الثلاثاء، جمادى الآخرة ٢٩، ١٤٢٧

مسابقة تداول الأفكار - أفكار حرة

من أهم الملاحظات على الأفكار التي تتداول اليوم في مجتمعاتنا أنها :-

1- مستوردة بالدرجة الأولى ، وبالتالي فهي لا تعبر بدقة عن حاجات ومتطلبات البيئة التي نعيشها، بل إن بعض الأفكار ليس لها مبرر وجود لدينا أصلا. لأنها ظهرت كحاجة لدى الغير، وبالتالي فإن تطبيقها مضيعة للوقت والجهد.ولن يستطيع أحد أن يحل مشاكلنا بنجاح إلا نحن عندما نفهم أنفسنا.

2- من الملاحظ كذلك ضحالة الفكر والمعلومات اللازمة للتفكير لدى فئة الشباب ونحن للأسف منهم . وضعف المقدرة على التفكير ، وهذا ليس بسبب قصور جيني أو حسي ، بل الكفاءات موجودة وبأعلى مستوى ولكن، بسبب إهمال التفكير وعدم مواصلته مما أفرز قصورا ً في هذا الجانب الحيوي المهم.

3- وسائل الإعلام في عصر العولمة تحاول التسويق لأنماط رائجة بحد ذاتها ، وتحاول حمل الفرد على أن ينتهج سلوكا معينا أو أن توهمه بأن لديه مشكلة ما حتى يشتري المنتج المحدد من قبلهم ويقبل المعلنون على هذه القناة أو تلك ، وليس من صالح الشركات المصنعة أن تصنع لكل إنسان ما يلائمه ، فهذه عملية مكلفة جدا ، ولكنها تسوق حسب الفئة الغالبة وتقنع الباقين بالشراء . لذلك فإنها لا تشجع الحلول المبتكرة من قبل المستهلك ولا تشجع أي سلوك يمكن أن يؤثر على الشراء أو يبطئ عدادات الربح.

4- الترفيه اليوم ترفيه سلبي ، يقوم على تفريغ الطاقة بشكل غالبا ما يكون غير مدروس ، أو أنه لا يحقق أقصى استفادة من المواهب والقدرات ، ولا يراعي مستقبل الفرد. والتكامل بين مواهبه ومستقبله الوظيفي؛ وما يصرفه من وقت الآن . ونظن أن التفكير مجرد التفكير سيساعد في حل هذه المشكلة.

الفكرة هي:

لماذا لا نشغل جو الشباب بالتفكير ، كأسلوب من أساليب الترفيه ؟

بنظرة أولى متعجلة سينظر إلى هذا أنه مستحيل
ولكن خذوا هذه الفكرة .

في منتجع أو قاعة أو مخيم أو مركز أو شاطئ أو مكان عام في سوق ، أو مسرح
مكان هادئ ومقاعد مريحة للجلوس
مع شاشة اليكترونية كبيرة في مواجهة الحضور
كل مشترك يدخل يدفع رسما مقداره عشرة ريالات " مثلا" ،
" وذلك حتى نسدد إيجار القاعة وتكاليف العرض والخدمات!!"

يأخذ مقعداً ولديه كارت به اسمه المستعار أو رمزه
إنها مسابقة
أجل ولكن من نوع مختلف
مسابقة في تداول الأفكار
ومن يأتي بالأفكار
يحصل على المال
نقداً

توضع المبالغ في رصيده،المسجل باسمه المستعار على الشاشة
وتعرض الأفكار كذلك على الشاشة
كل فكرة بعشرة ريالات
اتصلوا
الرسالة بريال
والمكالمة بخمسة ريالات
والفكرة بعشرة
ولكن تذكروا : ، فكرة ، عملية " قابلة للتطبيق"، جديدة " أو تطوير وتحسين لفكرة موجودة"

هناك لجنة تحكيم من واسعي الاطلاع وأصحاب الثقافة ، والتفكير المنطقي، وقراراتهم مدعومة بالقبول.

