الأحد، صفر ٠٧، ١٤٢٨

الثورة الزرقاء

ألفنا لهجة النذير والتحذير من غد أسود ينتظر البشرية جمعاء بتأثيرات مخلفات الصناعة و التقنية الحديثة ونتائج الاستهلاك الشره لموارد الأرض ، حتى صرنا نعتقد أن العلم والحضارة الحديثة أفسدت أكثر مما أصلحت وأساءت أكثر مما أحسنت ولكن هل هذا صحيح
يحمل العلم بشائر لا تنتهي بمستقبل مشرق ورائع للبشر إن هم عملوا بنصائحه ، ولكن الواقع أن الأشرار هم من يخطف شعلة المعرفة دائما ليحرق بها بيوت الضعفاء والمساكين وليشعل بها فتيل الحروب والنزاعات .ولذلك تجد أن الاستخدامات السيئة للمعرفة هي الأكبر شهرة والأكثر تأثيرا
هناك مشروعات كثيرة جاء بها العلم هي في متناولنا كبشر وبإمكاننا الاستفادة منها لمواجهة التحديات الكبرى التي أمامنا لولا بقية من حسد وجشع وشيطنة لم تزل ترافق البشرية منذ وجدت.

من هذه الخيرات التي جاءت بها الطبيعة وكشفها لنا العلم ، هو مايملكه البحر من خيرات هائلة تكفي البشر بأكملهم وأضعافهم وأجيالهم وأنسالهم من الطعام والمواد اللازمة للتصنيع والطاقة .
ولأن الباحثين أصموا آذاننا بالحديث عن الأزمة الغذائية التي تنتظر العالم والأفواه المفتوحة التي تنتظر القوت والتي قريبا ما سينتقل جوعها إلى صراع ، بدأت بوادره في القوارب التائهة في المحيط ملأى بهاجرين غير شرعيين عضهم الجوع بنابه وقريبا سيقضمهم القرش بأنيابه مع أول موجة في محيط الموت، وقد يحالفهم الحظ بالقبض عليهم متلبسين بجرم السعي في الأرض في عرض البحر هاربين من مصير بائس لحلم مجهول.
توصل الباحثون إلى طريقة بسيطة وسهلة لتوفير آلاف الأطنان من الطعام الممتاز والصحي بل من أجود أنواع الأغذية التي ينصح بها الأطباء وبطريقة صحية تماما ، لاتعديل جيني ولا عبث وراثي .قد تكون المشكلة غير كبيرة اليوم ولكن لكم أن تتخيلوا الوضع عندما يصبح عددنا عشرة مليارات
من المعلوم أن أنثى بعض أنواع السمك تضع في المتوسط 15000 خمسة عشر ألف بيضة وتصل بعد فقسها وبلوغها إلى حوالي خمسة عشر كيلوجراما وأكثر ، وهو احد الأنواع المخصصة للصيد ، ولكن الذي يحدث عادة أن غالبية هذه الكمية من البيض تتلف أو تلتهم من المفترسين الكبار والصغار وبسبب عوامل الطبيعة الأخرى قبل أن تبلغ السن الملائمة للاستهلاك.
أجريت التجربة في النرويج ومهمتها محاولة الحفاظ على هذا العدد الهائل من البيض ضد التلف في محميات خاصة حتى يصل إلى غايته وكانت النتائج باهرة ، مايعني أن بالإمكان توفير كميات هائلة من الغذاء الصحي والملائم واللذيذ أيضا لأعداد ضخمة من البشر دون كبير جهد أو حتى تقنية نادرة.ولقد كانت النتائج مشجعة لدرجة أنه بالإمكان تربية أي نوع من الكائنات البحرية بهذه الطريقة ، بل وكما يقول بعض الخبراء الأمر أشبه بمن يريد خبزا ناضجا من الصين ليتم توفيره له في اقل من طرفة عين ،
أعتقد أن من الأولى للدول النامية او تلك التي تعاني من مشكلات انفجار سكاني إعطاء دراسات وأبحاث كهذه الأولوية ، خاصة تلك الدول التي تتعرض دوما لكوارث طبيعية تجعلها سنويا في حاجة لعمليات متكررة من الإخلاء والإيواء.وما يتخلل ذلك من مشاكل في التغذية والمياه النقية.
دول كبنغلادش ونيجيريا والفيلبين والهند ، أو كبعض الدول الأفريقية الفقيرة التي ترزح تحت ضغط التمرد والثورات المتعاقبة والنزوح والتهجير والصراع على المراعي وامواطن الماء ومصادر الغذاء.
إنها نعمة كبيرة بين أيدينا ولكن هل حل مشاكل البشر الملحة أمر يهم الساسة والاقتصاديين في انحاء العالم ؟أم أنهم يهتمون بالحفاظ على التوازن الذي يبقيهم في السلطة حتى وإن كان ذلك يعني بقاء المشاكل على حالها؟
تساؤل في الصميم.
إنها إذن رسالة إلى التجار الذين هم من يستطيع تمويل مشروعات كهذه ؟ ولكن هل مازال هناك تاجر يؤمن بالله واليوم الآخر ؟
Panker of the Poor
اقتراح جديد

لمعلومات أوفى حول التجربة وتطبيقاتها ، قناة الجزيرة الوثائقية ، برنامج بعنوان الثورة الزرقاء، يناير 2007

1 Comments:

Blogger شهد احمد نعيم said...

انا جميله

١١:٥٩ م  

إرسال تعليق

<< Home