرض. الذين قال الله عنهم ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا.

ثم كيف يدخل المحدثون قاعدة أنه لا تضر جهالة الصحابي
فلو قلنا أن الصحابة كلهم عدول ، وأن كل من رأى النبي ومات على الإسلام بمن فيهم ذلك الذي مج النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وهو يتوضأ عندما كان طفلا .
فكيف تعطى هذه العدالة والثقة للتابعي بحيث يمكنه أن يقول حدثني رجل من أصحاب رسول الله .
أليس من الممكن أن يكون حدثه لا أحد من أصحاب رسول الله .
ألسنا نرفعه بذلك لمرحلة ومستوى الصحابي، أليست هذه ثغرة خطيرة تسمح بالوضع في الحديث

ثم هل يكفي أن الرجل لم يعهد عنه كذب في زمنه أن لايكون كذابا أو أنه لايكذب في الدين ، وهل يكفي كونه لايكذب - مع الخلف في مسألة من هو الصحابي -أن يبنى على قوله حكم يمس المسلمين ككل


ثم القرآن تكفل الله بحفظه فهل المسألة ذاتها في السنة
لا تقل لي أن السنة من الدين ، أعطني نصا على حفظ السنة وأنها باقية
وبدلالة التاريخ فإن أحاديثا ظلت مخفية وغائبة عن المسلمين في بعض الأمصار وبعثت مع حركة الانتفاضة العلمية أو مع الرحلات العلمية لبعض العلماء أليس هذا دليلا واقعيا على عدم دخول السنة في الحفظ أو أن القرآن يفي بحفظ الدين والسنة مكمل وشارح ، بدليل أنها تخلفت في بعض العصور عن الوجود في الساحة وفي بعض الأماكن من الأراضي الإسلامية.
في باب المناقب
هناك نصوص كان يقولها النبي صلى الله عليه وسلم كنوع من التحفيز لأصحابه واعتبرت لاحقا تبشيرا بالجنة أو حكما بصوابية كل مايصدر عن هذا الشخص مع أن نص القرآن وسيرة النبي تنفي هذا الكلام ، مما يوقعنا في تناقض أفضى بكثير من الأصوليين أو الإخباريين كما أحب أن أسميهم إلى قبول الأمر وضده في ازدواجية عجيبة
لم يكن النبي يعطي مكافآت عينية لأصحابه على أفعالهم الدينية ولم يكن في مقدوره ذلك دائما بل كان يكلهم إلى إيمانهم كما ورد ذلك عنه صلى الله عليه وسلم ، لذلك كان يعوضهم بالاستحسان والثناء الشخصي والإشادة ببعض الخصال الشخصية التي هي حقيقية ولاشك، المشكلة أن بعض المفسرين وشراح الأحاديث قاموا بإضفاء الأوصاف الأسطورية ولوازم هذه الصفات والأوصاف ففرق بين الوصف والصفة كما انه فرق بين التشجيع والتعديل المطلق الذي ينسحب على كافة الأعمال.
مما يعيدنا إلى أهمية الالتفاف حول القرآن كمصدر أساسي لاستقاء الأحكام.

ماقصة الشواهد المجتزأة التي تبنى عليها الأحكام مع أن الحديث كنص كامل لايدل من قريب أو بعيد على الحادثة التي استخدم للتدليل عليها
فنجد حديثا يتناول قصة محددة ذات ظروف معينة تعمم لتتناول جميع جوانب الحياة بل لتصبح قاعدة شرعية.
وهنا يطرح تساؤل عن المنهج الذي يجب اتباعه للاستنباط الفقهي ، وأن المحدثين مطالبين بإيراد النصوص الكاملة وقصص الأحاديث من مبتدأها إلى منتهاها
كما أن أحكام الصحابة على الأحاديث وتخصيصهم لبعض أحكامها لايتسق مع ظروف تواجدهم في المدينة وانشغالهم بالأسواق والضيعات كما يقول أبوهريرة مما يجعل فتوى الصحابي وأحاديثه التي هي في حكم المرفوع أحيانا محل نقد وفحص,.

