الجمعة، يوليو ١٤، ٢٠٠٦

سامحيني ياجدة


اقترح على الباحثين في علوم الحياة والمهتمين بالتصنيف أن يضيفوا إلى قائمة الكائنات الحية كائناً جديداً وهو ( الحفر والمطبات في مدينة جدة
).
ولأنني لست من المتخصصين في علوم الأحياء لم ألاحظ إلا صفة النمو الرهيبة التي تتميز بها هذه الكائنات البشعة والمدمرة
.
وموسم الأمطار يعتبر موسماً ممتازاً للتزاوج بين حفرتين مما ينتج عنه هوة سحيقة يصبح معها عرض الشارع الحقيقي ضيقاً للغاية.
ولقد تعلم سائقو السيارات في أحد الشوارع ( الجدّاوية ) بمهارة كيفية تفادي سائق مواجه في الشارع المزدوج ؛ إذ تواجهك (حفرة) في مسارك ويواجهه (مطب) في مساره وهناك ممر ضيق بين المصيبتين . وتكمن المهارة والخطورة في قدرتك على الانسلال بسرعة وحذر من هذا المضيق قبل السائق الآخر ثم تنفسك الصعداء بعد نجاح المهمة .أما الكلمات النابية والتضجر والتبرم والتلويح من السائق الآخر فهذا أمر مفروغ من وقوعه
.
وأذكر أيام كنا صغاراً أنني سألت مدرس الكيمياء عن سبب انبعاج (الاسفلت)وتحوله إلى عجينة مع الزمن (هذا يدل على أن المشكلة مزمنة) ولشدما كانت دهشتي وخوفي عندما انفجر المدرس غاضباً وبدأ يتحدث عن الأمانة والإتقان وعن الشركات والأساليب بشكل جعلني أشفق عليه وتمنيت أنني لم أسأله فقد غمر الفصل وبدون مقدمات بسيل من الأسباب التي لم نكن ندرك حينها علاقتها بالموضوع.
ولكم كان منظر الطلاب مثيراً للضحك وهم واجمون من تأثير انفعال المدرس وكأن الواحد منهم يخشى أن تكون له أي صلة بموضوع الطرق والسفلتة والحفر والمطبات
.
ولقد سمعنا قبل فترة من الزمن أن مسؤولاً كبيراً سيتفضل بافتتاح مكان هام في بقعة قريبة تعج شوارعها بالحفر ، والعادة أن تتم سفلتة الشوارع المجاورة للموقع على رأي المثل (من جاور السعيد يسعد) أو ترحيباً بالزائر الفاضل ، وربما خوفاً من موقف جرئ لأحد الجيران الصرحاء ، أياً كان الهدف إلا أنه وياللعجب تمت سفلتة الشارع الذي سيمر فيه المسؤول فقط وعادت أماني الجيران بالخيبة الكبيرة وسط عاصفة من الضحك من بعض الظرفاء أو بالأصح المشاة
.
الأمر الآخر المؤسف والمثير حقاً هو ما تحدثه تلك السيارات البدينة المعدة للنقل . فعلاوة على ما تسببه من إزعاج وتلويث (حقيقي) للجو وبطئها الذي تشعر أنه متعمد أحياناً ، فإنها كثيراً ما تسكب شيئاً من حمولتها الخرسانية على جنبات بل وأوساط الطريق . وبحكم أن السيارات الأخرى تحيد عن تلك الحمولة المنسكبة لتفادي التلويث الناتج عنها فإنها تبقى وتتحجر على مرأى من الجميع حتى تصبح (مطباً) شامخاً في وسط الطريق يرمق السيارات ويكيل لها الكدمات وربما الصدمات في إصرار عجيب والناس بين لاعن وشاتم
والحقيقة أنني أشفقت كثيراً على هذا المسؤول (الملعون) للكمية الكبيرة من اللعنات التي تصله على مدار الأربع والعشرين ساعة ولكن لعل ما يخفف عنه أن الناس تختلف أهدافهم في تسديدها إذ لا يعلمون المسؤول الحقيقي عن هذه الأمور
.
أخيراً .. أرجو من علماء التصنيف وكافة الغيورين على علم الأحياء النظر فيما ذكرت وأن يفكروا جدياً في هذا الاقتراح وشكراً
.