السبت، ذو القعدة ١٨، ١٤٢٧

فتش عن الرجل

طلاق النسب حلقة جديدة في سلسلة الاجحاف بحق المرأة


مدخل

رغم أنني أحاول منذ فترة أن أختصر في كتاباتي إلا أنني أجد نفسي مضطرا للتفصيل في بعض القضايا خاصة تلك التي تملأ الدنيا و تشغل الناس ويلعب فيها مجموعة من اللاعبين لمصالحهم الخاصة أو يتجاوزون فيها المنطق والعقل والعلم والدين في استغفال وقح للعقول وقلة ادب مع العلم والمعرفة ،
من ذلك قضية اليوم
التي شغلت الناس لفترة ثم انتهت كأن لم تكن
ولم نخرج فيها برأي واضح
أو استغلها البعض فرصة كماهي عادة المرتزقة من كتابنا للظهور والتمسح بالمفاهيم الإنسانية السامية
ولكن
أليس من الممكن أن تصبح هذه القضية فرصة وبوابة لنقد الذات
وأن نتلمس جذورها ، وأن نجعلها خطوة في طريق نقد التراث ومحاولة المطابقة بين الشعارات التي نطلقها صباح مساء وبين واقعنا الفقهي العملي التطبيقي وخلفياتنا الحقيقية بدون بهرج أو رتوش.

سأتناول الموضوع مع خجلي مما يدور في وطني يوما بعد يوم من قضايا كهذه وإن كان عصر الحقيقة لا يعترف بالحدود والحجب والكتم ، فقد آن أوان البيان والصراحة
ولي بعض العناوين التي سأجعلها كإضاءات متفرقة أتناول بها الموضوع :ـ

-
فتش عن الرجل
- لماذا الموضوع خطير ؟
- حراس الفضيلة أم حراس القبيلة ؟
- هل علماؤنا عنصريون؟
- خرافة الأصل الشريف
- خرافة العرق النقي
- خرافة التفضيل الديني للعرب
- ملاحظات عامة على تراث المسألة الفقهي
- الكفاءة في النسب وآراء المذاهب المشهورة فيها
- رأي المفكر
- خاتمة


فإلى العرض :ـ

- فتش عن الرجل
. كما ذكرت سابقا فإن طلاق النسب او التفريق بين الزوجين بدعوى عدم كفاءة النسب ليس إلا حلقة من السلسلة الطويلة من الإجحاف في حق المرأة في اختيار شريك حياتها وتحديد مصيرها والعيش بحرية وامان، وبرغم أن الشرع ضمن لها ذلك الحق بوضوح ليس له مثيل في اختيار الزوج ورفضه وخلعه ، إلا أن المجتمع والثقافة العربية عموما لا توفر طريقة في الالتفاف على أحكام الإسلام وقيمه عودة لقيم الجاهلية السوداء . ومنع المرأة من كل حقوقها إنْ فورا أو لاحقا ، وقد أشرت إلى هذه القضية في مقال سابق بعنوان التأمين ضد الطلاق شرحت فيه كيف ان نظام الزواج حسب التطبيق السائد – والذي أرى أنه لا يعبر عن سماحة الإسلام بحال- يتكئ بثقل غير متعادل على المرأة لصالح الرجل ، ويعرضها لمخاطر قد تمتد طوال حياتها ، ويطالبها بالتضحية القسرية من أجل الأجر في الآخرة مع ان كل ذلك يفترض ان يكون طوعا واختيارا!!
..أما كيف يكون ذلك في موضوعنا ،فالمعروف ان الرجل لا يضيره أن تكون امرأته أقل منه نسبا أو حسبا فله أن ينكح ما طاب من النساء وأن يتمتع بملك اليمين وأدل دليل على ذلك شيوع التسري بالجواري بين المسلمين من مختلف الأقطار والبلدان والأقاليم والأوضح من ذلك أن العرب هم في النهاية ابناء هاجر أم اسماعيل بن ابراهيم الخليل وهي جارية سارة وليست بعربية بمعنى أن 50% من الخارطة الجينية للعرب الإسماعيليين أبناء اسماعيل ليست بعربية !!
بينما المرأة عليها قيود في ذلك انتهت لحد أن بعضهم قال أن نكاح العربية من غير العربي يفسخ في الحال لأنه حق من لم يولد بعد من الأولياء الذين يحتمل أن لايوافقوا ـ غاليا لأسباب عنصرية ـ على زيجة كهذه ، وبرر آخرون المسألة بمبررات واهية فمن قائل إنما شرع ذلك حتى لا تضيع المرأة نفسها ، ومن قائل أن ذلك حق للأوصياء والأولياء بل قال أحمد في رواية أنها حق لجميع الأولياء : قريبهم وبعيدهم ، وعلى ذلك فلو لم يرض واحد منهم فله الفسخ كما يقول الشافعي نيل الأوطار 3/137، ومن قائل في تلاعب واضح بالأفكار أن المراة الشريفة ليس الأعجمي لها بكفء/الزوجة الرفيعة المنزلة ، هي التي تعير هي وأولياؤها عادة ، إذا تزوجت من غير الكفء.
أما الزوج الشريف فلا يعير إذا كانت زوجته خسيسة ودونه منزلة. فقه السنة ، سيد سابق ، 2/140/
فهل الزواج والحياة الزوجية أمر للمرأة خيار فيه أم أنه مملى من الغير ومن رجل بالتحديد
وما قيمة القبول والرضى والحب والتوافق.
وتتلاشى كل التعابير حين يقول قائلهم ، وعلى المرأة أن تقبل الواقع ، وتصبر وتتقي ، فإن ذلك من عزم الأمور . فقه السنة 2/141
فانهرت حينها ضاحكا من شدة عجبي مما يقول هؤلاء!!!
إذن فهي جريمة بحق المرأة والمجرمون غير ظاهرين في الصورة ،
الحل
....فتش عن الرجل

- لماذا الموضوع خطير ؟
..اهتمامي بهذه المسألة نابع من خطورتها ، فهي برأيي تهدم جانبا أساسيا من الإسلام ، هو ما دعا الناس إلى اعتناقه والافتتان به كدين عظيم تلكم هي قضية المساواة ،
المسألة في قلب التصور الإسلامي لقضية المساواة ، وكشفت إصابة العلماء بالمرض كما هو واضح من تعليقاتهم ، فهل الإسلام دين عنصري ؟
أم أنه دين مساواة احتكر الحديث باسمه مصابون بهذا المرض ؟
وبصدق ، فقد وقع الخبر علي موقع المصيبة حين تناقلت وسائل الإعلام القصة ، صحيح أن القراءات المتفرقة في التراث كانت تشف عن وجود ميول عنصرية تكشف عن نفسها في عبارات ترد على ألسنة بعض الأكابر من رموز الإسلام ولكن كان يسهل على الإنسان عزوها إلى الدس والتشويه المتعمد للتاريخ الإسلامي والذي وردت أدلة كثيرة عليه اليوم، أو إلى بقايا الجاهلية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها ستظل مصدر إزعاج للمسلمين لاحقا، لكن أن تكون القضية التي حذر منها النبي وأنكرها الإسلام مقننة ومخدومة بأيدي كبار العلماء والمفتين مع إقرارهم بأنها خطأ فهذا مالم يكن لدي بالحسبان.
شخصيا اعتبرت الموضوع اشبه بغزو خارجي لكيان الأمة الإسلامية لايشبهه أي غزو عسكري سابق او معاصر. وبحثت عن آراء العلماء فإذ بهم غارقون إلى الآذان في المشكلة.

- حراس الفضيلة أم حراس القبيلة ؟

لم أكن لأحفل ثانيا بالموضوع بهذا القدر لولا أنه حظي بدعم من السلطة القضائية في دولة تحكم الشريعة الأسلامية وتم تأكيد ذلك الدعم عمليا بفسخ النكاح الذي أنتج أسرة وأطفالا وبالسجن للمرأة مع أطفالها وقبل ذلك بالمطاردة الأمنية للزوجين في مناطق المملكة وأثناء طلبهما الاستئناف، وكنت اقول في نفسي لو أن هذه القضية تكررت فقد قضي على البلد.
وأتساءل عن التحرك الأخير الذي جرى بالأمر بتكوين لجنة من وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العدل وجهات أخرى لمناقشة الموضوع ، هل هو بدافع إنساني أم ديني أم بضغط من الجمعيات الحقوقية العالمية التي بدأت تسجل حضورا حيا في واقعنا وقضايانا ،
أليس من العيب أن نتجاوز محمدا صلى الله عليه وسلم وهو أمامنا وقدوتنا ورسولنا ونزين باسمه علمنا ولا نتحرك إلا بعد أن تأتي الاعتراضات من الشرق, الغرب؟!!
ساءني أيضا موقف الصحفيين السخيف الذين ركزوا على شكليات القضية واحداثها ومقدار العناء الذي وجدته الأم وأبناؤها ، والألم الذي عاناه الزوج المحب ، ولم يلتفتوا لصلب القضية التي هي اعتداء على أعظم مقدسات الإنسان وأهم أسس ذاتيته وهي الحرية في اختيار شريك الحياة و الحق في الحياة بحب ، والمساواة بين المؤمنين.فكانوا كمن يركز على الحريق والدمار الذي سببته قنبلة ويغض الطرف عن الإرهابي الذي قام بزرعها.

- هل علماؤنا عنصريون؟

المسألة محسومة فقهيا والأدلة فيها واضحة ، ليس هناك أي دليل على الرأي القائل بالتفريق ولكنه تراث الجاهلية المقيت ، ولم أتوقع أن هناك مسألة يتنكب فيها العلماء خطى نبيهم إلى عادات جاهلية ، وأن يفرعوا ويؤصلوا وينتصروا لها، وإذا كان الفقه الإسلامي يحتوي على نظائر لهذه المسألة فهي كارثة.
العرض الديني /

ملاحظات عامة على تراث المسألة الفقهي
أولا
من الملاحظ أن هناك تباينا واضحا لدى من بحثوا المسالة في رؤيتهم لها ، وليس الأمر فيها على ماهو معتاد من طرح الأدلة نفسها ومناقشتها بل إن هناك استدلالات هي اشبه ما تكون بتبريرات أو تملص من إبداء الرأي يعكس حرج المفتي أو الفقيه من الأمر برمته. بل إنك تجد تعارضا غريبا فهناك من يقول لك أن الجمهور قال بكذا ، ويقول الآخر أن الجمهور قال بعكس ماقال ،ربما يكون ذلك لتذبذب ما ينقل عن إمام معين في المسالة كما سنرى ما يجعلنا نشكك في أسلوب التناول المبكر لهذه المسألة وندعو إلى إعادة النظر فيها وتمحيص ونقد آراء العلماء فيها.
ثانيا
هناك تحيز غريب من مذهب أحمد بن حنبل الشيباني لمسألة النسب في الكفاءة مع أنه من أهل الحديث وقد ثبت عنده بإقراره ألا حديث يصح في كفاءة النسب بل لقد قيل له : وكيف تأخذ به وأنت تضعفه ؟ ، قال : العمل على هذا. فقه السنة 2/138
هناك تذبذب واضح من الشافعي القرشي في المسالة يصل لحد التضارب في نفس النص المنقول عنه . مع أنه يصرح كذلك بعدم وجود أي دليل صحيح في اعتبار كفاءة النسب.ونقلوا عنه متناقضات في المسألة نذكرها في موضعها.
هناك تسليم مطلق من ابي حنيفة الذي أسس لمدرسة الرأي ويمكن توقع ما سيؤدي إليه الرأي في مسائل لم يقل العلم فيها كلمته بعد ، إضافة إلى الرأي السائد آنذاك وشيوع نظرية الإصطفاء للأجناس والشعوب ، ونظرية التصنيف التوراتية التي روج لها كعب الأحبار ووهب بن منبه وغيرهم في ذلك الوقت.
هناك وضوح وصراحة ودقة من الإمام مالك ، وهو أقرب الأئمة لعصر وظروف التنزيل
ولا أخفي في هذا السياق إعجابي بآراء ومذهب المالكية خاصة في المسائل التراثية ، والذي يتجاوز هذه المسائل ليتناول أسس التفكير والبنى التي يقوم عليها الاجتهاد في هذا المذهب مثل اعتبار المصلحة كدليل شرعي مستقل ، ولعلي أفرد تدوينة خاصة بهذا الموضوع لاحقا بعد اكتمال الكفاية المعرفية فيه.