كذلك ما نلاحظه من أن بعض الصحابة كعمر بن الخطاب كان لايقبل الأحاديث من كل قائل بها بل يطالب بالشهود ، وورد عنه أنه كذّب بعض الصحابة في بعض الأحاديث ، وهو مايحاول بعض علماء الحديث عزوه إلى أن العرب كانت تستخدم هذه الألفاظ مثل ،كذب بمعنى أخطأ وهو أمر لا يستقيم لو أوردوا لنا القصص كاملة وفيها الشتائم والتكذيب الصريح بل الضرب أحيانا والمنع من التحديث

وهنا سؤال مهم وهو لماذا كان عمر يفتي اعتمادا على نصوص القرآن ويركز على الحديث فقط من ناحية أنه فهم النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى أنه التفسير الصحيح للآية .
وكان له مجلس استشاري من السابقين الأولين وأهل بدر ، ولم يكن يهتم كثيرا لجامعي الأحاديث من أمثال أبي هريرة وابنه ابن عمر ، وكان يستثني ابن عباس كماهو معروف من ذلك.
إذن كان القرآن وفهم روح الإسلام والمبادئ والمقاصد الكبرى غاية مايرمي إليه الصحابة ومنهم الملهم عمر مما يجعلنا نتساءل عن التاريخ الذي اتخذت فيه رواية الأحاديث موضعها من القرآن كمساو أو مخصص أو ناسخ في بعض الأحيان حتى وإن على المستوى النظري وهو الأخطر برأيي، أي أنه يمكن أن تؤخذ قواعد كبرى في الإسلام بناء على تأكيد وتكرار وصيغ الأحاديث مع إهمال نص عارض أو غير مؤكد اللهجة ورد في القرآنهذا مع بيان أن الفقه الإسلامي ظهر وتكونت مدارسه الكبرى قبل أن يكتمل تدوين الحديث الذي تأخر بفترة لابأس بها ، تتعدى المائة سنة ، مما يعيد طرح سؤال اهتمام السلف الصالح الأولين بالحديث وموقفهم منه وللحديث بقية

ماذا يريد مشرّف؟



إلى متى تتم إدارة البشر من قبل العسكريين؟
وهل تتناسب خلفياتهم التي تميل للسيطرة بالقوة مع التوازنات المعقدة التي تتطلبها احتياجات اليوم؟
وهل التعامل مع الإرهابيين يكون بالطريقة التي تمت ؟حيث تم القصف بمجرد عدم موافقة المعتصمين على الشروط المطروحة من الحكومة ، أو هكذا أعلن للعالم؟
وهل أصبحت الشعوب تتقبل التعامل مع قضايا الأرواح كمسائل شخصية يتم تصفيتها في ازقة منزوية ويحال السائلون إلى الصحف ووسائل الإعلام التي لم يسمح لها أصلا بتغطية الخبر؟
وهل الوصفة الأمريكية التي تقوم بتطبيقها في دول غير دولها وأمام حكومات مستضعفة صالحة للنقل لتطبق في الواقع المحلي على يد جنود هم من نفس البلد والدين والتوجه الفكري والحركي؟
هل يقصد مشرف إثارة زوبعة توفر له مايكفي من الغبار ليقوم بعملية ما ‘تحت عماية الموقف؟
وهل الهدف من المسألة برمتها عزل الإسلاميين عن طريق صهرهم جميعا في وعاء التشدد والإرهاب الذي ستصبح علامته اقتناء رصاصة واحدة في المنزل أو إلقاء التحية على (مشتبه به أمنيا).؟
وما السر في الغربة والنفرة الشديدة التي نراها بين النظام الباكستاني والشارع بل والقيادات المجتمعية ؛ دينية كانت ام ثقافية بحيث أصبحت الحكومة كوافد غريب لايهمه سوى تطبيق خطة مرسومة ؟بحق.. ماذا يريد مشرف؟

