الجمعة، جمادى الأولى ٢٠، ١٤٢٧

أعظم هدية لطفلك

يتساءل الكثيرون عن اهم ما يجب أن يقدمه الوالد لابنه

ماهي التربية السليمة التي يرغب كل أب في توفيرها لابنه؟
أعلم أن الجواب في بعض العائلات قد لا يوجد لأجيال بل لقرون ، وقد لايوجد أبداً

وقد يقول قائل إن هذا من الأسئلة التي لاجواب لها في الحقيقة ، لأنه ليس هناك تربية مثالية طالما أن هناك قيم عديدة ومعتقدات أكثر من أن يشملها العد ، وتصورات لهذه المعتقدات لانهاية لتعددها ، إذ لكل فرد تصور دقيق خاص به لتفاصيل ما يعتقده .

إذن المسألة شائكة ، ولكن أظن أنني أعرف وصفة تصلح للجميع عما يجب أن يقدمه الأب لابنه من تربية
برأيي أن أهم ما يجب أن يقدمه الأب لابنه هو تحرير عقله ، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، تحرير عقله من التبعية لأي شئ سوى الحقيقة . بحيث يعلمه أن كل شئ غير حقيقي وغير مطابق للصواب فهو زائل مؤقت ويجب أن يبقى في أذهاننا أنه خطأ حتى ولو بقي آلاف السنين.
هذا هوالجانب التربوي الذي يغلب أن يعاتب الرجل والده بشأنه عندما يبلغ سر الرشد
لماذا لم تكشف لي الحقائق؟ أو لماذا تركتني أعيش في وهم؟
الأمر الآخر - وهو فرع عن الأول - أن على الأب أن يضع للإبن الأشياء في أحجامها الطبيعية ويرتب له الأولويات ترتيبا واضحا منطقيا في كل أمور الحياة، و ويهتم كل الاهتمام أن يكون للابن حاسة دقيقة في المفاضلة بين الأمور وتحديد ماهو مهم وماهو الأهم وما هو أقل اهمية .
إن تدريب الابن على هذين الأمرين وإبرازهما في حسه ووعيه وجعلهما المعيار الأول لسلوكه سيجعل من الممكن تكوين حاسة النقد لديه مما يجعل حياته أسهل وأضبط وأحكم .
المشكلة براينا الآن تكمن في أن الأب( أو الأم طبعاً ) قد يضع ترتيبا للمفاضلة بين الأمور مخالفا للصواب أو أنه غير مبني على الحقيقة
وهنا يظهر الجانب الأول وهو تقديس الحقيقة وتقديمها على كل شئ بحيث تكون هي معيار الصواب والخطأ

لو أن الواحد منا اهتم بهذ القضية وجعلها أولوية تربوية لأبنائه لما تخبط الأبوان واضطرب الابن ولعاش أبناؤنا حياة أفضل ،أحرارا غير مقيدين بأخطائنا أو أخطاء الآخرين أشخاصاً كانوا أم أفكاراً ومذاهب أعطني رأيك إن كنت توافقني ...

2 Comments:

Blogger layal said...

ذكرت بنهايه مدونتك :اعطني رأيك ان كنت توافقني
اتفق معك كثير واختلف بعض الشيء
سؤال يطرح نفسه- كيف يمكن للاب ان يحرر عقل ابنه ان كان هو غير قادر علي فعل ذلك لنفسه ؟؟
وهل الابوان قادرن علي مواجهه الحقيقه مع نفسيهما؟ وخصوصا في امر المفاصله بين الواقع و الحقائق والمبادىء؟
لان كل هذه الاسئله والامور ستدور بذهن الابن عندما يكبر وسيبدأ النقاش وبالطبع لن يقابل الا بالصد والصمت

١١:١٧ ص  
Blogger المفكر said...

أولا شكراً على تعليقك واهتمامك بالموضوع
ثانياً أرى أننا نحتاج أولا للتاكد من وجود الرغبة لدى الأبوين ، الرغبة التي تجعلهما يضحيان بعاداتهما التربوية وعادات التواصل من أجل ولدهما.، وهذا بالأساس هو هدف هذا الموضوع إيجاد رغبة حقيقية لدى الأهل والآباء والأخوة الكبار.
من ضمن الوسائل: أن يطلع الأب ابنه إلى طريقة وصوله للقرار في تصرف ما ، بمعنى أن يفكر بصوت عال، فمثلاً : يقول بمسمع من ابنه يجب أن نصل إلى حل مع جارنا بخصوص موضوع السور المحيط بالمنزل لأننا لو تركنا ذلك لفترة فقد يؤدي إلى ... ، وقد تأتي لنا مشاغل فلايمكننا ...، وهكذا
فالابن سيتبنى القرار بناء على التفكير ، واستنادا لحقائق. أيضا إذا أخطأ الأب فمن المهم أن يفكر مع ابنه في سبب وقوع الخطأ ويقول كيف نتفاداه المرة القادمة
أيضا تدرب الأم ابنها على التحليل للظواهر الصحيحة منها والخاطئة ، وتتدرج معه من ظواهر ذات سبب واحد لأخرى متعددة الأسباب

أيضا، عندما يسأل الأبن أباه عن شئ ما ، حتى وإن كان الأب يعرف الجواب ، فيمكن أن يقول للابن الجواب هو كذا ولكن لا مانع أن نستزيد يا بني فقد نجد جوابا أفضل من جوابنا ، لم لا نقرأ عن الموضوع في كتاب كذا . وهكذا...

الاعتذار عن الخطأ والتراجع مع إيضاح الموضوع من أهم أسباب النجاح في تحرير عقل الطفل.
وهناك وسائل كثيرة ممكن أن يوجدها الإنسان بالتفكير وأظن أن لديك المزيد

٩:٥٣ م  

إرسال تعليق

<< Home