الكفاءة في النسب وآراء المذاهب المشهورة فيها

عن كتاب نيل الأوطار ج3 ص 135


قد جزم بأن اعتبار الكفاءة مختص بالدين مالك
ونقل عن عمر وابن مسعود ، ومن التابعين عن محمد بن سيرين وعمر بن عبد العزيز ، نيل الأوطارص 136

واعتبر الكفاءة في النسب الجمهور ،
وقال ابو حنيفة : قريش أكفاء بعضهم بعضا والعرب كذلك ، وليس أحد من العرب كفؤا لقريش ، كما ليس أحد من غير العرب كفؤا للعرب
وهو وجه للشافعية
قال في الفتح : والصحيح تقديم بني هاشم والمطلب على غيرهم ، ومن عدا هؤلاء أكفاء بعضهم لبعض. وقال الثوري : إذا نكح المولى العربية يفسخ النكاح ،
وبه قال احمد في رواية
وتوسط الشافعي فقال: ليس نكاح غير الأكفاء حراما فأرد به النكاح ، وإنما هو تقصير بالمرأة والأولياء ، فإذا رضوا صح ويكون حقا لهم تركوه، فلو رضوا إلا واحدا فله فسخه ،
قال ولم يثبت في اعتبار الكفاءة بالنسب من حديث
وأما ما أخرجه البزار من حديث معاذ رفعه ،:" العرب بعضهم أكفاء بعض ، والموالي بعضهم أكفاء بعض " فإسناده ضعيف.
واحتج البيهقي بحديث : إن الله اصطفى بني كنانة من بني اسماعيل" الحديث وهو صحيح أخرجه مسلم، لكن في الاحتجاج به لذلك نظر ...ونقل ابن المنذر عن البويطي أن الشافعي قال : الكفاءة في الدين وهو كذلك في مختصر البويطي ، قال الرافعي : وهو خلاف المشهور ،...قال الخطابي : إن الكفاءة معتبرة في قول أكثر العلماء بأربعة أشياء : الدين والحرية والنسب والصناعة ، ومنهم من اعتبر السلامة من العيوب واعتبر بعضهم اليسار،... وقد خير النبي صلى الله عليه وسلم بريرة لما لم يكن زوجها كفؤا لها بعد الحرية ،...قال الشافعي أصل الكفاءة في النكاح حديث بريرة يعني هذا ...نيل الأوطار للشوكاني ص137
...وعن عروة عن عائشة :" أن بريرة أعتقت وكان زوجها عبدا فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان حرا لم يخيرها " رواه احمد ومسلم وأبو داود والترمذي وصححه...وعن ابن عباس قال :" كان زوج بريرة عبدا اسود يقال له مغيث عبدا لبني فلان ، كأني أنظر إليه يطوف وراءها في سكك المدينة" رواه البخاري. وفي لفظ :" أن زوج بريرة كان عبدا أسود لبني مغيرة يوم اعتقت بريرة ، والله لكأني به في المدينة ونواحيها وأن دموعه لتسيل على لحيته يترضاها لتختاره فلم تفعل" رواه الترمذي وصححه ، وهو صريح ببقاء عبوديته يوم العتق
المرجع السابق ص 160
...ويؤيد ذلك ما أخرجه أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ :" إذا عتقت الأمة فهي بالخيار مالم يطأها إن تشأ فارقته، وإن وطئها فلاخيار لها ولا تستطيع فراقه " . وفي رواية للدارقطني : " إن وطئك فلا خيار لك ".
المرجع السابق ص 163

عن كتاب اختيارات ابن قدامة الفقهية د. علي بن سعيد الغامدي

الكفاءة في الدين شرط متفق عليه
وما عدا ذلك ففيه خلاف مثل اشتراطها في النسب ،مثل زواج العربي من غير العربية ، وزواج صاحب الصنعة الدنيئة من ذوات الحسب الرفيع مثلا وهكذا
وقد اختلف الفقهاء في اشتراط الكفاءة بين الزوجين على قولين :
القول الأول
ليست الكفاءة شرطا في صحة الزواج ؛ فللعربية أن تتزوج غير العربي إذا اتفقا دينا ، ولصاحب الصنعة مهما كانت في نظر الناس أن يتزوج من بنات أكابر القوم واعلاهم نسبا
وهذا مذهب أكثر اهل العلم ومنهم

مالك

أبو حنيفة

الشافعي

أحمد في رواية

وهذا مروي عن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما وبه قال الإمام العادل عمر بن عبدالعزيز وعبيد بن عمير وحماد بن أبي سليمان وابن سيرين وابن عون

وحجتهم
1- قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة الحجرات آية 13
2- حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )
المفكر ،،، وهناك رواية أخرى للحديث ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم ، وهو حديث حسن ، كما قال الشيخ الألباني ، صحيح سنن الترمذي 1/315
3- أمر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس أن تنكح أسامة بن زيد ، فنكحها بأمره، خرجه البيهقي في النكاح باب اعتبار اليسار في الكفاءة ج7 ص 135وهو في صحيح مسلم في الطلاق باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها حديث 1480
4- ما روي عن عائشة رضي الله عنها : أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة تبنى سالما ، وأنكحه ابنة أخيه هند ابنة الوليد بن عتبة ، وهو مولى لامرأة من الأنصار، صحيح البخاري رقم 5088 في النكاح باب الأكفاء في الدين انظر فتح الباري ج 9 ص 131
5- حديث أبي هند الذي حجم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقوله صلى الله عليه وسلم :" يابني بياضة أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه "سننأبي داود 2102 في النكاح باب الأكفاء ، وأبو هند مولى بني بياضة وليس من أصلهم ـ كما ذكر الخطابي في معالم السنن على أبي داود ج 2 ص 580 وزاد البيهقي فيه : ولو كان حجاما . السنن الكبرى في النكاح باب لا يرد نكاح غير الكئ ج 7 ص 136
6- قول ابن مسعود لأخته : " أنشدك الله أن لاتتزوجي إلا مسلما وإن كان أحمر روميا ، او أسود حبشيا . المغني لابن قدامة ج 7 ص 34



القول الثاني : الكفاءة شرط لصحة النكاح :
وهذه الرواية هي المشهورة من مذهب أحمد ورواية في مذهب الحناف وبه قال : عبد الملك بن الماجشون وسفيان.
وروي عن الشافعي : لو رضي الأولياء تزويج غير الكفء إلا واحدا منهم فله الفسخ
وحجة أصحاب هذا القول :
1- ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
2- قول عمر رضي االه عنه :" لأمنعن فروج ذوات الحساب إلا من الأكفاء " خرجه البيهقي ج 7 ص 133 في النكاح باب اعتبار الكفاءة وعده مما لا تقوم به الحجة
3- قصة سلمان مع جرير عندما قدمه جرير في الصلاة فامتنع سلمان وقال : " إنكم معشر العرب لا يتقدم عليكم في صلاتكم ، ولا تنكح نساؤكم ، إن الله فضلكم علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعله فيكم خرجه البيهقي في النكاح باب اعتبار النسب في الكفاءة قال : وهو ضعيف عن سلمان ج 7 ص 133
4- ولأن التزويج مع فقد الكفاءة تصرف في حق من يحدث من الأولياء بغير اذنه ، فلم يصح كما لو زوجها بغير اذنها
المفكر ،،، وهذا كلام غريب سمعنا أن المرأة يولى عليها الذكر وإن كان طفلا أو فاسقا أو قليل الفهم والإدراك أما أن يتحكم فيها من لم يولد فهذا عجيب، ومن أين التصرف في حقه وما حقه هنا ، ثم إذا أثبت الشرع بطلان هذا القول لعدم صحة لأدلة فالتعليل العقلي هذا لا معنى له لأنه يقوم على غيره.
5- قوله صلى الله عليه وسلم لعلي :" ثلاث لاتؤخروها ، الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت ، والأيم إذا وجدت كفئا " رواه احمد في النكاح باب ماجاء في الكفاءة انظر المسند مع الفتح الرباني ج 16 ص 163 ، وعده البيهقي من الأحاديث التي لا تقوم بها الحجة انظر السنن الكبرى ج 7 ص 132، وقال في المغني : صححه الحاكم
قلت : ومعناه صحيح إن شاء الله وأن كان لايدل على الاشتراط

المفكر ،،، ورواه أيضا الترمذي وقال: غريب حسن. والأيم هي المرأة التي لا زوج لها. ومشكلة متكررة في الأحاديث التي تورد استئناسا بها ثم تتحول إلى المعتمد ، أو تحشد مع عدم التفريق بين ما يدل ومالا يدل فأي كفاءة يدل عليها هذا الحديث ، لا تعليق.
6- ماروته عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " تخيروا لنطفكم ، وأنكحوا الأكفاء" قال المؤلف وقد روي من طرق متعددة توجب ارتفاعه إلى الحجية

المفكر ،،، ثم يقول في الهامش ـــــــ

السنن الكبرى للبيهقي في النكاح باب اعتبار الكفاءة ج 7 ص 133 ، وعده في الحاديث التي لا يحتج بها . وذكر أن الشافعي رحمه الله قال : إنما اشترطت الكفاءة في النكاح لئلا تضيع المرأة نفسها. فما هذا التناقض
أيضا تحليل الشافعي أو تبريره لاشتراط الكفاءة كلامعام ينطبق على اي كفاءة
وبالرجوع لمصادر أخرى يتضح لنا أن الحديث مشهور ناهيك عن أن رواياته على ضعفها تدل على أن اشتراط الكفاءة ليس لمسألة النسب بأنه ضعيف وانظر
كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس
960 - تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُم، وانكَحُوا الأكـُفـّاء، وأنـْكِحُوا إليهم‏.‏

رواه ابن ماجه والدارقطني والحاكم والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا، وكذا عن عمر بلفظ وانتجبوا المناكح، وعليكم بذات الأوراك فإنهن أنجب رواه عنه الديلمي، ولا يصح، وفي لفظ عنه تخيروا لنطفكم، وانظروا أين تضعونها،

وفي لفظ عن عمر مرفوعا كما ذكره أبو موسى المدني في كتاب تضييع العمر والأيام في اصطناع المعروف إلى اللئام بلفظ فانظر في أي نصاب تضع ولدك، فإن العِرْق دَسّاس، وكلها ضعيفة،

وقال النجم وعند ابن عدي وابن عساكر عن عائشة بلفظ تخيروا لنطفكم، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن،

وفي لفظ اطلبوا مواضع الأكفاء لنطفكم، فإن الرجل ربما أشبه أخواله،

ورواه أبو نعيم عن أنس بلفظ تخيروا لنطفكم واجتنبوا هذا السواد فإنه لون مشوه، قال ابن الجوزي في سنده مجاهيل وقال الخطيب كل طرقه ضعيفة، وفي التحفة والنهاية تخيروا لنطفكم، ولا تضعوها في غير الأكفاء صححه الحاكم، واعترض انتهى،

وفي الشربيني على المنهاج‏:‏ وأما حديث ‏"‏تخيروا لنطفكم ولا تضعوها إلا في الأكفاء‏"‏، فقال أبوحاتم الرازي ليس له أصل، وقال ابن الصلاح له أسانيد فيها مقال ولكن صححه الحاكم‏



7- أن الكفاءة اعتبرت في الحرب كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في بدر وقد اجاب المشركين عندما طلبوا منه أكفاءهم من بني عمهم وقد خرج لهم ثلاثة من النصار ، فإجابته دليل على أن الكفاءة معتبرة في الحرب وهي لوقت محدد بينما النكاح للعمر ؛ فاشتراطها له أولى

المفكر ،،،، ماهذا الكلام !!!!!!! لا تعليق


وقد اختار ابن قدامة أحد كبارعلماء الحنابلة
القول الأول
وأيده بالآية الكريمة
وحديث عائشة في خبر أبي حذيفة ، وقصة زواج أسامة بن زيد من فاطمة بنت قيس.
وزاد على ذلك بدليل عقلي وهو : ان الكفاءة لاتخرج عن كونها حقا للمرأة ، أو الأولياء ، أو لهما ، فلم يشترط وجودها كالسلامة من العيوب

واجاب ابن قدامة عما اختج به من جعلها شرطا في صحة النكاح : بأن في هذ الأدلة ما يدل على اعتبارها في الجملة ولايلزم منه اشتراطها

قلت ، والحديث لمؤلف الرسالة .ـــــــ
بالرجوع إلى ما دونه الفقهاء نجدهم يتفقون على شرط في الكغاءة وهو الدين . فالكافر ليس كفئا للمسلمة باتفاق . ولايجوز تزويجه من المسلمة أبدا كما تقدم .
وبالنظر إلى أدلة كل من الفريقين فيما سبق يترجح لي مذهب الجمهور لقوة أدلتهم وصراحتها .

