السبت، جمادى الأولى ٢٨، ١٤٢٧

الذاكرة الجينية - هل حدد أجدادنا كيف سنعيش؟

قبل فترة من الزمن طرحت هوليوود فيلما بعنوان
بطولة الممثل جان كلود فاندام (Replicant)
وتدور قصة الفيلم عن مشروع للوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية يقوم على تطوير وسيلة لمواجهة الإرهابيين عن طريق استنساخ كائن بشري في هيئة نسخة مطابقة من الإرهابي المطلوب باستخدام عينة من الحمض النووي من دمه او شعره على أن يتم العديل في جيناته.بحيث يحصل بين الأصل والنسخة المستنسخة شئ شبيه بالاتصال التخاطري الفوري ويعلم من خلاله ما يفكر فيه الآن وما سيقوم به وما الجريمة القادمة .
وعلى عادة هوليوود في صناعة السينما فلابد من إدخال الحبكة الدرامية التي تجعل من الفيلم قصة ومغامرة .
ولم اكن أتوقع أن يكون للموضوع علاقة بالواقع حتى شاهدت على قناة الجزيرة قبل فترة قريبة برنامجا علميا خطيراً يتناول دراسة مهمة عن " الذاكرة الجينية"

فقد أثبتت الدراسات مؤخراً أن هناك دلائل عملية على أن الجينات تنقل الصفات الوراثية من الآباء للأبناء وذلك في الأمور التي يتعرض لها الأجداد.
و تمت دراسة عائلة تظهر على أفرادها أعراض سوء التغذية لأجيال وبدراسة ماضي العائلة تبين أن الأجداد عاشوا في منطقة من أوروبا ، تعرضت لموجة من الجفاف والقحط وولد أبناء الجيل التالي في تلك الظروف.
واستمرت الاعراض في الذرية حتى لدى أبناء عاشوا في الرفاهية بعد ذلك بسنين طويلة .

وقد أجرى العلماء دراسة على سلالة من الفئران، تم تعريض الجيل الأول منها لمبيدات حشرية بصورة معينة فمرضت لفترة ثم شفيت وكانت أجسامها تفرز هرمونات مضادة لتلك المبيدات ، فلاحظ العالم أن تلك الهرمونات استمرت في الأجيال اللاحقة مع أنه لم يعد هناك أي تعرض للمواد السمية التي كان مصدرها المبيدات

وهذا يعني وبالقياس على البشر أن إصابات بأمراض معينة كالسكر وفقر الدم قد يكون سببها عدم عناية الأجداد أو أحد الآباء بالتغذية في سنوات عمره وأدى ذلك لانتقال المرض عبر الجينات لذريته مما يفسر فقر الدم الوراثي والسكر وكما هائلاً من الأمراض
الأغرب من ذلك أن التساؤل كان يدور حول انتقال الصفات الشخصية والاضطرابات النفسية ، وهو أمر معقد وأقل تحديداً وليس مقيسا بصورة مادية بشكل جلي .
ولكن حدث أن تم ذلك في دراسة على الأمهات اللواتي كن حوامل في مركز التجارة العالمي عند ضرب الأبراج بالطائرات في احداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث أفرزت أجسامهن نتيجة للتوتر كمية هائلة من الأدرينالين وهو هرمون يفرز عند قمة التوتر في الجسم البشري ،
ولوحظ في ابنائهن ارتفاع نسبة الأدرينالين في الأحوال العادية عن المعتاد ، مما يدل على أن الحالة النفسية للشخص تنتقل عبر الجينات وهذا يفسر الكثير من القضايا التي كثر الجدل حولها.
أمر آخر مهم وهو أن هذا الانتقال أثبتت الدراسات أنه لا يتم في أي وقت بل إن هناك أوقاتا معينة في العمر إذا تم التخصيب فيها فإن الصفات تنتقل وتم توثيق ذلك في دراسة علمية برسوم بيانية لايرقى إليها الشك.

ومن خلال هذا الدراسة يمكننا أن نحلل الكثير من الظواهر التي تقع ويحار العلم في تفسيرها ،كما يمكننا فهم جوانب من الحكمة لبعض النصوص الشرعية النبوية.
كما انه يمكننا تحليل أمور مثل صعوبة تجاوز المجتمعات والأمم للمشكلات التي تواجهها ، ونغلق الباب نهائيا على خرافة الجين الذي يحمل في ذاته كل الصفات الجيدة ، وأن هذا الشعب أفضل من هذا ، وهذه السلالة أرقى من تلك.
إذ تعتبر هذه الدراسة بمثابة ضربة أخرى قوية للعنصريين وأنصار نظرية الجنس الراقي أو الجنس السيد أو الذين يرون بالتفضيل العنصري المنبني على أساس العرق ،
فالضربة الأولى كانت على يد العلماء الأنثروبولوجيين حيث نقضوا نظرية الجنس النقي وأنها ليست إلا خرافة، واستندوا إلى كم هائل من الدراسات العميقة، والملاحظات من أهمها أن من درسوا السلالة السامية وافترضوا اصلا واحدا لها لاحظوا أن أشكال جماجم عرب شرق الجزيرة العربية تشبه جماجم السكان الموجودين في الجهة المقابلة من القارة الهندية بينما أشكال جماجم عرب جنوبي الجزيرة العربية تشبه جماجم القبائل الأفريقية المتاخمة لها في ارض الحبشة وشرقي أفريقيا.

ونستطيع أن نفسر بهذه الدراسة أيضا ظواهر مثل استمرار العلم في عوائل معينة أو الشعر أو السياسة والمقدرة العسكرية
وعلى كل فالدراسة مهمة جداً وتعتبر كشفا علميا مهما في علوم الإنسانية، وهي على العموم تؤكد أن عليك عزيزي القارئ من اليوم أن تهتم بغذائك وصحتك النفسية والجسدية والعقلية من أجل أولادك وأولاد أولادك وأولاد اولاد أولادك وابحث كذلك عن شريك الحياة المناسب
.....مع تحيا ت: المفكر

3 Comments:

Blogger layal said...

اذكر مقال قرئته يذكر ان شقروات القارة الاروبيه والتي يعتبرهم الكثير رمز للجمال ليسوا سوا نتاج نقص للتغذيه الذي تعرض لها اجدادهم مما ادي لاختفاء نوع من الصبغيات

هذا ليس تحامل عليهم هي حقيقه :-)

٦:٥٩ ص  
Blogger Thamood said...

انا اول مرة ازور المدونة بس الموضوع رائع جدا تسلم يدك على الكتابة

٨:٣٩ ص  
Blogger المفكر said...

ثمود
أتشرف جدا بزيارتكم لمدونتي وأسعد بنقدكم وتعليقاتكم أيا كان محتواها ولقد زرت المدونة الخاصة بكم وأعجبني رقي موضوعاتها وروعة اختياراتها
وكما قيل ( قد عرفناك باختيارك مذ كان دليلا على الحصيف اختياره ) يسعدني تكرار الزيارة ولكم الشكر
layal
هذا ليس بمستبعد إذا ثبت علميا ،وقد وجدت بحوث تحمل محتوى قريبا من هذا لعلي أوردها إذا سنحت الفرصة ، وأشكرك جدا على المداخلة

٦:٤٧ م  

إرسال تعليق

<< Home