الأحد، صفر ٠٧، ١٤٢٨

دائرة الضوء





يعيش الوطن فترة متميزة من تاريخه
فقد تولى السلطة قائد فتن الناس بحبه
وتعلقوا بمبادراته التي يكاد يوجد اجماع على الثقة بها والاعتقاد بصدقها
بل حتى المعارضة المزعومة وجدت نفسها تحولت إلى ناصح ومقوم لسلوك القيادة بعد أن كانت رافضا نهائيا لكل مايصدر عنها
ما يكشف ان الورقة الكبرى الرابحة في يد القائد هي حب الشعب لها وولاؤه الكبير لقراراته
ولكن المشكلة الكبرى
التي أعتقد أنها ميزة كبرى
أن مبادرات القائد وحرصه الكبير على مصلحة شعبه
كشفت عن وجود ثلة قديمة من البيروقراطيين الذين يقفون ضد مصالح الشعب
وليس ذلك لكراهيتهم للشعب
ولكن لسعيهم من أجل أغراضهم ومصالحهم التي تتعدى حقوق الآخرين
وقد ظهر ذلك في تصريحات واضحة من القائد في أكثر من مناسبة
وبصورة ينبغي أن يعيها المواطن
وأن يدرك أن هؤلاء البيروقراطيين من العيار الثقيل
مما يستلزم تحالف الشعب مع القيادة
وان يقف المواطنون صفا واحدا متماسكا
متفاعلا ، مع القائد الأعلى
وبمجرد تأمل خطاب القيادة في موضوع أزمة الأسهم على سبيل المثال
نرى تلك الصورة المقربة
ونفهم تلك الرسالة الخفية
التي ينبغي أن نفهمها

يجب أن ندرك ابتداء أن كل ولاء لغير القائد الأعلى هو خيانة
وأن كل تحالف يؤدي إلى تمرير قرارات متضاربة أو إيجاد منطقة فراغ تطلق بموجبها يد البعض للتصرف وفق مصالح معينة هو كيد للوطن والشعب وللقيادة

الجهاز الرقابي ممثل ينوب عن الملك

في دولة ملكية يكون الجهاز الرقابي من أهم الأجهزة التي تضمن تسيير الأمور وفق مصلحة الشعب وتقدمه
ويشكل القطاع العام أهم منطقة يعمل فيها ذلك الجهاز الرقابي
كما تمثل توصياته أثرا خطيرا لأنها تؤدي إلى قرارات لاسبيل للتراجع عنها
ومن هنا اكتسب قوة غير هينة ، جعلته هدفا لبعض المصالح التي لن تيأس من محاولة التسلل إليه وكسب وده وأسره بخدماتها
مما يجعلنا نعيد تصنيف الواسطة كنوع من الرشاوى اتخذت صورا معاصرة تنوعت بتنوع التعاملات الحديثة
فأصبح من المألوف ان تدخل على مسؤول لتجد على مكتبه عشرات الكروت الشخصية من مختلف الجهات تحمل تواقيع متنوعة لايخفى أنها موجودة لأغراض لاحقة

أم أنها للذكرى فقط؟

يجب ان يصحو الوعاظ لينتبهوا إلى هذه المسائل بدل التركيز على قصص الاغتصاب الرائجة لدى السامعين
وأن يتم إقحام المواطن العادي في الجهاز الرقابي مع حمايته من سطوته إذا تورط مع منظومة مصالح فاسدة فيه
وهذا هو ما أردته من هذه التدوينة
كيف يمكن أن يتواصل المواطن مع أولي الأمر دون أن تتم إعاقته من قبل الفئة الفاسدة

كخطوة أولى في مشروع تغيير الأوضاع المشينة
على غيرما صعيد
يجب أن يكون الشخص على اتصال وثيق بالقيادة وبأعلى مستوياتها ،بحيث يمكنه التبليغ عن أي خرق أو مخالفة أو تقصير بحق الوطن والمواطن
المشكلة أنه ليس لدى الناس معلومات عن الطريقة التي يمكن للمواطن أن يصل بها إلى القيادة
دون أن يقطع عليه الطريق قطاع الطريق
فمن المحتمل أن تقع في المشاكل قبل أن تبلغ عن المشكلة
ومعلوم أن لكل وزارة عيون
ولكل مسؤول أعوان
أو أن هناك الكثيرين ممن هم مستعدون لأن يكونوا من اعوانه وأن يقدموا له خدمة تحفظ لهم طالما أن رياحه تهب