أما ادلة المشترطين للكفاءة لصحة عقد النكاح فمتكلم فيها من حيث السند
حتى قال الشافعي رحمه الله : ( ولم يثبت في اعتبار الكفاءة بالنسب من حديث " .
فقول عمر : " لأمنعن فروج ذوات الأحساب إلا من الكفاء " ؛ فقد قال الترمذي : لا أرى سنده متصلا . فلو قيل : قد صححه الحاكم . فقول عمر يحمل على الأكفاء في الدين.

أما حديث على رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها فليس فيهما ـ على فرض ثبوتهما ـ حجة لمن قال باشتراط الكفاءة لصحة النكاح .وإنما فيهما التنويه باعتبار الكفاءة والإرشاد إلى الأفضل، وهو قدر متفق عليه بين جميع اهل العلم .
علما بأن حديث عائشة ضعفه السيوطي ورده الذهبي بأن فيه الحارث بن عمران الجعفري عن هشام عن أبيه مرفوعا .قال عكرمة بن ابراهيم : الحارث كان يضع الحديث . وقال ابن حبان : كان يضع الحديث على الثقات .
وكذلك ضعفه ابن حجر ، لكنه قال في الفتح : يقوي أحد الإسنادين الآخر . وكذلك ضعفه ابن الجوزي لأن فيه عيسى بن ميمون ، قال ابن حبان : منكر الحديث . وتكلم في سنده الخطيب البغدادي والسخاوي .

وعلى كل حال ليس فيه دليل على اعتبار الكفاءة شرطا في صحة النكاح ، فلو ثبت ففيه إرشاد إلى الكفاءة.
أما الكفاءة في الحرب فلا اظن المراد بها كفاءة النسب وغنما المقصود الأنداد

وربما يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخرج لهم أكفاءهم من قريش لئلا يظن ظان أن الرسول صلى الله عليه وسلم يضن بقرابته دون الأنصار أو لعلمه أن هؤلاء أشد ممن تقدم من الأنصار .

ولا علاقة بما نحن فيه بموضوع الكفاءة في الحرب فتلك كفاءة الشدة .

المفكر ،،،وهنا يهدم الباحث كل ما بناه في استسلام عجيب لا يليق بباحث محايد ـــــــ

والأولى بالمسلم اختيار ما يرضاه ممن لايلحقه بمناسبته ومصاهرته عيب أو عار ؛ لأن العرب على اختلاف العصور لا زالت تعتبر بعض الصناعات المشينة تنقص من شأن صانعها وإن لم يكن لذلك أصل صحيح إلا أن الأولى تجنيب الأولاد العار والمذمة في المستقبل ،

المفكر ،،،ثم يناقض نفسه ويعيد ما ذكره ولم يؤثر شيئا ـــــــ

مع أنني أؤكد أن الناس كلهم لآدم وآدم من تراب ، ومن كان ذا خلق ودين فهذا الحسب الرفيع ، لكن تراعى عادات الناس بقدر الإمكان .

اختيارات ابن قدامة الفقهية في اشهر المسائل الخلافية تأليف د. علي بن سعيد الغامدي 3صـ 35 إلى 41

واقرأ أيضا :ـ
(

فقه السنة المجلد 2
الكفاءة في الزواج
133 – 141

أضيف النص يوم الخميس
)

الكفاءة في الزواج من فقه السنة

ما حكم هذه الكفاءة ؟
وما مدى اعتبارها ؟ .
أما ابن حزم ، فذهب إلى عدم اعتبار هذه الكفاءة ، فقال : " أي مسلم - ما لم يكن زانيا - فله الحق في أن يتزوج أية مسلمة ، ما لم تكن زانية " . قال : وأهل الاسلام كلهم إخوة لا يحرم على إبن من زنجية لغية ( 1 ) نكاح لابنة الخليفة الهاشمي . والفاسق المسلم الذي بلغ الغاية من الفسق - ما لم يكن زانيا - كف ء للمسلمة الفاسقة ما لم تكن زانية . قال : والحجة قول الله تعالى : " إنما المؤمنون إخوة ( 2 ) " وقوله عز وجل مخاطبا جميع المسلمين : " نانكحوا ما طاب لكم من النساء . " ( 3 ) وذكر عزوجل ما حرم علينا من النساء ، ثم قال سبحانه : " وأحل لكم ما وراء ذلكم ( 4 ) " . وقد أنكح رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب أم المؤمنين زيدا مولاه و

( هامش ) ( 1 ) لغية : غير معروفة النسب . ( 2 ) سورة الحجرات آية 10 ( 3 ) سورة النساء آية 3 . ( 4 ) سورة النساء آية 24 ( . )
/ صفحة 144 /

وأنكح المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب . قال : وأما قولنا في الفاسق والفاسقة فيلزم من خالفنا ألا يجيز للفاسق أن ينكح إلا فاسقة ، وأن لا يجيز للفاسقة أن ينكحها إلا فاسق ، وهذا لا يقوله أحد ، وقد قال الله تعالى : " إنما المؤمنون إخوة " ( 1 ) وقال سبحانه : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ( 2 ) " .

اعتبار الكفاءة بالاستقامة والخلق :
وذهب جماعة إلى أن الكفاءة معتبرة ، ولكن اعتبارها بالاستقامة والخلق خاصة ، فلا اعتبار لنسب ، ولا لصناعة ، ولا لغنى ، ولا لشئ آخر ، فيجوز للرجل الصالح الذي لا نسب له أن يتزوج المرأة النسيبة ، ولصاحب الحرفة الدنيئة أن يتزوج المرأة الرفيعة القدر ، ولمن لاجاه له أن يتزوج صاحبة الجاه والشهرة ، وللفقير أن يتزوج المثرية الغنية - ما دام مسلما عفيفا - وأنه ليس لاحد من الاولياء الاعتراض ، ولاطلب التفريق . وإن كان غير مستوفي الدرجة مع الولي الذي تولى العقد ما دام الزواج كان عن رضى منها ، فإذا لم يتوفر شرط الاستقامة عند الرجل فلا يكون كفئا للمرأة الصالحة ، ولها الحق في طلب فسخ العقد إذا كانت بكرا وأجبرها أبوها على الزواج من الفاسق .

المفكر ،،،
السؤال هل لو كان فاسقا ورضيت به ، هل يحق لهم الفسخ ؟

وفي بداية المجتهد : ولم يختلف المذهب - المالكية - أن البكر إذا زوجها الاب من شارب الخمر ، وبالجملة من فاسق ، أن لها أن تمنع نفسها من النكاح ، وينظر الحاكم في ذلك ، فيفرق بينهما ، وكذلك إذا زوجها ممن ماله حرام ، أو ممن هو كثير الحلف بالطلاق ، واستدل أصحاب هذا المذهب بما يأتي :
1 - ان الله تعالى قال : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ( 3 ) " . ففي هذه الآية تقرير أن الناس متساوون في الخلق ، وفي القيمة الانسانية ، وأنه لا أحد أكرم من أحد إلا من حيث تقوى الله عزوجل ، بأداء حق الله وحق الناس .

( هامش ) ( 1 ) سورة الحجرات آية 10 . ( 2 ) سورة التوبة آية 71 . ( 3 ) سورة الحجرات آية 13 . ( . )
/ صفحة 145 /

2 - وروى الترمذي بإسناد حسن عن أبي حاتم المزني ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير ، قالوا يارسول الله‌وإن كان فيه ؟ قال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه - ثلاث مرات - " ففي هذا الحديث توجيه الخطاب إلى الاولياء أن يزوجوا مولياتهم من يخطبهن من ذوي الدين والامانة والخلق ، وإن لم يفعلوا ذلك بعدم تزويج صاحب الخلق الحسن ، ورغبوا في الحسب ، والنسب ، والجاه ، والمال ، كانت الفتنة والفساد الذي لا آخر له .
3 - وروى أبو داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا بني بياضة أنكحوا أبا هند ، وأنكحوا إليه " ( 1 ) وكان حجاما .
قال في معالم السنن : في هذا الحديث حجة لمالك ومن ذهب مذهبه في الكفاءة بالدين وحده دون غيره ، وأبو هند مولى بني بياضة ، ليس من أنفسهم .
4 - وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة ، فامتنعت ، وامتنع أخوها عبد الله ، لنسبها في قريش ، وأنها كانت بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم ، أمها أميمة بنت عبد المطلب ، وأن زيدا كان عبدا ، فنزل قول الله عزوجل : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ( 2 ) " ، فقال أخوها لرسول الله صلى الله عليه وسلم : مرني بما شئت . فزوجها من زيد .
5 - وزوج أبو حذيفة سالما من هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وهو مولى لامرأة من الانصار .
6 - وتزوج بلال بن رباح بأخت عبد الرحمن بن عوف .
7 - وسئل الامام علي كرم الله وجهه عن حكم زواج الاكفاء ، فقال : الناس بعضهم أكفاء لبعض ، عربيهم وعجميهم ، قرشيهم وهاشميهم إذا

( هامش ) ( 1 ) أي زوجوه وتزوجوا منه . ( 2 ) سورة الاحزاب آية 36 ( . )
/ صفحة 146 /

أسلموا وآمنوا . وهذا مذهب المالكية .
قال الشوكاني : ونقل عن عمر ، وابن مسعود ، وعن محمد بن سيرين ، وعمر بن عبد العزيز . ورجحه ابن القيم فقال : فالذي يقتضيه حكمه صلى الله عليه وسلم اعتبار الكفاءة في الدين أصلا وكمالا ، فلا تزوج مسلمة بكافر ، ولاعفيفة بفاجر ، ولم يعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمرا وراء ذلك ، فإنه حرم على المسلمة نكاح الزاني الخبيث ، ولم يعتبر نسبا ، ولا صناعة ، ولا غنى ، ولا حرفة . فيجوز للعبد القن نكاح المرأة النسيبة الغنية إذا كان عفيفا مسلما . وجوز لغير القرشيين نكاح القرشيان ، ولغير الهاشميين نكاح الهاشميات ، وللفقراء نكاح الموسرات ( 1 ) .
مذهب جمهور الفقهاء :
وإذا كان المالكية وغيرهم من العلماء الذين سبقت الاشارة إليهم ، يرون أن الكفاءة معتبرة بالاستقامة والصلاح لا غير ، فإن غير هؤلاء من الفقهاء يرون أن الكفاءة معتبرة بالاستقامة والصلاح ، وأن الفاسق ليس كفئا للعفيفة ، إلا أنهم لا يقصرون الكفاءة على ذلك ، بل يرون أن ثمة أمورا أخرى لابد من اعتبارها .
ونحن نشير إلى هذه الامور فيما يأتي :
( أولا ) النسب : فالعرب بعضهم أكفاء لبعض ، وقريش بعضهم أكفاء لبعض . . . فالاعجمي لا يكون كفئا للعربية ، والعربي لا يكون كفئا للقرشية . ودليل ذلك :
1 - ما رواه الحاكم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " العرب أكفاء بعضهم لبعض ، قبيلة لقبيل ، وحي لحي ، ورجل لرجل ، إلا حائكا أو حجاما " .
2 - وروى البزار عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( هامش ) ( 1 ) زاد المعاد جزء 4 ص 22 . ( . )

