الثلاثاء، شعبان ١٩، ١٤٢٧

كيف سنوظف القوة النووية ؟


من أشد الأمور إيلاما التي أتذكرها بين الحين والآخر حال الدول العربية في سعيها إلى التسلح عن طريق دفع المليارات لشراء اسلحة صنعت في القرن الماضي ، وذلك طبعا لمواجهة العدو القريب أو الأخ الشرير لا العدو " البعبع" الذي لن يسلمك السم إلا ولديه الترياق
والسؤال اليوم هل يجدي التسلح العسكري بأي حال في مواجهة خطر خارجي من دولة عظمى ؟ بالطبع لا
فالدول المصنعة للأسلحة والتي استطاعت استنزاف أموال ومدخرات ودماء الشعوب المسكينة وثرواتها لبيع أسلحة لم تنطلق منها رصاصة وحتى لو انطلقت لما خلفت إلا الخراب والدمار، هذه الدول لم تكن لتغامر بتسليم هؤلاء الهمج – بنظرها- سلاحا لا تمتلك القضاء عليه بضغطة زر ، كما ذكرنا سابقا
ويشبه حالنا في جرينا وراء التسلح الموهوم حال من هدده فيضان عارم أو كارثة طبيعية فأمر رجاله وشعبه بشحذ السكاكين وبري السهام!!
إن الحل للدول العربية والدول الشرق أوسطية وجميع دول العالم الثالث يكمن في أمرين ،
أولهما أن تنصرف الدول العربية عن الهراء والعبث وتتجه مباشرة وبقوة إلى التطوير التكنولوجي والعلمي مع الحرص على ما يصاحبه من ثقافة علمية ووعي جماهيري بأسس النهضة. الحل الوحيد للخروج من مأزق الضعف هو العلم والعلم بصورته التقنية أي فرع التكنولوجيا بالتحديد ، ويتبع ذلك توظيف العلوم الاجتماعية لمصلحة المجتمع لتحقيق مطلب الثقافة العامة التي تتماشى وتدعم وتتفق مع العلمية المطلوبة. وثانيهما تعديل نظم الحكم أو " أساليب اتخاذ القرار" في بلدانها بحيث يستبعد الاستبداد نهائيا، ولا تصبح مصائر الشعوب في أيدي زمرة متنفذة أو بيد شخص واحد قد يعجز أو يضعف أو يتهور. لماذا لسبب رئيسي وهو أن المسلك العلمي الذي تنتهجه هذه الدول سيؤدي إلى امتلاك الدولة قوة هائلة لايصح بحال أن توضع تحت تصرف مستبد.
ولعل العالم رأى عندما وضع العلم في يد زمرة متسلطة وهي الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي كان العالم على اعتاب حرب عالمية طاحنة بدأها سباق تسلح مخيف أصبحت به الشعوب كنائم على برميل من البارود لايدري متى سينفجر.
وإن من اهم الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة الأمريكية تحارب امتلاك الدول الشرق أوسطية العربية وغير العربية والأفريقية والآسيوية للقوة النووية أن هذه الدول تسودها مناخات قابلة للاستبداد ، ولدى شعوبها قابلية للتعصب والسير في اتجاه واحد ، بل إن البنى والأنساق الثقافية السائدة تشجع مثل هذا السلوك ، ولا أوضح من مسألة العصبية القبلية والولاء للعشائر والقبائل الذي لم يزل موجودا حتى اليوم ، والمجازر العرقية التي تحدث بصورة مريعة فمليون انسان في راوندا ونصف مليون في دارفور ومئات الآلاف في مصر إبان حركة الإخوان ، وكذا في العراق أثناء أزمة الأكراد ، أرقام كبيرة ومخيفة تدل على أن الوحشية والهمجية ممكن في لحظة أن تحيل الحياة إلى دمار.
ولهذا حرصت على أن تكبل القوة النووية في باكستان التي استطاعت النفاذ من الشبكة ، بالدعم العسكري والتقني للهند وهي دولة ديموقراطية صديقة وحرصت على أبقاء الخلافات حية للوصول لتوازن قوى يضعف المجموع ويمكن كبحه بخيارات متعددة.
ولهذا أيضا تعارض وبشكل متعصب مسألة امتلاك إيران للقوة النووية لأن التوجه الإسلامي الواضح والمؤثر والمسيطر يهدد بإحباط كل المشروعات الأمريكية في المنطقة ويمكن أن يكون محوراً لقوة إسلامية عظمى تتمركز حول القلب النووي المتقدم .والتي ستصبح بوجود مليار مسلم في العالم خطرا مخيفا ، خاصة وأن للمسلمين ديونا كثيرة وحسابات قديمة لم تصف بعد ولن تصفى إلا في ظل تغيير في توازن القوى والذي يراهن عليه النوويون الإسلاميون.
والحق أن أمريكا – سياسا- لديها ما يبرر قلقها بالرغم من قدرتها العسكرية والاستخباراتية الفائقة، فتركيز هذه الدول على القوة النووية العسكرية في ظل إهمالها لشعوبها وانعدام تقديمها للهدف النووي ضمن منظومة للرقي والتقدم والتطوير الشامل للمجتمع يشكك في نواياها تجاه شعوبها أولا ، وتجاه التوازن الحالي الذي تسيطر عليه أمريكا ثانيا.كما أنها لا تمتلك الرؤية الكافية تقنيا وعلميا واستراتيجيا لمعرفة أثر استخدام القوة النووية في أي نزاع عسكري. مما يعيدنا لنقطة العلم والتكنولوجيا والتقنية.فمتى نمتلك قنبلة العلم.

3 Comments:

Anonymous غير معرف said...

ماذا فعلت القوة العسكرية للاتحاد السوفيتي امام انهيار بنية المجتمع الفكرية
ايظا ماذا ستفعل للدول المتخلفة عن ركب الحضارة سوى صرف امكانات ومقدرات الشعوب امام عدو وهمي والحقيقة ان التخلف هو العدو وان بناء الانسان واحترام ادميتة هي الاولوية لقتل العدو الذي يكبر بيننا مولودا من رحم الجهل والفقر والذل انا مع ما تطرحة تماما ولكن تظل امريكا غير مهتمة بشيىء سوى مصالحها واهمها سيطرتها على الشرق الاوسط او خلقة بالشكل الذي تريد
تحياتي

١٠:١٨ ص  
Blogger شغف said...

اممممم
تحليل جيد لنكبة العالم العربي و الاسلامي

و إن كان من رأيي أن المسألة بيكون فيه ناس متكسبين من وراها ، و همه عارفين ان الأسلحة دي لا هاتودي و لا هاتجيب

١٢:٣٥ ص  
Blogger المفكر said...

اها .. ونعود لمسألة تغيير الحكومات الطويلة والمريرة.
برأيي أن هناك حلا غير تغيير الأنظمة الحاكمة ، الا وهو تدويل القضايا ، مع ما تحمله هذه الكلمة من خطورة على الشأن الوطني والقومي، فلو وجد الوعي الشعبي المتمثل في عدد معقول من المثقفين القادرين على طرح وإدارة القضية دوليا وعلى مسامع العالم بدون أن تتجاذبنا المصالح الإقليمية والدولية فإن تغييرا سيحدث ولا شك ، هل توافقونني

٢:٠٦ م  

إرسال تعليق

<< Home