المسابقة تبدأ بأن تلقى فكرة .عملية ، قابلة للتطبيق، جديدة( إذا لم يوجد مثيل لها قائم طبعاً )، من أحد المشتركين
سيسجل في رصيده مبلغ العشرة ريالات مباشرة والذي سيقبضه عند انتهاء الجلسة
نقدا
كل من يأتي بفكرة يسترد ماله
ثم يبدأ في المضاعفة وزيادة رصيده
وكل من يأتي بفكرة تجتمع فيها الشروط يضيف لرصيده
لن يتوقع من القاعة إلا وستكون خلية تفكير
وسيقوم الأشخاص بالاجتهاد لتوليد أفكار
في مراحل متقدمة ستتداخل وتتعقد الأفكار
المسابقة تحتاج لتركيز شديد من لجنة التحكيم
وسيضطرون للاستعانة بمتخصصين لمعرفة الأفكار العملية والقابلة للتطبيق
المشكلة في بعض الأفكار التي تحتاج لفترة لكي يشرحها صاحبها
أو تحتاج لشرح أو رسم
يمكن أن يجعل لها قسم خاص أو يوم محدد او تسلم في صورة رسم توضيحي
أو أن يخصص لأفكار مجال معين يوم معين
وقد يرى المنظمون أن يحدد وقت لكل متسابق ليشرح فكرته ، وهو يقدر إن لم يمكنه ذلك فليتراجع،وإلا سيخطفها آخر

يمكن استخدام رسائل الجوال في مسابقات اليوم التي يشارك بها أناس من خارج القاعة أو مسابقات الرعاة الرسميين
وتتفق إدارة المشروع مع شركة اتصالات محلية على اقتسام العوائد.
ولو نقلت المسابقة على التلفزيون الرسمي فستتضاعف أعداد المفكرين في البيوت، بدل متابعة ما تعرفون" فلان نائم ومتلحف ببطانية، وفلانة تتمرن ، وفلان يغسل وجهه ، وفلانة تتلصص على فلانة"

هناك رعاة رسميون" شركات ومؤسسات" يقومون بدفع كل هذه المبالغ في نهاية الجلسة
نظير أن تعرض إحدى مشاكلهم البيعية أو التسويقية على العامة، كمسابقة اليوم ، ومن يأتي بأفضل حل ابتكاري يستحق (,،،،،) بالمائة من المبلغ المودع في رصيد الجلسة والباقي لدفع التكاليف الأخرى.
تماما مثل مسابقات رسم الشعارات

لو كان هناك اعتماد مباشر من مكتب تسجيل براءات الاختراع للأفكار التي تلقى بحيث يستفيد منها أصحابها وقد يكون ذلك بشرط أن تكون هناك نسبة من العائد للمشروع
" طبعاً ليست الأفكار التي وضعت لحل مشاكل الداعمين والرعاة ، لأنهم لو سمعوا أن هناك مطالبات مالية على الأفكار فلن يرضى مستشاروهم القانونيون بالرعاية أصلا، ولن يدخلوا في مساومات مع الناس"

مشكلة دفع المبالغ قد يبدو للبعض أنها معضلة ولكنها محلولة بعدة أمور
1- الرعاة والداعمون
2- نسبة شركات الاتصالات من الرسائل والمكالمات لاحظ أن نسبة لا تقل عن خمسين بالمائة من المكالمات ستكون أفكار مكررة، وسيطيل المتصل للجدل ، وربما ستكون هناك خدمة الـ( 700) المتوحشة
3- المبالغ التي يدفعها الشخص كرسم دخول.
4- الدعم الحكومي الذي لو وجد لانطلق المشروع."- الرئاسة العامة لرعاية الشباب ، وزارة التربية والتعليم. وزارة الثقافة والإعلام....الخ "
5- شراء القنوات والتلفزيونات لحقوق البث الحصرية
6- المعلنون الذين سيعلنون في خلفية قاعة المسابقة. وعلى مداخلها.وعلى مطبوعاتها
7- حقوق النشر ، وعوائد بيع الكتب التي ستباع وتحتوي ملخص لأفكار المشروع.