/ صفحة 147 /

" العرب بعضهم لبعض أكفاء ، والموالي بعضهم أكفاء بعض " .
3 - وعن عمر قال : لامنعن تزوج ذوات الاحساب إلا من الاكفاء . رواه الدارقطني . وحديث ابن عمر سأل عنه ابن أبي حاتم أباه فقال : هذا كذب لا أصل له .
وقال الدارقطني في الملل : لا يصح .
قال ابن عبد البر : هذا منكر موضوع .
وأما حديث معاذ ، ففيه سليمان بن أبي الجون . قال بن القطان : لا يعرف . ثم هو من رواية خالد بن معدان عن معاذ ، ولم يسمع منه . والصحيح أنه لا يثبت في اعتبار الكفاءة والنسب من حديث .
ولم يختلف الشافعية ، ولا الحنفية في اعتبار الكفاءة بالنسب على هذا النحو المذكور . ولكنهم اختلفوا في التفاضل بين القرشيين .
المفكر ،،،
أين الأدلة ؟

فالاحناف يرون أن القرشي كف ء للهاشمية ( 1 ) . أما الشافعية فإن الصحيح من مذهبهم أن القرشي ليس كفئا للهاشمية والمطلبية . واستدلوا لذلك بما رواه واثلة بن الاسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل ، واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ، فأنا خيار ، من خيار ، من خيار " . رواه مسلم .
قال الحافظ في الفتح : والصحيح تقديم بني هاشم والمطلب على غيرهم ، ومن عدا هؤلاء أكفاء لبعض . والحق خلاف ذلك . فإن النبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنتيه عثمان بن عفان ، وزوج أبا العاص بن الربيع زينب ، وهما من عبد شمس ، وزوج علي عمر ابنته أم كلثوم ، وعمر عدوي . على أن شرف العلم دونه كل نسب ، وكل شرف ، فالعالم كف ء لاي امرأة ، مهما كان نسبها ، وإن لم يكن له نسب معروف ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الناس معادن ، كمعادن الذهب والفضة ، خيارهم في

( هامش ) ( 1 ) القرشي من كان من ولد النضر بن كنانة ، والهاشمي من كان من ولد هاشم عبد مناف ، والعرب من جمعهم أب فوق النضر . ( . )
/ صفحة 148
/

الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا " . وقول الله تعالى : " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " ( 1 ) . وقوله عزوجل : قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " ( 2 ) . هذا بالنسبة للعرب ، وأما غيرهم من الاعاجم فقيل : لا كفاءة بينهم بالنسب . وروي عن الشافعي وأكثر أصحابه : أن الكفاءة معتبرة في أنسابهم فيما بينهم قياسا على العرب ، ولانهم يعيرون إذا تزوجت واحدة منهم زوجا دونها نسبا ، فيكون حكمهم حكم العرب لاتحاد العلة .

المفكر ،،،

لاتعليق


( ثانيا ) الحرية : فالعبد ليس بكف ء للحرة ، ولا العتيق كفئا لحرة الاصل ، ولا من مس الرق أحد آبائه كفئا لمن لم يمسها رق ، ولا أحدا من آبائها ، لان الحرة يلحقها العار بكونها تحت عبد ، أو تحت من سبق من كان في آبائه مسترق .

المفكر ،،،
حتى وإن وقع الاسترقاق ظلما كما حصل لسلمان الفارسي؟
ومع ذلك فالرقيق لايحل له الإباق من سيده ،
أم هي دعوة ضمنية للثورة على الأعراف الجاهلية ؟


( ثالثا ) الاسلام : أي التكافؤ في إسلام الاصول . وهو معتبر في غير العرب ، أما العرب فلا يعتبر فيهم ، لانهم اكتفوا بالتفاخر بأنسابهم ، ولا يتفاخرون بإسلام أصولهم

المفكر ،،،

ماهذه الأنساب التي لايؤثر فيها كفر أو إسلام ؟
إذن نصوص التفضيل بالتقوى والعمل الصالح والمساواة كلها مخصصة للتسويق للأعاجم فيما بينهم ؟
!!

. وأما غير العرب من الموالي والاعاجم ، فيتفاخرون بإسلام الاصول ، وعلى هذا إذا كانت المرأة مسلمة لها أب وأجداد مسلمون ، فإنه لا يكافئها المسلم الذي ليس له في الاسلام أب ولاجد ، ومن لها أب واحد في الاسلام يكافؤها من له أب واحد فيه ، ومن له أب وجد في الاسلام فهو كف ء لمن لها أب وأجداد ، لان تعريف المرء يتم بأبيه وجده ، فلا يلتفت إلى ما زاد . ورأي أبي يوسف أن من له أب واحد في الاسلام كف ء لمن لها آباء ، لان التعريف عنده يكون كاملا بذكر الاب ،

المفكر ،،،
إنه جهد مضن وقيم ولكن لاقيمة له لدينا ، لماذا ؟
لأن مصدره أصحابه
.

أما أبو حنيفة ومحمد فلا يكون التعريف عندهما كاملا إلا بالاب والحد .

( هامش ) ( 1 ) سورة المجادلة : آية 11 . ( 2 ) سورة الزمر : آية 10 . ( . )
/ صفحة 149
/

( رابعا ) الحرفة : إذا كانت المرأة من أسرة تمارس حرفة شريفة ، فلا يكون صاحب الحرفة الدنيئة كفئا لها ، وإذا تقاربت الحرف فلا اعتبار للتفاوت فيها . والمعتبر في شرف الحرب ودنائتها العرف ، فقد تكون حرفة ما شريفة في مكان ما ، أو زمان ما ، بينما هي دنيئة في مكان ما ، أو زمان ما . وقد استدل القائلون باعتبار الكفاءة بالحرفة بالحديث المتقدم : " العرب بعضهم أكفاء لبعض ، إلى : حائكا أو حجاما " .

وقد قيل لاحمد بن حنبل رحمه الله : وكيف تأخذ به وأنت تضعفه ؟ قال : العمل على هذا .

المفكر ،،،
إمام أهل السنة والجماعة؟
وعالم الحديث الأول ؟


قال في المغني : يعني أنه ورد موافقا لاهل العرف . ولان أصحاب الصنائع الجليلة والحرف الشريفة يعتبرون تزويج بناتهم لاصحاب الصنائع الدنيئة - كالحائك ، والدباغ ، والكناس ، والزبال - نقصا يلحقهم ، وقد جرى عرف الناس بالتعيير بذلك ، فأشبه النقص في النسب . وهذا مذهب الشافعية ، ومحمد وأبي يوسف من الحنفية . ورواية عن أحمد وأبي حنيفة . ورواية عن أبي يوسف أنها لا تعتبر إلا أن تفحش .

المفكر ،،،
ماحد الفحش؟
ومارأي الفقهاء في محلل عينات المختبر
وأطباء المسالك البولية
وفي مدير في مصلحة المياه والصرف الصحي ( المجاري )؟


( خامسا ) المال : وللشافعية اختلاف في اعتباره ، فمنهم من قال باعتباره ، فالفقير عند هؤلاء ليس بكف ء للموسرة لما روى سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الحسب المال ، والكرم التقوى " . قالوا : ولان نفقة الفقير دون نفقة الموسر . ومنهم من قال : لا يعتبر ، لان المال غاد ورائح ، ولانه لا يفتخر به ذوو المروءات ... وعند الاحناف اعتبار المال ، والمعتبر فيه أن يكون مالكا المهر والنفقة ، حتى إن من لم يملكهما ، أو لا يملك أحدهما لا يكون كفئا . والمراد بالمهر قدر ما تعارفوا تعجيله ، لان ما وراءه مؤجل عرفا . وعن أبي يوسف أنه اعتبر القدرة على النفقة دون المهر ، لانه تجري المساهلة فيه ، وبعد المرء قادرا عليه بيسار أبيه . واعتبار المال في الكفاءة رواية عن أحمد ، لان على الموسرة ضررا في إعسار زوجها ، لاخلاله بنفقتها ومؤنة أولادها ، ولان الناس يعتبرون الفقر نقصا ، ويتفاضلون فيه كتفاضلهم في النسب ، وأبلغ .
( سادسا ) السلامة من العيوب : وقد اعتبر أصحاب الشافعي - وفيما ذكره ابن نصر عن مالك - السلامة من العيوب من شروط الكفاءة . فمن به عيب مثبت للفسخ ليس كفئا للسليمة منه ، فإن لم يكن مثبتا للفسخ عنده وكان منفرا كالعمى ، والقطع ، وتشويه الخلقة . فوجهان ، واختيار الروياني أن صاحبه ليس بكف ء . ولم يعتبرها الاحناف ولا الحنابلة .
وفي المغني : وأما السلامة من العيوب فليس من شروط الكفاءة ، فإنه لا خلاف في أنه لا يبطل النكاح بعدمه ، وكلنها تثبت الخيار للمرأة دون الاولياء ، لان ضرره مختص بها ، ولوليها منعها من نكاح المجذوم ، والابرص والمجنون .
المفكر ،،،
؟؟؟. لو أحبت الأبرص ياناس ؟
لا تعليق
.

فيمن تعتبر ؟
والكفاءة في الزواج معتبرة في الزوج دون الزوجة . أي أن الرجل هو الذي يشترط فيه أن يكون كفئا للمرأة ومماثلا لها ، ولا يشترط أن تكون المرأة كفئا للرجل ( 1 ) .

( هامش ) ( 1 ) يرى الاحناف أن الكفاءة من جانب الزوجة معتبرة في حالتين : 1 - فيما إذا وكل الرجل عنه من يزوجه امرأة غير معيبة ، فإنه يشترط لنفاذ تزويج الوكيل على الموكل أن يزوجه ممن تكافئه . كما تقدم في الوكالة . 2 - وفيما إذا كان الولي الذي زوج الصغيرة غير الاب الذي لم يعرف بسوء الاختيار فإنه يشترط لصحة التزويج أن تكون الزوجة كفئا له احتياطا لمصلحته . ( . )
/ صفحة 151 /

ودليل ذلك :
( أولا ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كانت عنده جارية ، فعلمها وأحسن تعليمها ، وأحسن إليها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران " . رواه البخاري ومسلم .
( ثانيا ) أن النبي صلى الله عليه وسلم لا مكافئ له في منزلته ، وقد تزوج من أحياء العرب ، وتزوج من صفية بنت حيي وكانت يهودية وأسلمت .
( ثالثا ) أن الزوجة الرفيعة المنزلة ، هي التي تعير هي وأولياؤها عادة ، إذا تزوجت من غير الكف ء .
المفكر ،،،
لماذا ؟ وما قيمة هذه العادة؟
وما معنى الرفيعة المنزلة ؟
وأين العلم ، والذكاء والموهبة ، والحكمة ، والإنجاز الشخصي ، وخدمة المجتمع ، ونصرة القضايا الإنسانية ، والفن ، والأدب ؟
يا سادة أليست هذه هي الطبقية التي نذمها في العصور الوسطى ، وعهود الإقطاع أم ماذا ؟


أما الزوج الشريف فلا يعير إذا كانت زوجته خسيسة ودونه منزلة .
المفكر ،،،
هل يعني هذا ألا اعتبار لها ؟
ام أنها خسيسة بمجرد كونها امرأة ، وهي على ذلك شر لابد منه للرجل؟

الكفاءة حق للمرأة والاولياء :
يرى جمهور الفقهاء أن الكفاءة حق للمرأة والاولياء ، فلا يجوز للولي أن يزوج المرأة من غير كف ء إلا برضاها ورضا سائر الاولياء ( 1 ) . لان تزويجها بغير الكف ء فيه إلحاق عار بها وبهم ، فلم يجز من غير رضاهم جميعا . فإذا رضيت ، ورضي أولياؤها جاز تزويجها لان المنع لحقهم ، فإذا رضوا زال المنع .
المفكر ،،،
إذا كان لم يجز من غير رضاهم جميعا ، فما معنى أن تستأمر وتستأذن المرأة ؟
وما معنى تحريم عضل المرأة؟

وقال الشافعية : هي لمن له الولاية في الحال . وقال أحمد - في رواية : هي حق لجميع الاولياء : قريبهم وبعيدهم . فمن لم يرض منهم فله الفسخ .