الأحد، رجب ٠١، ١٤٢٨

فقاعة صابون

المتأمل في الوضع الاقتصادي للمواطن السعودي يجد أن هناك فقاعة صابون كبيرة موهومة يظهر اختبارها أن هناك خديعة كبرى تنفذ على المواطن البسيط توهمه أنه مرتاح وأنه ينفق عن سعة مع أن عمره وكده يستقطع في صورة منتجات أدرجت رغما عنه في قائمة أولوياته التي تدهور نظامها بسبب إبقائه غير واع
حقا فليس من مصلحة أي تاجر أن تكون أيها المستهلك حكيما في الصرف وأن تقتصد في الشراء. وما يكون انتصارا لصالحه ، هو في الغالب هزيمة وخسارة تصيب جيبك.
إن المنافسة بين التجار هي في الحقيقة منافسة على الهامش المتبقي من رواتب ومدخرات الناس وإن الأوهام التي تلقى في أذهان الناس بتأثير الدعاية أو الأزمات الموهومة والمشاكل التي يروج التجار لها وتؤدي إلى هوس شرائي أو إنفاق محموم هي وسيلة التاجر لتسريع عدادات الشراء ونقل الأرصدة من حسابات الناس إلى حسابات التاجر
ونحن نلاحظ ارتفع حدة تردد موجات الاستجابة للدعاية الاقتصادية ، فالمجتمع السعودي قابل للاستهواء بالدعاية والإشاعة بشكل خاص كما أن غياب العقلية النقدية وسريان التيار الوعظي في كل شئ حتى في البيع والشراء جعل من المواطن يكتفي بالاستشارة والاستخارة لاتخاذ أكبر وأخطر القرارات دون بحث وتنقيب ومقارنة واتخاذ ضمانات.واعتمادا على البركة التي ستتكفل بجعل المنتج الردئ فعالا ومتجاوزا توقعات المصنع نفسه!!
ليس لدينا جهات استشارية تقدم خدماتها للآفراد أو لا يلجأ إليها إلا في حالات اليأس
أما في الحياة اليومية فالأمور تسيرها الموجة السائدة ، والموضة ، ومايقوله الناس.وما جربه فلان ، وما ناسب فلانة.
من أهم ملامح الخديعة التي يتعرض لها المواطن هي مسألة الأسعار المبالغ فيها لسلع كثيرة
فالتجار استغلوا عدم إدراك الكثيرين لتفاصيل مسألة التسعير والقوانين التي تحكمها ، واستغلوا تراخي الجهات المعنية في تفسير وتطبيق الأنظمة التي تحتاج هي الأخرى إلى تحديث، فقاموا بضربات سريعة يشعلون بها الأسعار ثم يسارعون بخفضها بعد مدة قصيرة يكونون فيها قد كسبوا عشرات الملايين
كذلك جهل الناس بمسألة غاية في الخطورة وهي وإن بدت نظرية وفلسفية إلا أنها ذات دور كبير في نظرة المواطن للقضية برمتها.
وهي أن المواطن والموظف على الخصوص لا يقيس مدى سلامة مسلكه المهني والوظيفي إلا من خلال بُعدٍ واحد وهو الرفاه ، أو ما مدى توفر الكماليات أو ما يصرف على الترفيه غير الضروري بالطبع وذلك مقارنة بفئة مترفة من ذوي الوظائف المرتفعة الأجر.
لم أسمع أحدا يناقش ربحية الوظيفة بالنسبة لجهده واحتياجاته الأساسية وما يرتقبه من ظروف وما يلزم لها من توفير.
ومن هنا بالذات يجب أن ندرك أن الفائض المتبقي من الراتب آخر الشهر لمن يتبقى لهم فائض، ليس ربحا خالصا كما يظن البعض ، بل إنه يتحمل نسبته من المصروفات السنوية والمدخرات وربما تكاليف التمويل لمشروعات لاحقة مثل رسوم مدارس الأطفال وتكاليف ترميم بناء أو ماشابه ذلك
إذن فالمسألة أكثر تعقيدا
والهبات التي تأتي من هنا وهناك لا يمكن خلطها مع العمل الثابت المضمون.