لو جعل لكل يوم مجال أو أسبوع مثلا الأسبوع التربوي تناقش فيه فقط الأفكار التربوية ، الأسبوع السياسي لمناقشة فقط الأفكار السياسية ، سيكون ثورة حقيقية، فالمسؤولون والكبار، وصناع القرار سيهتمون بالمشروع لأنهم سيعرفون اتجاهات الشارع ، وسيتجاوزون إشكالات أو مشاكل عويصة لم تخطر لهم حلولها على بال في مجالهم، وسيكون فرصة للمسؤولين الأقل رتبة لإبراز مكانتهم واضطلاعهم في الحكم على الأفكار في هذا الباب وبروزهم لوسائل الإعلام كأفضل أصحاب تخصص ومحكمين. وكذلك فرصة لأصحاب المواهب المتميزة في مجال معين ليظهروا تحت الأضواء ويراهم المسؤولون ومن بيدهم دعم أفكارهم النيرة.

الجدل العنيف واختلاف وجهات النظر ، وصرامة المحكمين ، وتنافس الذين يريدون تحقيق أكبر مبلغ مادي
لن يكون مفسداً للبرنامج بل سيكون من أهم صور الإثارة.

وستكون مداولات الجلسات مادة دسمة بشكل هائل للكتاب الصحفيين وفرصة لطرح قضايا للنقاش ، فهذا الكاتب يتحدث عن فكرة الأخ فلان ودورها في تجاوز المشكلة الوطنية الفلانية.
وآخر يتحدث عن اتجاهات التقليد لأنماط أخرى في حل المشكلات ،
وثالث يناقش أسباب قلة الأفكار السياسية في مجتمعنا ،
ورابع يتحدث عن الغموض لدى الشباب عند الحديث عن مشكلات تصف روحه ووجدانه .

يمكن أن يغير المعدون المبالغ المرصودة عن السؤال بناء على تجربة المشروع في بيئة اختبارية قبل إطلاقه

يمكن أن يكون هناك وسيلة للخروج ، حيث يخرج المتسابق الذي مضى على بقائه أكثر من (،،،،) دقيقة ولم يأت بفكرة . ويحسم من مبلغه مقدار الثلث أو الربع أو النصف او كذا وكذا. أو يبدأ العد التنازلي من آخر فكره له بمقدار الوقت الذي بدأ فيه من أول الجلسة وإذا وصل للصفر فإنه يخصم منه قيمة سؤال وهكذا ،
أو يستخدم معدو المسابقة أي تقنية أخرى لزيادة حماس اللاعبين أولاً، ولإنقاص مبالغهم المتضخمة ثانياً ،والمعذرة على" ثانيا "هذه ، لكن حتى ينجح المشروع ، فهناك في المجتمع أذكياء دواهي .

يمكن أن يكون هناك إضافة للرصيد ، بأن يدعم متسابق متسابقاً آخر بحيث تستطيع فرق ومجموعات متحدة الفوز والبقاء

لو كانت المسابقة سنوية وطنية تقام في الإجازات، فستكون هناك نقلة فكرية في المجتمع.

لو يستشار متخصصون في إعداد المسابقات ، وخبراء في التسويق " بشرط أن يكونوا ممن لهم أعمال ناجحة، وإسهامات هائلة "لا أن يكونوا من شاغلي الكراسي فقط، أو الذين يعملون في شركة ناجحة وتتنامى أرباحها من قبل أن يولدوا!!"