المفكر ،،،

لا تعليق ..

وفي رواية عن أحمد : أنها حق الله ، فلو رضي الاولياء والزوجة بإسقاط الكفاءة لا يصح رضاهم ، ولكن هذه الرواية مبنية على أن الكفاءة في الدين لا غير ، كما جاء في إحدى الروايات عنه .

المفكر ،،،
أين هذه الرواية وما فائدتها في الدلالة على حق الله ؟
هل تقصدون أن الله يقر الأعراف الجاهلية العنصرية ؟
وإلا فما فائدة إيراد هذه الرواية في معرض الحديث عن كفاءة النسب؟
أستغفر الله .

وقت اعتبارها :
وإنما يعتبر وجود الكفاءة عند إنشاء العقد ، فإذا تخلف وصف من أوصافها بعد العقد فإن ذلك لا يضر ، ولا يغير من الواقع شيئا ، ولا يؤثر في عقد الزواج ، لان شروط الزواج إنما تعتبر عند العقد .

( هامش ) ( 1 ) إذا زوجت المرأة من غير كف ء بغير رضاها وغير رضا الاولياء فقيل إن الزواج باطل ، وقيل إنه صحيح ، ويثبت فيه الخيار . هذا عند الشافعية ورأي الاحناف مبين في الولاية . ( . )
/ صفحة 152 /

فإن كان عند الزواج صاحب حرفة شريفة ، أو كان قادرا على الانفاق ، أو كان صالحا . ثم تغيرت الظروف فاحترف مهنة دنيئة ، أو عجز عن الانفاق أو فسق عن أمر ربه بعد الزواج . فإن العقد باق على ما هو عليه . . . فإن الدهر قلب

المفكر ،،،

الدهر قُلَّب ؟؟
كيف تصح هذه
أم أنه ذو تقلب
والأيام قلب


، والانسان لا يدوم على حال واحدة . وعلى المرأة أن تقبل الواقع ، وتصبر وتتقي ، فإن ذلك من عزم الامور

المفكر ،،،
هاقد عدنا للوعظ ..
أي واقع الذي تريدونها ان تقبل به

(

رأي المفكر

بالنظر إلى العرض السابق يتضح لي الآتي : ـ
1-
أن الفقهاء يختلفون في معنى الكفاءة ومفهومها
2- أن مستند المؤيدين للكفاءة في النسب أحاديث ضعيفة لاتثبت وهي كل ماهنالك ولا شئ وراءها
3- تأثرهم بالثقافة الجاهلية لدرجة الاستدلال بأدلة عقلية متهافتة
4- من الواجب إعادة النظر في الأخذ عن المذاهب ذات الأقوال المتضاربة في مسألة معينة . فيما يتعلق بتلك المسألة .
5- لايلام القاضي الذي قضى بالتفريق بين الزوجين ، فطريقة تناول علماء السلف لها تركت له مجالا للتأرجح ، فالعلماء متذبذبون.
6- أقترح ساخرا ، أنه بدل ان يفسخ النكاح بسبب دعوى عدم الكفاءة في النسب أن يمنع الزواج أصلا بين من لم تتكافأ أنسابهم بزعمهم ، وهذا يعني أن يضاف تصنيف دقيق للمواطنين في مراتب محددة ، وربما تلون بطاقات الهوية بالوان محددة وصارمة للتمييز بين الدماء الطاهرة والدماء المشوبة الحقيرة، التي تسبب العار لاحقا، ويضاف ذلك إلى متطلبات الزواج لدى المأذون كالكشف الطبي سواء بسواء ، مع فارق بسيط أن الكشف الطبي لو ثبت أن هناك مرض وراثي مؤكد فلا يحق للقاضي منع الزواج ( وهذا ماهو حاصل فعلا) أما النسب فيمكن أن يولد بعد ثلاثين سنة غلام يتقزز من هذه الدماء القذرة التي لحقت بنسبه ويطلب من القاضي فسخ النكاح فلا يملك القاضي إلا الرضوخ لرغبات أبناء النسب الرفيع، فيفرق هذا الغلام بين زوجين ابناؤهما أكبر سنا منه !!
ولمنع حدوث ارتباط وجداني أو علاقة حب بين فتاة رفيعة النسب ،مع أن هذا مما يتعذر إثباته علميا كما قلنا ، وبين شاب وضيع الأصل ، على غرار ماحدث بين عنترة العبسي وعبلة ، يمنع السكن في المنطقة الحمراء لأصحاب البطاقات الصفراء وهكذا للحفاظ على نقاء السلالة الراقية !!
وقس على ذلك كل احتكاك ممكن أو متوقع ،
ويقترح بناء جدار عازل شبيه بما تبنيه اسرائيل بينها وبين الفلسطينيين ، لمنع نظر الفجأة الذي هو سهم مسموم ومبري جيدا من سهام إبليس .
أما ألأولاد من نكاح غير متكافئ فهم مشوبون نسبا ، ولكن يراعى أن فيهم قطرة شريفة لذلك فهم يعاملون إلى موتهم معاملة ذوي الأنساب ، ولكن لا يتجاوزهم ذلك إلى أبنائهم.



العرض العلمي/


خرافة الأصل الشريف / العرق المتفوق

كلكم لآدم وأدم من تراب ،
البدهية التي تغيب عن أذهان العنصريين أن لكل قوم فضائل يذكرون بها ، وكما يقول ابن قتيبة الشرف نسب مفرد ، فالشريف في كل قوم نسيب ، عيون الأخبار ص331
ولو تاملنا التاريخ فسنجد أن لكل قوم ولكل امة انجازات حضارية في عصر من العصور ، وقف أمامها العالم في ذلك الحين مبهورا .
وهذا الأمر يجعلنا نعيد النظر في الكتابات التي كانت تهاجم من سموا بالشعوبيين والذين لم تكن جريمة بعضهم إلا أنه تفاخر بتلك المنجزات الحضارية الكبرى التي استفاد منها الإسلام في حماية كيانه أولا ونذكر هنا حادثة الخندق واستفادة الرسول صلى الله عليه وسلم من تراث الفرس الحربي وثقافتهم العسكرية عن طريق مشورة سلمان الفارسي رضي الله عنه.

وكذلك فيما بعد عندما تم استيراد تقنية الدواوين من الفرس لتستخدم في بناء الدولة الإسلامية الفتية التي بدأت أعباؤها التنظيمية تتزايد على عهد عمر بن الخطاب.

أبحاث الانثروبولوجي تفسر وفق رؤى عرقية

وجدت النظرية العرقية مرتعا خصبا في الأبحاث الأنثروبولوجية نفسها" التي هدمت الفكرة العرقية فيما بعد"...فظهرت نظرية السلالات البشرية التي وزعت الجنس البشري إلى ثلاثة أعراق: البيض والأصفر والأسود وحددت لكل منها صفات وطبائع خاصة به ، فجعلت العرق الأبيض أرقاها وأنقاها وأقدرها على الخلق والإبداع وانتاج الحضارة ...

النزعة العلموية لإثبات التفوق العرقي

وتعززت هذه النزعة العرقية العنصرية بنزعة علموية سادت العلوم الإنسانية آنذاك واشتطت وبالغت في تطبيق مناهج العلوم الطبيعية ومفاهيمها على العلوم الإنسانية ـ والاجتماعية والسيكولوجية منها خاصة .من ذلك ، مثلا، أنه لما كان القياس أساس المنهج العلمي ( = قياس السرعة ، قياس الكتلة... الخ) ، فإن النظرية العرقية لابد لها لكي تلبس لباسا علميا من بنائها على القياس .
...

وهكذا فالعرق الآري ، الذي يمثله الإنسان الأوروبي أصدق تمثيل ، يتميز بالقياسات التالية : طوله لايقل عن 170 سم ، ورأسه مستطيل ، وقرينته الرأسية ـ أي نسبة قطر الجمجمة عرضا إلى قطرها من أمام إلى خلف مضروبا في مئة ـ تساوي 76 فاقل . وأما لونه فأشقر ...الخ .
وترتبط بهذه الصفات الجسمية صفات نفسية ولذلك كانت الأرض كلها وطنه ،
إضافة إلى ذكائه وقدرته على الإبداع إذ " لايعلو شئ على تفكيره" ...الخ
( المفكر ،،،ولعلنا نستحضر هنا الحديث أن للرجل من قريش عقل الرجلين من غيرها كما نلاحظ هنا التشابه مع الطروحات الإسلاموية التي تؤكد على المناخ العربي وبيئة جزيرة العرب وخصائصهم الجسمانية المعتدلة الذي اختير الهيا ليفتحوا البلدان وينشروا الحضارة
بل لقد قال البعض أفضل الخلق خلق العرب لاعتدالها ، فأما الروم فلم تنجهم الأرحام ، وأما السود فقد احرقتهم الأرحام ، وعليه فأفضل البشر من ناحية اعتدال الأجسام والخصائص والطباع هم العرب )
. ولذلك كله كانت الحضارة الأوروبية الحديثة الزاهرة بعلومها وصناعاتها ، من نتائجه دون غيره .
...وأبعد من ذلك وامعن في تقليد العلم وخطابه من طرف النزعة العرقية هذه تلك القوانين ـالمضحكةـ التي صاغها اقطاب هذه النزعة والتي من جملتها قانون ينص على أن الثروة تزداد بصورة عكسية مع القرينة الرأسية ، وبعبارة أخرى : كلما كثرت الرؤوس المستطيلة (العرق الاري) كثرت الثروة . وهناك قوانين أخرى عديدة خاصة بتوزع السكان ووضعهم الاجتماعي ... كل ذلك يحدد بواسطة حساب " القرينة الرأسية " .
وهكذا تظافرت هذه النزوعات العلموية في الأبحاث والدراسات التي تخص الإنسان لتعزز النزعة العرقية العنصرية التي ترفع من شان العرق الاري وتحط من شان العرو ق الأخرى التي من بينها العرق السامي . ومن هنا تلك النزعة المعروفة بـ" اللاسامية " ...ومعلوم أن النزعة العرقية المذكورة هي أساس النازية .

انظر
المشروع النهضوي العربي مراجعة نقدية ، محمد عابد الجابري، عن مركز دراسات الوحدة العربية ص
26

والواقع والتاريخ يشهد بأن هذه الدعوى باطلة ، فالعلم أثبت أن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن الحضارة والتقدم مرهونان بالعمل الجاد المنظم الذي يحترم إمكانيات الإنسان وقدراته وممكنات الظروف.

ماذا عن الشرف ؟

إذا كان الشرف يرتبط بالنسب
فهو مسألة غير مضمونة إجرائيا ، فهناك من الأشراف الذين ينتهي نسبهم إلى أشرف السلالات العربية كما يصنفها العرب، كانوا من أبرز اللصوص والسرقة وصائدي العبيد من الأقاليم المتاخمة للدولة الإسلامية أو من المجان المشهورين كما يعرف من بعض الشعراء ولعل ما يروى من حال ضعفاء الخلفاء العباسيين وبعض خلفاء بني أمية المجان ما يكفي للدلالة على مانريد
إذن فهي دعوى مفرغة من المعنى ، فكيف ترجع السبب في وجود ظاهرة إلى شئ قد تتخلف الظاهرة مع وجوده ، ودون ارتباط سببي واضح .

أما إن كان الشرف يرتبط بمنجزات حضارية قام بها أسلاف شعب معين أو جماعة عرقية محددة
فالقول كما قال القائل
إذا افتخرت بآباء لهم شرف قلنا صدقت ولكن بئس ماولدوا
فالحضارة لاتحترم إلا الجادين لا الكسالى ولا البطالين
وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم

كما أن الهبوط الذي يعتري بعض الجماعات العرقية جراء ظروف وقتية معينة لايمكن إرجاعه إلى تخلفهم من ناحية الأصل العرقي ، وإلا لما نهضوا بالأمس
غاية ما يقال في هذا الموضوع هو أن هذه الدعاوى هي محاولات دعائية لإيقاظ ضمير الجماعة العرقية أو القبيلة لاسترداد سابق التفوق والمجد لا أن لها مستندا حقيقيا علميا ، أو دينيا.