فماذا يمكن أن نستحضر من طرق ووسائل لتخطي هذه العقبة ؟

لقد سمعنا أن رجلا غيورا رأى في حيه تجمعا مريبا من النساء والرجال
وبمرور الأيام تأكد لديه أن هذا التجمع ماهو إلا عزبة يجتمع فيها الرجال ويؤتى لهم فيها بالنساء من مختلف الجنسيات والنوعيات
يعني باختصار
بيت دعارة
أبلغ المسؤولين
وخاطب الذين يفترض بهم أن يكونوا مهتمين
ولكن
لاحياة لمن تنادي
ولا شعور لمن تبلغ
ولا وجود لمن تخاطب
فحزم الرجل أمره
وأرسل برقية للوزير المسؤول
فإذ بخطاب يرد من الوزير يوجه بالنظر في المسألة
وإنهائها على الفور
.....
ومرت الأيام
وإذ بالمسؤولين الصغار
الذين خوطبوا بالأمس
ونودوا
يبدأون في مضايقة هذا الشخص
فاتصال في آخر الليل
وطرق باب في وقت غير مناسب
ورجال أمن يسحبونه من بيته ومن وسط عياله في جوف الليل
ووسط حنادس الظلمات
تعال أيها المواطن الغيور فهناك مشتبهين نود أن تتعرف عليهم
وهناك بيت دعارة تم " الكبس" عليه في مدينة أخرى ربما يكونوا ذوي اتصال بهؤلاء
الذين بالطبع أنت أصبحت خبيرا بهم
واستدعاء في أوقات غير مناسبة بحجة الاستشارة والعون
وهكذا
وكذلك
بصورة سخيفة
وواضحة
ومكشوفة
والمسألة ومافيها
انتقام
من مواطن غيور !!
........

كنت قد تكلمت مع أحد الأصدقاء قبل ذلك
وذكرت في تدوينة سابقة
أن الحل يكمن في وجود أو إيجاد تجمعات طوعية أو غير حكومية
تجمع الغيورين
وتتمتع بحصانة مجتمعية
تقوم بمراقبة الأداء لبعض الجهات
وتكون متحررة من شبكة المصالح والواسطات التي تسير العمل وتتحكم في الجهات الأخرى
ولكن المشكلة في وجود مثل هذه الأعمال الجمعية
هي صعوبة الموافقة عليها أصلا ، مع أننا لم نطلب منها الإشراف أو مراقبة الأداء الحكومي ككل
أيضا لدينا مشكلة صياغة نظام أساسي لمثل هذه التجمعات و ضابط لها يحترمه الجميع ويحاكم العاملون فيها بناء عليه ، لأننا نخشى أن تصاغ هيكلتها بشكل مشابه لبناء الهيئات الحكومية مما يعني تكرار المشكلة دون أدنى فائدة

الحل الآخر البديل للتجمعات الطوعية هو التعاون المجتمعي ضد الخطأ والقصور
فمتى سمعنا عن مواطن قام بالشكوى أو الدعوى ضد ضرر لحق بغيره ؟
عندما نترك الشخص يواجه تنظيمات كبيرة وجهات مدعومة منفردا سيكون الأمر صعبا عليه ولكن عندما يكون هناك تعاون وإيجابية ، حتى وإن لم تكن في صورة تجمعات وتنظيمات سيكون للمشكلة حصار أكيد ، وأقل مافيها أن المشكلة في النهاية لن تتقوى بالنظام بل ستكون نشازا في المجتمع وسلوكا مرفوضا ومقاوما .
وأقل مافي الأمر أن ستجد من يقوم لك وضعك ويوضح لك حقوقك ومنافذك وما يجب عليك فعله

وإذا عدمنا هذا وذاك ، أو إذا كان الموضوع أكثر حساسية وأعمق ضررا ،ويصعب إيجاد الأنصار في شانه
أو إذا كان يحتاج إلى جهد ووقت ، أو أنه يقف في مواجهة قوى ذات نفوذ وتمكن ، فهل نيأس
أم أن هناك حلولا ومقترحات ؟

الحق أن هناك حلولا ومقترحات حقيقية
وكما قالوا ما ضاع حق وراءه مطالب
فلابد من الإصرار والإصرار وصولا إلى الحق ، أو وصولا إلى الحقيقة ،
حقيقة ألا نفع من سلوك هذه السبل والبحث عن سبل أخرى .