ما الذي سيبقي المشروع ناجحا
1- أنه ينطلق من حاجات الإنسان الأساسية ويلبي احتياجاته الدائمة ، الرغبة في كسب المال، التفكير واستمرارية الفكر، نشاط بدون تعب عضلي أفعله وأنا جالس، نشاط فيه إثارة وغموض واكتشاف، نشاط فيه تنافس ومغالبة والتنافس بحد ذاته عامل مهم خاصة بالنسبة للشباب، والبدء فيه من الصفر والمكسب مضمون ، ليس هناك غرامة على المشترك، أو الكلفة منخفضة جدا،
2- أنه يخدم كافة الأهداف التنموية والوطنية لكل شرائح المجتمع وقياداته ومنظريه.
3- أن فيه إشراكا ضمنيا للمواطن والعامل والمجتمع في النهضة وصنع القرار.
4- أنه يحظى بدعم المثقفين والعامة على السواء، وليس هناك من خلاف على فائدته.
5- أنه يحقق أهداف تسويقية للقائمين عليه وأهداف ربحية مضمونة للمستثمرين فيه.

المشروع يحتاج لصقل ،وهو من أساليب تطوير المجتمع ،عدا انه يدعو ضمنيا لإقرار ثقافة الحوار، والتداول، ويزيل الحواجز بين فئات المجتمع، ويسمح بالمشاركة الفكرية.
فبمجرد أن أقبل فكرة معقولة من غير متخصص في نفس المجال، فقط لأنها معقولة توصلت للمعايير العلمية أو التخصصية ، فأنا بذلك قد خرجت من عزلتي الفكرية و نزلت من برجي العاجي. ورضيت بالمشاركة مع المجتمع في تخصصي الذي أنا من مقدمة من يتحدث باسمه، ووافقت على ذلك
نعم يتوقع من بعض المثقفين والمتخصصين أن يمارسوا إرهاباً فكرياً ويتوقع بشدة أن يحصل ذلك في الأسبوع الديني ، إذ سيقول أناس من البداية أن هذا بدعة.
وهنا على الإعلاميين الإسلاميين أن يبرزوا الصوت الآخر ، ويطرحوا القضية كمسألة للبحث ، وكموضوع للمناقشة بين علماء وأندادهم لا على أنه هرطقات عوام , وعبث جهلة بالدين، لا فهم لهم ولا تمييز.
وهنا يمكن استثمار الهجمة ضد المشروع ، له

وعلى كل فأتوقع أن المشروع لو وضع بشكل مدروس ومضبوط ، سيقوم به التجار والمسوقون ، أفضل من أي جهة ، فلا شخص واقعي في عصرنا مثلهم ، وهم الذين يملكون الدافعية . والعزم إذ المال هو المحرك لهم . ولو بدأ المشروع بهؤلاء ، بمساندة مفكرين ، وفنانين . وتربويين، هذه الأصناف الثلاثة بالتحديد ، فسنقوم بنقلة فكرية خارقة لمصلحة مجتمعنا وربما أمتنا
.. ولكم أجمل تحياتي ..


فكرة : المفكر الحر

2 Comments:

Blogger Thamood said...

فكرة رائعة جدا وتعتمد على العصف الذهني وهي جميلة جدا.

بالنسبة للتطبيق اتمنى حتى ان نراها تطبق فهي بحق ستحدث فرقا وتجعل الناس تبدأ في التفكير.

بقي مشكلة الدعم.

لكن يمكن مثلا ان تطرح شكرة ما مشكلة تسويقية تريد الخروج منها او شركة اخرى مشكلة تتعلق بقسم ما وتعلن عن مسابقة لجمع الافكار والفكرة الفائزة تفوز طبعا مع حقوق الفكرة التي يجب ان تعود بنسبة معينة للفائز وانترك ذلك للمحامين.

اظن اننا لو بدأنا في تطبيق هذه الفكرة بصورة مصغرة مثلا في شلل الشباب ومن ثم في العائلة وهكذا وكل يطرح فكرة كل نهاية أسبوع ويتم المناقشة سيكون امر جميلا وقد يصل بعد ذلك إلى مرحلة التطبيق الوطني.

اشكرك على هذه الفكرة الرائعة

١٠:٣٠ ص  
Blogger المفكر said...

أعتقد أننا بحاجة إلى بعض من يحملون صفة مستشار لبعض الجهات المهتمة والقادرة

١:٤٦ م  

إرسال تعليق

<< Home