ويرى بعض الباحثين ان التحدي الحضاري سبب من أسباب التطرف في العرقية التي تبدت في النظرة العربية للمسألة ، فقد ...وجد العرب أنفسهم بعد الإسلام أمام تحديات حضارية جديدة فالفتوح الإسلامية وضعتهم وجها لوجه أمام حضارات قديمة مستقرة لابد أنها دفعتهم أمام توكيد هويتهم أمام هذه الحضارات وهو أمر نجد صداه فيما يذكره الكتاب العرب في العصر الإسلامي من صفات يتميز بها العرب عن غيرهم ...والحركة الشعوبية في العصر العباسي حين أخذ الفرس يمجدون أصلهم ويتعالون به على العرب ، فكان رد الفعل عند العرب أن قابلوا ذلك بتمجيد مماثل للأصل العربي وللصفات العربية...أما عن إرجاع هذا النسب إلى سام بن نوح فهو يمثل عنصر الإسرائيليات التي بدأت تتسرب إلى الكتابات العربية آنذاك... وهي كتابات ربما عكست تصور العرب آنذاك ، ولكننا لايمكن أن ننظر إليها الآن كحقائق علمية ...انظر العرب في العصور القديمة
المفكر،،،
وأرى هنا ، أنه يجب اطراح احتقارنا للشعوبية في صورتها الشكلية ، لأنها اعتزاز قومي مشروع بمنجزات حضارية حقيقية ، مالم يفض ذلك إلى نزعة عرقية إقصائية في الجانب السلبي.

الحديث عن تأصيل النسب شئ والمغالاة في هذا التاصيل شئ آخر ، وفي هذا الصدد قد يكون من المعقول والمنطقي أن يعرف أبناء أسرة أو عشيرة نسبهم بشئ من الدقة النسبية إلى حدود معينة أما أن يدفع هذا النسب تأصيلا إلى عهد سام بن نوح وفي بعض الأحيان إلى آدم الأب الأول للبشرية فأمر لابد أن يدخل فيه قدر كبير من النحت والخيال.
إن نقاء العناصر والأجناس أمر لم يعد واردا من الناحية العلمية الآن ...ومحاولات التنسيب والتاصيل العرقي كانت طريقة سائدة في العصور القديمة ......الخ
انظر
العرب في العصور القديمة ، مدخل حضاري في تاريخ العرب قبل الإسلام ، لطفي عبدالوهاب يحي ص 86

فكيف إذا واجهنا الحقائق التي تواجه مسألة النسب
مع تقديمنا للنص الذي يقول كذب النسابون ولوصدقوا ، وهي أن العرب في الجاهلية لم تكن تتناول قضية النسب اجرائيا كما تتناولها نظريا ،
يورد ابن تيمية في الفتاوى 32/126 :ـ روي عن ابن عباس ، محصنات ، عفائف غير زوان، ولامتخذات أخدان، يعني أخلاء، كان أهل الجاهلية يحرمون ماظهر من الزنا ويستحلون ماخفي .
بل إن قبيلة عربية وهي هذيل اشترطوا على النبي أن يحل لهم الزنا لدخولهم الإسلام فأبى النبي، وقد هجاهم حسان بن ثابت رضي الله عنه بعد ذلك في أبيات له. ما يصف حجم المشكلة ويصحح كثيرا من التصورات السائدة عن حياة الجاهلية وتاريخ أخلاق العرب
واذكر كتابا قرأته أيام كنت في الصف الخامس الابتدائي عنوانه الأنكحة الفاسدة ،وهو مبكر جدا بالنسبة لتلك السن ولا أدري لماذا اضيف لمكتبة مدرسة ابتدائية ، الشاهد أن صور النكاح التي كانت سائدة في الجاهلية عديدة ويدل وجودها وانتشارها واثبات النسب من خلالها على خلل خطير في مسألة اثبات الأنساب التي نتشنج فيها اليوم ، المسألة في بعض الحلات أشبه بالجنس العشوائي البدائي على حد تعبير موور ، وإلا لم يكن هناك مبرر لأن يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يشب نسبه شئ ولم يخالط.
وأذكر مما مر بي هناك
نكاح الاستبضاع
وهو أن يقول الرجل لامرأته اذهبي إلى فلان ، إذا كان سيدا أو فارسا شجاعا، فاستبضعي منه ، فتذهب غليه فيطئها ، ثم إن ولدت نسب إليه .
ومن صور أنكحتهم أن يجتمع الرهط دون التسعة على المرأة كلهم يصيبها فإذا حان وقت وضعها دعتهم فلم يستطع أحد منهم أن يمتنع فتلحقه بأيهم شاءت

وصورأخرى عديدة يكفي هذا منها

يكفينا أن التبني كان عادة شائعة ، ولم يكن أحيانا سوى منح اسم ونسب بصورة شرفية هي أبعد ماتكون عن الواقع والحقيقة وإنما تعود لاعتبارات عرفية وقبلية .ولكن يثبت بها النسب ويتوارث.

عاربة ومستعربة لم التقسيم

يلوح للناظر المتامل أن المفاضلة اليوم بين العرب ودعوى النسب هي امتداد للنزاع العربي العربي الذي اتخذ صور ا عديدة بين العدنانيين والقحطانيين
ولكن الحقيقة أن هذا التقسيم لم يظهر إلا متأخرا ، فالقرآن لم يفرق بين عرب قحطانية وعرب عدنانية ، يضاف إلى ذلك أن علماء الأنثروولوجيا لم يلاحظوا وجود فروق جثمانية بين العدنانيين والقحطانيين.
انظر
تاريخ العرب في عصر الجاهلية ، السيدعبد العزيز سالم ص 67
خرافة العرق النقي

العرقيون تيار قديم متجدد
ويرى بعض المهتمين بعلم الاجتماع ، أن الناس لم يزالوا يبحثون عما يميزهم عن غيرهم ويعطيهم مكانة أعلى أمام أقرانهم ومنافسيهم
ولذا فالنزعة العرقية اتجاه معروف في اكثر من أمة وشعب ، فقد رايناه في اليهود إذ سموا أنفسهم شعب الله المختار ، لا للعمل الصالح والتقوى وإنما اعتمادا على العرق فقط
ولعل القرن التاسع عشر قدم لنا نمطا جديدا فلم يعد مستند العرقيين على تفوق عنصرهم النصوص والأسفار المقدسة الأساطير التاريخية فقط بل حاولوا تطويع العلم لدعم فكرتهم
)
وكتاب جوبينو(1816ـ1882) الشهير الذي كان يحمل عنوان
بحث في تفاوت العروق البشرية(طبع في باريس في أربع مجلدات ما بين عامي 1853 و 1855 ) ، ليس سوى نموذج واحد من الكتب التي روجت لهذه النزعة .
إن الموضوع الأساسي الذي عالجه جوبينو في هذا الكتاب الضخم، وهو موضوع الساعة يومئذ، هو التقدم وأسبابه ، تقدم المجتمعات بصفة خاصة . وقد ناقش جوبينو واعترض على جميع الآراء التي ادلى بها المؤرخون وعلماء الاجتماع لتفسير ظاهرة التقدم والتخلف على مستوى الاجتماع والحضارة ليقول بعامل واحد أساسي في نظره هو العامل العرقي .
وتتلخص نظريته في القول إن الشعوب تتأخر عندما تفقد خصوصيتها ـ أي القيمة الذاتية التي تتميز بها عن غيرها والتي ترجع إلى صفاء الدم ونقاء العرق.
وهكذا إذا اختلط شعب من الشعوب بغيره وتغيرت دماؤه بسبب ذلك كانت النتيجة تدهور خصوصيته وضياع صفاء دم آبائه وأجداده ، ودخوله مرحلة انحطاط حضاري تقوده إلى أفول نجمه واضمحلال كيانه. وعلى العكس من ذلك الشعب الذي يحافظ على صفاء عرقه : فإذا كان هذا الشعب ذا عرق ممتاز وحافظ على نقاوته ، فإنه يتوفر بذلك على مقومات التقدم والازدهار وعلى متطلبات الحفاظ عليه والاستمرار في الرقي إلى أعلى .
ويحشد جوبينو الشواهد التاريخية حشدا للدفاع عن نظريته ، شواهد يلتقطها التقاطا ويعطيها تأويلا يخدم غرضه . والنتيجة التي يخلص إليها هي أن كل حضارة من الحضارات التي عرفها التاريخ قد عبرت في وقتها عن خصائص عرق من العروق الرفيعة . وإذا كانت الحضارة تنتقل من عرق إلى آخر فسبب ذلك فساد الأول بالاختلاط ، كما قلنا. على أن هناك في نظره عروقا لاتقوى على انتاج الحضارة وهي عاجزة عن ذلك إلى الأبد ، ويعني بذلك ما أطلق عليه علماء الأنثروبولوجيا في عصره اسم " الشعوب البدائية" .
المرجع السابق

وهذه القضية وهي قضية النقاء العرقي من أهم مرتكزات من ينادون بمنع التزاوج بين المجموعات العرقية، ففي حين يرى بعض الدارسين في علم الاجتماع أن هذه إنما هي نزعة فطرية للحفاظ على النوع ، نرى آخرين يرجعون ذلك لأسباب تاريخية تتعلق بالسلم والحرب ،ويؤكد البعض أن فكرة الجنس النقي تطبيقا على العناصر السامية التي يشكل العرب جزءا منها أبعد ماتكون عن أي انغلاق أو تقوقع عنصري يعطيها نقاء عنصريا واضحا يمكن أن يتخذ أساسا لفكرة السامية...
وأوروبا مثلا قد عرفت بين السلالات العديدة التي اختلطت على أرضها سلالات مغولية وزنجية نزحت إليها في عصور ماقبل التاريخ ... وحتى لو حاولنا أن نقسم العالم إلى عناصر في أعم حدودها على أساس صفة جسمانية واحدة وهي لون البشرة...فإن هناك مناطق بأكملها مثل العالم العربي والهند لايمكن أن تنطبق عليها التحديدات اللونية بشكل واضح
المرجع السابق

خرافة التفضيل الديني للعرب

وقد كنت تحدثت عن هذه القضية
في مقال سابق بعنوان الإسلام والمساواة العرقية
وأجدني مضطرا إلى اقتباس سطور منه لأهمية دلالته على القضية التي نناقشها، فقد ذكرت أن النصوص شرعية رفضت التفضيل على أساس العرق أو اللون أو الجنس ،" الناس سواسية كأسنان المشط ،" فذكر
الناس ولم يقل المسلمين ، ونصوص مثل" لا فضل لأبيض على أحمر إلا بالتقوى" ،" إسمعوا
وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد حبشي....ـ" الأحاديث"،
إضافة إلى أن الجانب السلوكي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان يؤكد على
هذه المفاهيم ويشرحها عملياً إلا أنه لا يمكن إيراده كنصوص وشواهد لأنه ربما يعكس
التفضيل الشخصي ومطلق الفعل الخاص بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم ، ، وأحاديث تفضيل قريش، وأن لهم مكانة خاصة عند الله ، "ولو علمت قريش مالصالحيها عند الله لأتكلت"، وحديث" قدموا قريشاً ولا تَقَدموها"،" وإن للرجل من قريش عقل الرجلين من غيرها"، وأحاديث تفضيل العرب على غيرهم في الديانة
والفهم وفي جميع الصفات، إلى غير هذا من النصوص التي تؤكد على العنصر والدم والعرق
والمحتد .
وقد قلت هناك أن كل هذه النصوص يجب تأويلها لأمرين:
اولهما ، أنها تعارض الأصول المتفق عليها من المساواة بين الناس ، وأن الأفضلية بالتقوى
ثانيهما ، أنه بالتجربة فقد ثبت ما يخالفها وما يثبت غير ما يفهم من ظاهرها
وقد تؤول بأنها كمثل حديث تأبير النخل عندما سأل الصحابة الرسول عن تأبير النخل فقال لا تؤبروه فلما تركوا تأبيره خرج يابساً فقال لهم أنتم أعلم بأمور دنياكم.
أو تؤول بأنها إخبار عن حوادث ستقع في فترة ما لظروف ما ولكنها ليست تعميما ،
وعموما فلكل نص ما يحتمله من التأويل والتفسير على أن يتم ذلك بيد أهل الاختصاص والعلم من العلماء والمطلعين المعتدلين،وهذا على فرض ثبوتها،

