الخميس، يونيو ١٥، ٢٠٠٦

الزرقاوي مات - مستقبل المقاومة العراقية


كنت أتساءل ومازلت عن فعالية وقوة المقاومة في العراق دون قدرة إعلامية تستطيع إعطاءها البعد الشعبي أو الدعم الوطني والدولي.
هل أصبح من الضروري للمجاهدين التخلي ولو مؤقتاً عن شعار الجهاد واستبداله بالمقاومة؟
التفجيرات التي تحدث كل يوم هل هي حقيقة كل ما يحدث في العراق ؟
ولماذا ضحاياها بشكل رئيسي من العراقيين ؟
أم أن المسألة كذب تمارسه وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الأمريكيون ولا ينشر من الحقائق إلا ما يدعم خطط أمريكا الحالية ؟
الجميع يدرك أن هناك وكالات أنباء رئيسية كبرى هي من يقوم بإنتاج المواد الرئيسية للأخبار وبيعها ،وهي بذلك تحدد ما ينشر وما يهمل ، وباستعراض أسمائها سنجد أنها تمثل أذرع الأخطبوط الأمريكي المتطاولة، أو الصوت الضائع وسط الضجيج!


من أهم مشكلات المقاومة العراقية أن من ينضمون إليها يعتبرون ما يقومون به عملا مقدسا ودينيا فقط وبذلك لا يضعون في حسابهم مستقبل الشعب العراقي وما ينتظره ونتائج ما يقومون به في منطقة على المناطق الأخرى ، وكيف أن الجيش الأمريكي قد يستفيد بصورة أو أخرى من بعض العمليات أو البيانات، التي ينفذونها ابتغاء الأجر من الله فقط ولتكون كلمة الله هي العليا.
إن دولة عظمى لديها الكثير من الأجهزة والموارد والكفاءات بإمكانها أن تتدارك خطئا وقعت فيه أو أن تصلحه أو على الأقل أن تتحمل مسؤوليته ، ولكن مقاومة صغيرة محاصرة ، قليلة الموارد قد لا تستطيع فعل شئ من ذلك . ولذا فإن من أهم ما يجب أن تركز عليه المقاومة أن يكون لديها قادة يتسمون ببعد النظر وفهم الواقع ولديهم القدرة على التخطيط الاستراتيجي وفهم العدو فهما عميقا ودقيقا لا أن يجمع حوله فقط أكبر عدد ممن يريدون أن يموتوا لينالوا النعيم في الجنة ويرتاحوا من الدنيا دار الأحزان والآلام. ولعل هذه هي اهم مميزات الحركات الناجحة معرفة ما نملك وما لا نملك ومن معنا وإلى أي مدى يمكن أن يظل معنا.
ما الذي استفادته المقاومة من العمليات الاستشهادية ، هل تغير موقف أمريكا من البقاء في العراق .وهل تتوقع أن أمريكا ستتخلى عن مكاسب الحرب من عقود إعمار ونفط يغطي حاجاتها لمئة سنة وأيضاً – وهو الأهم – حماية العزيزة إسرائيل والوقوف سدا ما بينها وبين المد الشيعي المتدفق من إيران؟
هل سمع العالم بهذه العمليات الغاضبة أم أنها عرضت على أنها عراقيين يقتلون عراقيين، لأنهم لم يقفوا معهم كما ينبغي أمام المعتدين.
أيضا تواجه المقاومة القادمة من الخارج مشكلة أنها تسعى إلى تكرار التجربة الأفغانية أثناء حرب السوفييت ، إضافة إلى الفشل الأمريكي في القبض على بن لادن يظنه البعض انتصاراً على الأمريكان لفشل هدفهم ولم يدر هؤلاء أن ذلك هو فشل لأحد أهدافهم لاغير.
إن محاولة تكرار ما حدث في العراق دون مراعاة خصوصية المنطقة والتوقيت . فنحن هنا على مقربة من أبار النفط الكبرى التي هي ضمان وجود تسعين بالمائة من مصانع العالم . وعلى مقربة من قلب وقبلة المسلمين مكة والمدينة وعلى مرمى حجر من إسرائيل الإبنة المدللة لأمريكا وبالقرب من الدويلات الإسلامية ومنابع الإسلاميين متشدديهم ومعتدليهم. والجار اللصيق إيران التي تمثل الإسلام الثوري بنظر أمريكا بتبنيها المذهب الشيعي فكراً وممارسة.
فهل نتوقع أمراً مشابهاً لما مر بالمقاومة الدينية في أي مكان.
إن المقاومة كانت أقدر على العمل لو أنها اتخذت لها قائدا عراقياً ، ففي تلك الحالة سيكون هذا القائد أقدر على لم شتات المقاومين ، والحديث باسم البلد المحتل ، وكسب أنصار وحلفاء ليس ضرورياً أن يكونوا مسلمين. أم أن الزرقاوي وغيرها ما أتى للعراق إلا لتصفية حساب مع الأمريكان أياً كان؟. من يدري

2 Comments:

Anonymous غير معرف said...

كيف استطعت ان تقرر ان المقاومين في العراق من غير العراقيين لم يحسبوا حسابا لمستقبل العراق ..
اعتقد اننا لا نستطيع الحكم عليهم و توجيه انتقادات لهم و نحن لم نكابد ما كابدوا .. و مثلما ذكرت في بداية كلامك هناك كذب ، هناك لعبة اعلامية محبوكة تحاول تشويه صورة المقاومة الاسلامية و تظهرهم بمظهر القتلة الذي يعيشون بالقتل و للقتل .
سياسة اميريكااليهودية المعتمة اصعب بكثير من ان يستطيع رجل مسالم ان يتخيلها .
و شكرا
ايمان

١٠:٤٢ ص  
Blogger المفكر said...

أؤيد كلامك كلمة بكلمة ، ولكن وجهة نظري ترتكز على أن المقاومة كانت تستطيع أن تجعل القائد عراقيا لتقوية التأييد ، كما أن وجود المتذمرين من العمليات التي تنفذها المقاومة يدل على أنها بحاجة إلى تعديل أسلوبها ، هذا رأيي مع تقديري لصعوبة الخروج بحكم نهائي لعجز الوسائل الإعلامية النزيهة أو عدمها

٩:٠٩ ص  

إرسال تعليق

<< Home