الثلاثاء، ذو القعدة ٢٨، ١٤٢٧

الإنسان البدائي

نسمع كل يوم وفي كل حين
شتائم ونعوتا تصب كلها في وصف البدائي والبدائية والتخلف
ونبلغ الذروة في الانتقاص حين نصف شيئا انه من العصر الحجري
حيث أننا نعتبر الإنسان البدائي الذي صنع كل شئ من الحجارة وسكن الكهوف واصطاد الوحوش غاية ما يوصل إليه من التخلف والعماية والجهل
ولكن مهلا أيها الناس
أليس هؤلاء البدائيون هم أسلافنا
وأليسوا أول البشر
ومن وضعوا أول لبنة في بناء الحضارة
هم البدائيون الذين ابتدأوا هذا العالم الملئ بالمخترعات والاكتشافات
هم اجدادنا
ومنهم اكتسبنا النهم للمعرفة
والرغبة في الانطلاق
وتحدي الحياة
فلا يجب أن نتعالى عليهم بمقتنى عصري هو حصيلة جهد البشرية كلها
والسبب أنهم لم يكن لديهم ميراث يبنون عليه إلا إبداعهم وعصاميتهم وقوة الرواد منهم

وأمر آخر
أن الإنسان البدائي
كان قطعا أقل ضررا على الأرض منا
ووصفنا له بالمتوحش لأنه كان يأكل الوحوش أو لا يطهو طعامه ليس عدلا
نحن نأكل الطعام المطهو جيدا وبمختلف الطرق
ولدينا قائمة لاتنتهي من آداب واتيكيت المائدة
ولكننا متوحشون بكل معنى الكلمة
فلم يتوقف الأمر عند قتلنا الكائنات الأخرى من الحيوانات الضعيفة عدوانا لا من اجل الأكل أو الحماية
وتلويثنا الجو الذي ظل نظيفا منذ خلقت الأرض
حتى قتلنا بعضنا في مجازر وقتل جماعي وحروب عالمية كادت أن تفني شعوبا بأكملها
فمن المتوحش إذا ؟

1 Comments:

Anonymous غير معرف said...

شكراااااااااااااااااااااااا

١:٤٠ م  

إرسال تعليق

<< Home