وهنا أقول أن الإسلام رسالة عالمية كان للعرب شرف بدايتها وليس لهم بالطبع وصاية عليها ، وهو ميثاق أممي دولي عالمي أكبر من الأعراق ، وأميز ميزة في الإسلام أنه لا يعترف بالفروق الأرضية بين البشر الناس سواسية. وكيف يكون ذلك وهو الذي خلقهم سبحانه وتعالى .
الميزة الوحيدة التي يمكن اعتبارها لنا كعرب في هذا السياق هي اللسان العربي ، واعتماد الفهوم العربية والقديمة منها تحديدا لفهم الدين، بمعنى أننا خلدنا لارتباطنا بالدين لا لخصوصية جينية فينا ، وإلا فإن في القرآن :ـ
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، فالاختيار والاصطفاء ليس للعرق وإنما لمطلق المن والتفضل من الله .
خاتمة

لايحق لنا بعد اليوم أن نغضب إذا قال عنا قائل أننا عنصريون أو طبقيون أو أننا نفتقد للعدالة الاجتماعية ، لأن المسلمين بل علماؤهم تركوا هدي نبيهم ومعالم دينهم الكبرى دافنين رؤوسهم في جب التقاليد والعادات الجاهلية ، أيا ما كان الأمر فإن الإنسان المعاصر مسلما أو كافرا لا يتقبل هذه الرؤى القديمة ، والمسلمون في حاجة لو أنهم أرادوا انطلاقة أكثر تعبيرا عن الإسلام واكثر انسجاما مع الواقع ان يطرحوا كل هذه الجهود التي نجزم علميا ودينيا أنها مبنية ومؤسسة على خطأ

فما العنصرية إلا هذه
العلماء - القاضي- المجتمع- النظام- الإعلام

كلهم وقفوا ضد قوله صلى الله عليه وسلم
كلكم لأدم وأدم من تراب ، الناس مؤمن تقي وفاجر شقي
وضد قوله
الناس سواسية كاسنان المشط
وضد الآية الكريمة
إنما المؤمنون إخوة
وضد حديث
لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى
وضد آية
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم من بعض

إنني أتحدى هذه الأمة المقهورة أن تنشئ نهضة أو أن تنتفض من سبات طالما انها تتبنى هذه النظرة البالية للإنسانية ، فالنهضة مشروع جماعي متكامل ، لايقوم به جزء من المجتمع على حساب الأجزاء الأخرى

وأسعد بنقدكم وردودكم..
المفكر الحر

15 Comments:

Anonymous غير معرف said...

من ناحية تفوق العرق ، أصدر باحثان أمريكيان كتابا مشهورا قالوا فيه بأنه وبناءً على الدراسات الإحصائية فإن الأسيويين هم أكثر شعوب العالم ذكائاً يليهم مباشرة البيض.

طبعاً لا أعني بأنه يفرق بين الزوج الآسيوي والزوجة البيضاء بأية حال!


اسم الكتاب:
The Bell Curve

نشر في التسعينات ومن أكثر الكتب مبيعاً في فترته بأمريكا ، الكتاب كبير شويتين (حوالي ٩٠٠ صفحة) وما أعرف إذا له ترجمة للعربي

١٢:٠١ م  
Anonymous غير معرف said...

قرأت المقال .. فيه تفصيل كثير .. لكن أعجبني تعليقك ..
إذا كان هذا رأي علمائنا اليوم، فطلابهم متأثرين بهم، ومن غير الطلاب سيصبح عالما من علمائنا غد !؟
وهكذا دواليك .. الموضوع سيبقى كما هو إن لم يؤخذ بعين الاعتبار من قبل العلماء الأجلاء حاليا .. والذين هم على ثغر كبير نسأل اللهم لهم الهداية و الصلاح و الثبات على دينه و أن ينفع بهم أمة الإسلام

و جزاك الله خيرا

١٢:٥٤ م  
Anonymous غير معرف said...

لا أستطيع إلا أن أقارن بين ما أفتى به هؤلاء القضاة العلماء - وإن كنت أتحفَظ على نعتهم بهذه الصفات - وبين نظرية ال
Social Darwinism !!
وهي إحدى نتائج النظرية الدارونية التي طالما أطنب علماؤنا أذاننا بمساوئها وكيف أنها هي و اليهودية و الصهيونية سواء!!!!!
لكن يبدو أنهم لم يقرؤا عنها فهي حرام.... !!!

This proves a little something to me -and to people who I talk to in this subject usually- that what our 3ulamaa are enforcing in the courts is :شريعة القبيلة
and not as they are claiming: شريعة الإسلام

٧:١٩ م  
Anonymous غير معرف said...

لي عوده بإذنه تعالى
...

٥:٠١ ص  
Anonymous غير معرف said...

هل لي أن أقترح عليك أن تفصل مواضيعك بحيث تكون كل تدوينة في صفحة؟؟
تعبت عيوننا واحنا ندور
أخر المقالة عشان نقرأ التعليقات !!
شكراً

٥:٥٨ م  
Blogger المفكر said...

ياسر
بالنسبة للدراسات الإحصائية التي ذكرتها لم أنعم بعد بالاطلاع عليها ولكنها كما يبدو تبين تهافت مزاعم المدعين للتفوق العرقي من الأنواع البشرية الأخرى، بما فيهم نحن العرب،
ومع أنني لم أطلع على هذه الدراسة بعد إلا أنني أرى أن الدراسات من هذا النوع لا يمكنني اعتمادها لإثبات التفوق العرقي في جانب الذكاء لسببين
الأول
أن موضوع الذكاء بالذات يعتبر من الموضوعات المعقدة والمتشابكة ، ويتكون من مزيج من المهارات تدخل فيها البيئة والخلفية التربوية بدور كبير وتعتمد أيضا على ، المعلومات وسرعة البديهة والتحليل والحدس والذاكرة لتوظيف المعلومات السابقة كما أنه ( وهي نقطة مهمة جدا) ويخضع لمفاهيم الشخص الذي قام بالدراسة
ففي دراسة شهيرة قام بها أحد العلماء الأمريكيين حول الذكاء وذاعت في فترة من الزمن توصل إلى أن الشعوب الأفريقية أقل ذكاء من الشعوب الأخرى ، وقد توصل إلى تلك النتائج من خلال إجراء اختبارات على عينات من تلك المجتمعات في بيئتها الأصلية ووفق ظروف تجربة علمية ، إلا أنه لم يمض وقت على ذيوع تلك النظرية حتى تم تعقبها من باحث آخر توصل إلى أنه لا يمكن الخروج بنتيجة كهذه لسبب مهم وهو أن اختبارات الذكاء لا يمكن أن تعمل إلا إذا صممت خصيصا وفق البيئة التي ستطبق فيها لمراعاة الخلفية الثقافية للعينة المختارة، وقد أثبت ذلك بالبرهان عندما قام بمراجعة إجابات المشتركين في اختبارات الذكاء ولماذا اختاروا هذه الاجابات ، وما حكمهم على الإجابات الصحيحة ، اجاب هؤلاء بأن مايراه الباحث إجابة صحيحة لايمكن أن يصدر إلا عن الأغبياء في ثقافة هؤلاء المحلية ، وقدموا أدلة وبراهين من واقعهم تثبت أن هناك علاقة بين طبيعة الحياة وظروفها والتحديات التي تواجه كل شعب وبين خياراته وتفضيلاته مما يجعلنا نصدر أحكام الذكاء والفطنة بناء على الواقع وظروفه لا بناء على تجربة ألمانيا او بريطانيا أو أمريكا ، ويجد القارئ تفصيلا اكثر عن هذا في الدراسات النفسية المتعلقة بالذكاء وتحديدا في الأجزاء التي تتحدث عن روائز الذكاء وتصميمها وقياس المعادل ( IQ) .

كما أن مفاهيم العصر الذي أجريت فيه تلك الاختبارات تحكم خلفية الباحث القائم بالدراسة
فالمعروف أن التفوق الآني لشعب من الشعوب كان يفرض احترام صفاته ففي فترة مجد أثينا والتفوق الإغريقي كان النظر لشعوب العالم خلاف ما الأمر عليه اليوم ، فقد كتب احد المؤرخين ناقلا عن أحد مشاهيرذلك العصر انه يوصي أحد قادته بألا يجلب العبيد من انجلترا لأنهم أغبياء جدا لدرجة أنه لايمكن تعليمهم !!
ولو نظرنا إلأى واقعنا الحالي ونفوذ وتفوق العرق الأوروبي والذين يمثل الانجليز والبريطانيون الانجلوسكسون مركز الهوية بالنسبة لهم نرى حجم التحول في نظرة العالم لعرق أو لشعب ما

الثاني

انه يمكن رد ذلك إلى الجهد القومي لذلك التجمع العرقي على مدى عشرات السنين مما ركز أساليب التفكير وطريقة التعامل مع المعلومات والظروف والمشكلات في الذاكرة الجينية للأمة أو الشعب ،بحيث تتوارث الأجيال نمط التفكير من الآباء كنتيجة لجهد الآباء السابق وليس لجيناتهم الأصلية وقد تطرقت إلى ذلك في مقال سابق بعنوان الذاكرة الجينية. كما لا ينبغي أن نغفل التربية ودورها في قولبة التفكير وتنمية أساليب الاستفادة من الجو المحيط والبيئة مما يؤثر في حكمنا على الذكاء ومستواه.
هذه مجرد رؤية عامة قبل الاطلاع على هذه الدراسة التي سأجتهد في محاولة الاطلاع عليها وأتمنى أن تزودني بها لو كانت متوفرة لديك على إيميلي.

٣:٠١ ص  
Blogger المفكر said...

Kuw_Son

شكرا على مرورك ،
مشكلتنا مع العلماء اليوم أننا لم نعد واثقين من مصداقية هذا اللقب ، فكثير من العلماء اسما ، ليسوا سوى فقهاء مذهب وربما مجرد طلبة دراسات عليا لم ينجز أحدهم غير بحث أو بحثين اقتصر فيهما على ما تيسر من المراجع التي لا تتعدى المشهور المعروف من الكتب حتى لغير الدارسين مما يجعل قاموا به دون قيمة تؤهلهم لأن يكونوا علماء حقيقيين، ناهيك عن أن يحدثوا تغييرا حقيقيا في عصر تمر فيه الأمة بل والفكرة الإسلامية عموما بمأزق حضاري أصبح فيه أنصارها كالقابضين على الجمر .
مما يجعلني أتحفظ ( وليعذرني القراء) حتى على لفظة أجلاء عند وصف العلماء الحاليين ، فمن أبسط المواصفات التي تجعلني اجل العالم ان يكون ذا مصداقية وان يشغل الدور المنوط به أو فليتجنب المواجهة ويعترف بنقص كفايته العلمية !!

بصراحة ،، مالذي يجعلنا نؤقت للحاكم زمنا في السلطة ولا نؤقت للعالم ؟
، أليس من العلماء من توقف تفكيره عن التحديث ولم يعد يدرك القضايا المستجدة؟

أليس من المفروض أن يوقف عن الفتوى في الجديد الذي لم يطلع على شئ فيه ؟
أم أنه يذر الرماد في العيون باتصال مختصر لاستشارة الأطباء فقط قد لا يزيد عن خمس دقائق نصفها (كيف الحال) وجلها استشارات شخصية لزوجته وابنه وصهره؟!!

رؤيتي الخاصة أن مشاكلنا المعاصرة تتمركز حول هذه الفئة التي أسميناها العلماء،
وبدايتها من نظرتنا لهم ورفعهم إلى مصاف الإله والرسل، وأتمنى أن يناقشني من له رأي مخالف.

٣:٠٢ ص  
Anonymous غير معرف said...

