السبت، جمادى الآخرة ١٢، ١٤٢٧

الإنسان العظيم

هناك في كل أمة وفي كل مجتمع رجال عظام ونساء عظيمات استطاعوا أن يحققوا شيئاً في حياتهم وحياة الآخرين من حولهم استطاعوا أن يحققوا أشياء ربما كانت خيالاً في الأذهان أو وهماً من الأوهام هؤلاء جميعاً ممن سبق أو لحق كانوا ذوي إرادة وكانت إرادتهم عاملاً رئيسياً فيما حققوا وانتهوا إليه
هذه العبارة الرائعة استهل بها أحد الكتاب حديثه عن الإرادة وعن أثرها في بناء الجيل وصياغة المستقبل وقد أوردها كنوع من الدفع لفئة من القراء استقر في أذهانهم أنهم ليسوا أهلاً لأن يحققوا شيئاً عظيماً أو أنهم ليس لهم قيمة أو ذكر بين ذوي الخصال الفاضلة فانكفأوا على نفوسهم وذابوا في احتياجاتهم الخاصة الرتيبة واقتربوا من الحيوانات والجمادات أشواط

عندما تمتلئ النفس بالشعور بالعظمة والقدرة والنفوذ يتحرك الجسد والعقل تلقائياً لملء هذا الفراغ الذي يربط بين الخارج والداخل يتحرك لتطبيق هذه الأحلام والأماني والقيم وإبرازها وغرسها في أرض الواقعوكم ستكون النتائج في صالح ذلك الإنسان فإذا حصل الظفر الإنجاز ازداد ذلك الشعور حدة وإصراراً وأبرز صورة جديدة سنتحدث عنها بعد قليل وإذا حصلت الخسائر والهزيمة حدث أحد أمرين فإما أن ينقلب الشخص ساخطاً على المحيط والبيئة والإمكانيات وبصورة خفية قد لا يشعر بها ولا يعلنها بالسخط على الأقدار وإما أن يثوب إليه رشده ويعرف قدره ويسير في الدرب الذي أراده له الله عز وجل وشاءه له القدر، خليفة في الأرض سيداً لمخلوقاتها، ممكنا ومسخرا له ما في السماوات والأرض ، وهو لا ينفك يدعو الله أن ييسر له ما يأمله بلا سخط أو تأفف أو تضجر وعندها تكون سفينته قد رست على الانسانية الحقة، لايأس طالما تتردد في جوانحنا حياة.