فماهي هذه الحلول والمقترحات

نصائح عامة
********
القاعدة الأولى هي أن كل كبير وله كبير
القاعدة الثانية أن المعاملات الإدارية كقصة حياة يمكن تعقبها
القاعدة الثالثة هي أن لكل مسؤول؛ منطقة نفوذ يعمل فيها ؛ وهو يحتاج للواسطة فيما هو خارج عن نقطة نفوذه
القاعدة الرابعة الواسطة المميتة
وهي الواسطة التي تعتبر تضحية من مسؤول لمسؤول آخر ولكنها مهددة لمركزه فيما لو كشفت فهنا تكون أنت قد خرجت لمنطقة الأمان، وأصبح المسؤول في منطقة الخوف ، فإذا كان الحق معك فهو مضطر لأحد ثلاثة أمور
- إما أن يعطيك حقك اتقاء لشرك .
- أو أن يرهبك ويخوفك عن طريق أتباعه ويؤخرك لحد لا تطيقه أو يبحث في مشاكلك وثغرات وضعك ليدخلك في منطقة الاضطرار التي أفقدتنا الكثير من الحقوق والفرص ، ويمكنك حلها بأن يشعر أنك تعرف النظام ، ومن بيده تعقبه وكيف.
- ثالثها أن يلحق بك مخالفة عن طريق التلفيق والإقحام ولو عن طريق القبض عليك كمشتبه به في قضية أمنية ومطابقة بصماتك مع بصمات أعتى المجرمين، مع أنك من البيت للعمل ومن العمل للبيت وقد حدث هذا لي شخصيا
فلو استطعت أن تحول الواسطة التي توجه ضدك إلى واسطة مميتة
أو لو استطعت أن تتواصل مع المسؤولين الأعلى رتبة قبل أن يتصرف ضدك ، وتخطيت منطقة النفوذ رأسيا وأفقيا وراعيت قاعدة قصة حياة المعاملة بمعنى أن تكون موثقة وموردة في كل جهة مرت بها وغير قابلة للتزوير فقد قضيت عليه ، مع الحرص على أن تبقى في دائرة الضوء دائما

----------------------------------------------------
لو استطعت أن تحتفظ بتسلسلات أرقام المعاملات في كل جهة تذهب إليها وتقديمها لمحاميك مبكرا سيمكنك استخراج تاريخ حياة المعاملة فيما بعد
ضع قائمة بحركة المعاملة بدءا من تقديمها والمواعيد التي أعطيت لك وماحصل لك فيها بالتواريخ .
قبل أن تقدم المعاملة اسأل أصحاب الأكشاك الموجودين أمام مقرها وحوله ، بعشرة ريالات قد تختصر جهد أسابيع ، وكذلك مكاتب الخدمات العامة ، المعقبين.
إحصل على اللوائح المعمول بها من صفحة الوزارة المعنية من الانترنت
وإذا حصلت على التعاميم فحسن مع أنها غير متوفرة دائما
- احرص على حفظ ونسخ وتوزيع وثائق عملياتك
- تواصل مع المكاتب الرئيسية دائما مع محاولة الحصول على مستند ولو غير رسمي باطلاعه على التفاصيل
- ابق في دائرة الضوء دائما

الأساليب القانونية السلمية
****************
هناك أساليب قانونية متاحة للإنسان يمكن اختصارها في الآتي
الشكوى ضد الموظف المباشر للمسؤول
التظلم ضد المسؤول للنظام المعمول به أو الجهة
المقاضاة ضد الجهة للحاكم ، هذا لدينا وإلا في دول أخرى فالمقاضاة ضد أي جهة أو فرد للدستور
التدويل استعداء على الدولة
اللجوء هروب من الاضطهاد


طبعا ليس هنك مايسمى التظاهرأو الاعتصام أو الاحتجاج لدينا لأنه نوع من العصيان ، ولم ألتق محاميا أو أشاهد مرجعا يصف موقف الأمن من هذه الأمور لكنها ممنوعة وفاعلها معرض لأن يدرج تحت بنود غير معلومة

الأساليب الفنية
*********
هناك بعض الأساليب الفنية التي يمكن من خلالها التواصل مع الجهات العليا ، مع مراعاة أننا قمنا بحذف الوسائل التي يمكن تعقبها او حذفها أو إلغاؤها ، خاصة في المسائل التي يعتبر فيها الوقت عاملا خطيرا . أيضا قمت بحذف مراسلة الوسائل الإعلامية بخبر صريح للنشر لأنها لم تزل تفسر على أنها سلوك عدواني وغير سلمي وهو مالانريد مجرد الاقتراب منه .