العزيز المفكر

لا أحبذ تعليقات التأييد، فهي لا تضيف شيئا للموضوع، لكن سأكتفي بشكرك على المجهود الجبار في استخراج النصوص الأصلية والتعليق عليها

ولي بعض الملاحظات وددت أن أمر عليها لتعم الفائدة، وقد كان التسائل الرئيسي الذي يدور في ذهني وأنا أقراء هذه المقالة الطويلة، هو هل نحن في حاجة لكل هذا التدليلل لكي نعرف أن البشر متساويين أمام الله، وأمام القانون، وأما الإنسان، وهل الاثبات العلمي هو الذي سيحول التفكير الاجتماعي من العنصرية إلى القبول والتسامح

من السهل علينا نعت الاخرين بالضعف والاستسلام، وتعييرهم بأنهم هم سبب التخلف والرجعية، وتخديهم لعمل ما لا نستطيع أن نعمله نحن، لكن السؤال الحقيقي هو كيف نخلص المجتمع من هذه الأفكار التي تقودهم رغم عنهم

أكاد أن أزعم أن ثمانية من كل عشرة من افراد المجتمع يعرفون أنهم على خطأ في هذا الموضوع، لكنهم لا يستطيعون كسر الحاجز الاجتماعي الذي ترسخ عبر العصور، وهو ببساطة مثل الرجل الذي يرمي مخلفاته في الشارع، ولو سألته هل ما يفعله صحيح أو خطأ لقال لك أنه يعلم أنه خطأ، لكن كل الناس تفعل ذلك

وددت لو كان كان مجهودك قد انصب على آليات خلق بيئة مناسبة يعيش فيها شباب المجتمع، الذي أراه أمام عيني يؤمن بفكر جديد غير فكر أباءه، لكنه لا يستطيع أن يجد وسيلة لممارسة هذا الفكر

هل نحن في حاجة أن نثبت أن الأرض تدور كلما صاح جاهل بأنها لا تفعل

أشكرك مرة أخرى على مجهودك، وأرجو أن تقبل كلامي من باب طرح الجديد لزيادة التفاعل في الموضوع، والقفز به لمرحلة أخرى

١٢:٠٦ م  
Anonymous غير معرف said...

Magickingdom أعجبني تعليق الأخ
صحيح نحن الأن في أمسّ الحاجة للحلول العملية كيف نستطيع أن نخرج الناس من سجن الأفكار الجاهلية هذه
لكن تفصيل الأخ المفكر لها أيضا ضروري في مجتمع علماؤه يفتون بفتاوى الجاهلية في أمة أعزّها الله بالاسلام منذ 14 قرنا مضت!!!!!
والله الجاهلية أرحم لمجتمع من هكذا علماء
وهذا هو بيت الداء
ًّإذن من هنا يجب البدء

٦:٣٥ م  
Blogger المفكر said...

العزيز ماجيك
منذ فترة وأنا أتمنى زيارتك لمدونتي
لا لشئ إلا لأرى نقدا من هذا النوع

أشكرك على التوجيه
وأعتقد انني ساضع اقتراحا كهذا نصب عيني دائما

وبنظرة للخلف
فقد التقيت أشخاصا يرون بالفعل بهذه الأفكار
وهم مستعدون لمناقشة وتحدي من يخالفهم

وهذا المقال وغيره هو عبارة عن حلقة من سلسلة
تهدف إلى زعزعة اسس التيار المتشدد والرجعي الذي يعم مجتمعاتنا ويستخدم المال والنفوذ لتمرير أفكاره
وباستخدام أسسه وتقنياته

الأمر الآخر أنني أعتقد شخصيا أن الإسلام مظلوم حضاريا وتاريخيا وواقعيا من خلال استئثار هؤلاء بالحديث عنه
واعتقد أن وجود الردود عليهم - مع مافيها من إضاعة وقت في أمور بدهية - ستحفظ للحقيقة
وستبقى من أجل الذين يريدون التعرف على القيم الإسلامية الشفافة والناصعة
خاصة من صغار المثقفين وهواة القراء

قد تكون هذه الكتابات كشفا يؤيد قول من قال أن الفكرة الإسلامية عانت من الوئد منذ فترة مبكرة ، حيث أن الرموز الكبار يعانون من هذه المشاكل الخطيرة
وهم من يذكرون اليوم كأمثلة عليا عن المسلم الحق

وقد تكون هذه الكتابات تمهيدا لثورة كبرى في مجال الفكر الديني والفقه الإسلامي
على يد من يتفرغون لهذا المجال ولست منهم بالتأكيد

غاية الأمر أنني مقتنع تمام الاقتناع برأيك
وأعتقد أنني ساستلهمه في كتابات قادمة
واكرر شكري
لك دوما
وواصل حضورك معي

المفكر الحر

١٠:٤١ م  
Blogger المفكر said...

entropy
مرحبا بك مجددا

لاشك ان تناول الصحافة لبعض الموضوعات بضعف
يثير اشمئزازنا جميعا
ويجرنا لمعارك هي أبسط من أن نناقش فيها

برأيي أننا بحاجة إلى قاعدة أوسع من المثقفين والكتاب المنفتحين الذين يمتلكون أدوات العصر وهم بنفس الوقت مطلعون على الواقع

ونح معا على الدرب

١٠:٤٧ م  
Anonymous غير معرف said...

أخي المفكر
حياك الله ومشكور فعلا على مجهود هذا المقال الذي ان دل على شيء فأنما يدل على انك شعرت بأنك تخوض حربا مع عدو وليس مختلف فقط بالافكار !!!وهنا من الواجب التنويه الى ان من قال بأن المجتمع يؤمن يهذا الكلام ولايستطيع تغييره كمن اطلق حكما لاعلاقه له بالواقع الذي يؤكد قناعة الكثير للأسف بهذة التفرقات امتعددة الوجوة والتي تصب اخيرا في باب الافظل والافظل منه !!وهذا هو ما جعلك تتأهب لهذة المقاله بكل عدة القرأة والدلائل اما من لم يستطيعوا تغيير الواقع برغم ايمانهم بالعكس فهؤلاء مانعهم الرئيسي بنظري هو استخدام الدين ذريعه لهذة المسائل وتقديس بعض من يدعون العلم لها فكان لابد من التفصيل الذي اتفق معك بضرورته وان كنت لاأحبذة انا لمناقشاتي مع الاخرين كوني أؤمن بدور العقل الذي له كامل الحق برفض ما يراه غير مناسب وغير منطقي .اما التمييز والذي هو ما تدعو لرفضه في مقالك فلا اختلف معك حوله بتاتا ولاأؤمن بأفظليه الغير الا بالعلم والاخلاق والمواقف .اما المرأة والظلم الواقع عليها فصدقني مرة أخرى ان المشكله في المرأة نفسها التي لم تستطع حتى اليوم ان تشعر بهذا الظلم او ان تتحسس مبعثه وتراها هي المظلومه الظالمه في نفس الوقت !!ولهذا وجب علينا نحن النساء ان نقف ضد كل ما من شأنهالتقليل من آدميتنا وخياراتنا وهنا اود ان اطرح قناعة شخصيه بي وهي لاأقدس نصوص البشر ابدا ولا اتعامل معها كمن لايأتيه الباطل من خلفه او من امامه
وما المذاهب الشائعه سوى افكار وشائعه لاسباب تاريخيه فقط بينما هناك ألآف الافكار التي وأدت في المهد وهذا ما لانرجوه الان من باب نشر الفكر الاخر ولو كان مستغربا غير معقول بالنسبه للعقل السائد .قرأت في فترة الثانوى كوخ العم توم وتأثرت كون بلادي ممن تمتلك هذة العنصريه ولو بشكل غير مباشر عن طريق احتقار اسود اللون ونعتهم بالخدم او العبيد !!ولكن القصه نبهتني لما هو مخفي من تمييز بين الناس انفسهم من هاشمي الى قبيلي الى جزار وحلاق وناقصي الاصول !!ثم انتباهي اخيرا الى المراه التي صنفت وكان وليها هو المرشد لها اين كان هذا الولي حتى وان كان اخاها الاصغر !!جميع ذلك جعلني اتأكد بأن التمييز صفه بشريه ذميمه لاتنحصر بالعرب والمسلمين فقط ولكن الشعوب حاربت ذلك الا نحن نصر على انها حقائق واعرف ناس يتشدقون بالمساواه وعند ابسط المواقف تراه يكشف عن قناعاته الحقيقيه واحتقاره لمن هم دونه من قاعدة النسب والشرف الذي لامكان حقيقي لهما سوى بالعمل الصالح او السمعه الطيبه .
انا معك لالالالالكل تقسيم للبشر ولالالالالرجال يدعون الدين ويتحدثون بأسمه وما من جاعلهم اولياء على عقول الناس سوى جهلهم وجهل الناس انفسهم .
تحياتي

٨:٥٦ ص  
Anonymous غير معرف said...

السلام عليكم
بصراحة قضية النسب وتكافؤه تزعجني بشكل جنوني
صحيح ان احنا نقول ان الدنيا تغيرت والعالم تطوروا وارتقوا بتفكيرهم لكن الحقيقة مازلنا نعايش هذا الوضع
:\
اخوي المفكر
موضوع ممتاز لم يتح لي الوقت لقرائته كاملا فسأقوم بطباعته وقرائته في كاملا في وقت اخر
تحياتي
:)
بالتوفيق

١٠:٤٥ ص  
Blogger Arabian Shadow said...

يا أخي عندما يتواطئ العامة على أمر خاطئ فإنهم يبحثون له عن أصل(مثل الدين) ليضفوا إليه شرعية وقدسية .

وبدل أن ننتقد الأخطاء عينها ونعالجها نضيع وقتنا وجهدنا -للأسف- إلى اتهام الآخرين وتحميلهم المسؤولية

المسائل التي أوردتها وآراء المذاهب في كل مسألة، تنوع واختلاف طبيعي، أما أن تحتقرها أو تلمز أصحابها "الذين يشوهون الدين" -كما تقول-، لأنهم لا يوافقونك أو يوافقون مقالاتك التي "ستحفظ للحقيقة
وستبقى من أجل الذين يريدون التعرف على القيم الإسلامية الشفافة والناصعة" فهذا -مع تقديري لك- ظلم وتعد.

أليس هذا إقصاء واحتكارا للحقيقة والصواب؟

وفقك الله لما يحب
ولك كل تقدير واحترام
فراس

٥:٤٣ م  
Blogger د.مرام مكاوي said...

الأخ المفكر

آمل أن يصل تعليقي هذه المرة..

مقال رائع وإن كان طويلاً للغاية..لدي اهتمام كبير بالموضوع وأنت ماشاء الله أتحفتنا بالآراء الفقهيه..والتي سأعود لقرائتها من جديد حين يتوفر لي المزيد من الوقت..

كل ما أستطيع قوله على عجالة..بأنني صدمت من بعض الآراء لأئمة المذاهب..أعني أجد فيما قالوه تناقضاً مع القرآن قبل السنة (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)
ومع رسالة الإسلام الخالدة..
كما أن المسلمين عبر العصور (باستثناء قبائل محدودة) قد تزاوجوا وتصاهروا وعندنا في الحجاز أمثلة حيه على ذلك
ونتج عن هذه الزيجات عائلات متميزة وأفراد ممتازين..والحاضرة تقريباً تخلصت من هذه الأفكار!

أمي هاشمية علوية قرشيه.. وأبي من أصول يمنيه وليس من آل البيت..فهل هذا يعني بأنه يحق لخالي طلب فسخ العقد؟

الموضوع مقرف ومخيف..وعقلي إلى اليوم لا يستطيع استيعاب هذه النقطة من ناحية شرعية..ومع كل الاحترام للأئمة لكنني أفضل أن اقتدي برسول الله وصحابته مباشرة..ونحن لم نشهد في عصورهم (فيما أعلم) حادثة من هذاالنوع.

ثم هل كلام هؤلاء الأئمة صحيحة حتى في حالة الدخول بالزوجه وإنجاب الأطفال!!
أم أنه فقط يحق فسخ العقد قبل الدخول؟!


أسأل الله أن يثبتنا فنحن في عصر فتن والله
شكراً لك من جديد وسامحنا على التقصير

مرام

٩:٢٤ م  

إرسال تعليق

<< Home