وإذا أضفنا قائمة الديون على المتزوجين من الشباب المتورطين فسوف يكون الموظف مفلسا تماما طوال سنوات من عمره.
ولكن مع مهلة السداد من كده وعرقه .
من المهم أولا أن تعرف من يستقطع من دخلك ، ولم ، وكم.
ستجد أن تجارا معينين وشركات محددة تسحب من جيبك مبالغ محترمة دوريا، ليس هذا كل ما في الأمر
المشكلة أنها تنال فيه هامش ربح عال ومميز على السعوديين
مما يجعل راتبك الحقيقي في النهاية يقل عن أربعين بالمائة منه حين يقبض أول الشهر.
فإذا كانت السلعة المشتراة لاتمثل بالنسبة لك قيمة حقيقية مقابل ماتدفعه ثمنا لها فأنت خاسر في هذه الصفقة ، نقديا وليس معنويا.
المصيبة في المعايير الموجودة لدينا معشر السعوديين والتي يرسمها الإعلام المنافق ، وثلة تافهة من المترفين، حيث أنها تؤدي إلى مضاعفة الخسارة والتقليل من المشروعات الاستثمارية على الصعيد الشخصي والأسري حتى تقرب من الصفر!
ولذلك أقول ومازلت أن أي هزة أو أزمة اقتصادية حقيقية تمر بالبلد ستجعل كثيرا من المترفين في السعودية يصيبهم الجوع، لأن ثرائهم ظاهري موهوم ، ولقد رأينا ماجرى في هزة الأسهم التي لا تعتبر تحديا حقيقيا بنظري، فماذا سيحصل مثلا لو جرت حرب وتم ضرب مصفاة البترول أو محطات تحلية المياه في بلد يعاني شحا مريعا في المياه لدرجة أنه ثاني دولة في استخدام المياه المحلاة حسب إحدى الدراسات.
وقد مر بنا ما فعله التجار في جدة في أزمة المياه المضحكة المبكية في جدة حيث ادى كسل وتهاون عدة موظفين إلى فوضى عارمة مارفع سعر وايت الماء من 70 ريالا إلى 450 ريالا والمساومة مستمرة حتى تدخل الملك بنفسه، تخيلوا جلالة الملك! صقر العروبة وخادم الحرمين ، يوجه في مسألة كهذه سببها مجموعة موظفين كسالى ومصلحة مترهلة ومتعهدو طوارئ جشعون.
إنها إهانة لكل مواطن غيور، أليس كذلك
الشاهد أن الهامش اليسير من جيب كل مواطن ومن راتب كل شهر هو الذي يبني تلك القصور الفاخرة والمنتجعات الخلابة والسيارات الفارهة ، وانعدام الوعي والجهل المطبق وعدم الاعتراض على الغش أو الإحالة على الواسطة في كل شئ هو ماسبب الانهيارات الاقتصادية على بعض الأسر المتوسطة وقليلة الدخل عند أول الأزمات التي يفترض أن تكون متوقعة أصلا.
وقد رأينا أيضا كيف أصبح سعر خروف العيد الذي يذبح قربة لله خراب بيوت 1200 ريال وسط صمت وذهول الناس وكأنك ستشتريه بسبعة أرواح لتذبحه في سبع سنوات.
هكذا ولا رقابة، ولا وزارة تجارة، ولا تجارة وزارة، أغلب الظن أن موظفي الوزارة مابين حاج يلهج في المشاعر بالدعاء بالرزق الحلال الكثير وأن يلهمه الحكيم الخبير الصواب في سوق الأسهم، أو سائح يتزلج على ثلوج البلدان الباردة ويسبح لله متعجبا من جمال البلد والناس مع أنهم كفار !!
والناس يضحّون هنا بل احول ولا قوة إلا بالله .
ويبدو أن المطلعين على الأوضاع استحوا أن يرفعوا الموضوع لجلالة الملك ، خاصة وأننا نصدر الإعانات للناس والمسألة مخجلة والله.فعيب عليك ..أنت سعودي!!... غيرك يعقل وانت تزودي؟