- البريد
- البرقيات
- البرقيات الصوتية
- الزيارة المباشرة لمنزل أو مقر أو ديوان المسؤول
- مراسلة عدة جهات إعلامية بصورة شخصية مع الحرص على أن تكون في خمس فئات
الأولى جهات إعلامية حرة وغير خاضعة لنفوذ أي دول أو كيانات سياسية
الثانية مملوكة للمعارضة بصرف النظر عن توافق المرسل مع توجهاتها
الثالثة مملوكة لجهات تمثل القطب المواجه سياسيا
الرابعة جهات إعلامية محلية عادية
الخامسة شخصيات معروفة وأعيان

الأعوان
****
لايمكن التنبؤ بمقدار الخطر الذي تسببه شكواك على المسؤول
فقد يكون في صراع من اجل ترقية معينة ، أو يلهث خارجا من تهمة خطيرة
وقد يكون محاطا بكائنات متوحشة أعتى منه وأشرس ،تنتظر منه سقطة لذلك فأنت في حاجة إلى أعوان ولكن يجب أن تختارهم بدقة ودراية وحذر، وأن تكون على حذر من أن يتم شراؤهم بالمال فقد رأيت بأم عيني أناسا من هذا النوع والله المستعان
ويجب أن لا تسلم أحدا على وجه الأرض كل شئ
لأنك ببساطة تكون قد فصلت القابس الذي يصل عقلك بالكهرباء
بمعنى أنك أصبحت ذا أذنين طويلتين ، مع إضافة حافر من نوع ممتاز ليخرج بذلك الأرنب ، ويكون التعريف بالحد كما يقول الأصوليون.

أعوانك ياسيدي

مستشار

يبصرك بحدود النظام ، وسماحيته، والنماذج السابقة المشابهة لوضعك، ونقاط ضعف خصمك ، ولكن لاتزعجه كثيرا
محام

يدرس ويحرر لك النصوص التي تحميك قانونيا ، ويقوم بتوثيق ورصد كل ما يعنى بموضوعك ، ولابأس في أن تكرمه جيدا
معاون أمين

تنفيذ العمليات الصغيرة التي تحتاجها ، والتي يتم تقييدك عن تنفيذها ، التعامل مع الموجات الارتجاعية

التقنيات الدفاعية للتعامل مع الموجات الارتجاعية
******************************

- العضويات في جمعيات دولية
- كتابة اليوميات والمذكرات ومنها هذه المدونات مع نسخ عديدة منها تودع عند من لا يوصل إليه كزوجة محبة أو أم أوحبيبة او صديق صادق
- تسجيل المكالمات ، نوكيا الجديدة جميعها تسجل المكالمات بينك وبين من تريد ولكن كن مهذبا واحترم خصوصيات الآخرين
- الحرص على وجود شهود ، أقدم وسيلة وأوثق وسيلة ، الشهود هل تعرف الفرق بين الحق والباطل ؟ الشهود
- التوثيق الرسمي والمستندات الرسمية ، صادر ، وارد ، شرح، إفادة ، نموذج، الخ


ابق في دائرة الضوء

هل المواطن في حاجة إلى كل هذا مع وجود ملك رائع كالملك عبدالله بن عبدالعزيز؟
وهل بمقدورنا كمواطنين أن نعبر عن ولائنا وحبنا للوطن بصورة أنبل وأكمل وأسمى من أن نساعد المواطنين أمثالنا في الحصول على حقوقهم التي كفلها لهم القائد ؟

لو أنك أيها المواطن البسيط المسكين طلب منك في جلسة خاصة خاصة جدا مع الملك أن تطلب طلبا لارد له
طلب الأحلام فتخيل ماذا ستطلب

أما أنا فسيكون طلبي التالي :

تكوين هيئة رقابة وطنية تعمل وفق برنامج نزيه وشفاف لنقل وضع المواطن للملك ولها الحق في تكوين جمعيات رقابية ولجان مؤقتة وتحاسب من الملك مباشرة .
العمل على إفاقة هيئة الرقابة والتحقيق من سباتها الأسطوري لتقوم وترد شيئا من الجميل للوطن بدل الرواتب الهائلة التي تبتلعها في صورة أجور على لاشئ .وتكوين لجان سرية منبثقة عنها تقوم بدور المخبر الحكومي لمراقبة الأداء في صورة مفتشي عمل جادين.
- محاسبة الجامعات المتعجرفة التي تحولت لمتاجر أومستشفيات خاصة تبتلع المليارات وتوزعها أرزاقا للموظفين والكراسي الأنيقة العتيقة ، وتخرج أكداسا من الخريجين الذين لايجدون ما يفعلون فلا القطاع الخاص يقبل بهم ، ولا الجهات الحكومية تتسع لهم وأسراب الوافدين تفد إلى البلد من كل صوب
- خط الرياض – خط الجنوب ولو بنسبة أربعين بالمئة
- وأطال الله بقاءك