الفرص والأحقية الموهومة


يقول ديكارت ، العقل السليم هو في العالم الشئ الأفضل توزيعا، ولكن الإنسان دائما ما يحب على نسق فرعون وقارون أن ينسب الأحقية والقدرة لجدارته وإمكانياته وأهليته واستحقاقه بل وربما وصل لدرجة لاعتقاد أن جينا خاصا في تكوين سلالته أدى إلى وصوله إلى ما وصل إليه متناسيا حقائق التاريخ والظروف المكانية والزمانية وما توصل إليه العلم من دحض لكل وهم من هذا القبيل.
آفة الآفات في بلادنا وفي جميع بلاد العرب بل وفي كافة الدول التي تعاني التخلف هي عدم تحقيق العدالة في الفرص واعتقاد زمرة من أولي الأمر والنهي انهم وأولادهم وأقرباءهم أحق بالمناصب والمزايا ، وأولى بالحصول على الأفضل
والأثرة التي يعاني منها كل متحكم في شؤون الناس لا يمكن التخلص منها بدون دساتير وقوانين عادلة فهي جزء من تكوين الإنسان ، ومؤشر كذلك من مؤشرات ضعفه .
فمن الطبيعي أن يعتقد المسؤول ان ابنه القريب منه والذي هو مطلع على عيوبه وميزاته أقدر على شغل عمل ما وطالما أنه سيؤدي الحد الأدنى المطلوب فليس في الأمر خيانة للوطن وسيساعده شخصيا لتكميل نقصه وبذلك يكون قد كمل المطلوب .
وقس على ذلك أرتالا من مبررات سخيفة ، يجب أن نلحظ أنها لا تطرأ إلا على من في داخله مسحة من خير وبقايا من صلاح واهن.
المصيبة أن هذا الدعي سيعتقد أنه أحق لسبب او لاخر بشغل هذا المكان وسيستعين بالخرافة والأقاصيص والمجد التليد للعائلة وبالخبرة اللفظية التي لا تعبر عن الأداء بأي شكل ، لدعم هذا الوهم النفسي الذي مرجعه إلى الرغبة الجامحة في الحصول على هذا المكسب المهم.أعتقد أننا لن نستطيع أن نتجاوز هذه الآفة إلا من خلال تشريعات دستورية تؤمن رقابة المجتمع على تصرفات كل موظف من موظفي الدولة ، وأن يستقل القضاء والإعلام حتى تجري الأمور مجراها وإلا فابقوا في أماكنكم فلستم لها بأهل

الجمعة، جمادى الآخرة ٢٨، ١٤٢٨

لقد عدنا





من بين جميع الرسائل التي وصلتني على الإيميل
أعجبتني كلمة السيدة إلهام فقد ذكرتني بكلام كنت كتبته في مدونتها عن الكتابة وأهميتها
وأخشى أن تجعلني الكاتبة كذلك الشاعر الذي قتله شعره ،ولعله المتنبي
فإنه يروى أن أحد خصومه تربص له في طريق ليقتله فلما أسرع لينجو بنفسه من هذا الكمين ذكره أحدهم ببيت قاله في الشجاعة والنجدة والبأس
فرجع وقاتل فكان في رجوعه قتله
شجعني عديدون على العودة والكتابة مجددا ولهم الشكر على ثنائهم وتشجيعهم ،وبصراحة كنت عازما على ألا أكتب
ولكن عندما وجدت أن أصدقاء المدونة الأعزاء لم يقطعوا عني زيارتهم وأن مواقع أخرى تناولت بعض مقالاتي بالتحليل، لن أذكر سرقة بعض الصحفيين لبعض محتوى المدونة بحجة توارد الخواطر رأيت أن أعود للكتابة ولكن في الموضوعات شديدة الأهمية ، وبانتقائية شديدة ، وباقتضاب ، وهي مجمل الملاحظات التي وصلتني من الأساتذة الذين علقوا لدي وراسلوني ونقدوا كتاباتي ، وسأتطفل على بعض المدونين الذين تجذبني كتاباتهم بمداخلات من باب إثراء الحوار ليس إلا
أما مسألة الاسم المستعار فهو قرار قديم أفضل الإبقاء عليه حفاظا على الحياد من القارئ ولئلا تحاكم كتاباتي هنا إلى كتاباتي في مكان آخر أو لأنشطتي الأخرى.
أنا سعيد جدا بمن داوموا على زيارة المفكر ، وأطمئنهم أن المفكر مازال حرا
والقادم أكثر جلاء ودقة
ولا أزال في حاجة لنقدكم واقتراحاتكم
المفكر الحربعد انقطاع