الاثنين، جمادى الآخرة ٢١، ١٤٢٧

الرد على من قال الإسلام دين عنصري - الإسلام والمساواة

تناول هذه المسألة أيسر من تناول المسألة المتعلقة بموضوع الرق، وكذلك من قضية المساواة بين الرجل والمرأة ، وذلك لتوافر النصوص التي تؤكد على المساواة التامة بين بني البشر وإنما يظهر الإشكال في فهم بعض النصوص التي يساء فهمها أو يختلف في دلالتها،والتي يظهر فيها تفضيل لقوم على قوم أو لعرق على آخر ، فهناك نصوص رفضت التفضيل على أساس العرق أو اللون أو الجنس ،" الناس سواسية كأسنان المشط ،" فذكر الناس ولم يقل المسلمين ، ونصوص مثل" لا فضل لأبيض على أحمر إلا بالتقوى" ،" إسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد حبشي....ـ" الأحاديث"،
إضافة إلى أن الجانب السلوكي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان يؤكد على هذه المفاهيم ويشرحها عملياً إلا أنه لا يمكن إيراده كنصوص وشواهد لأنه ربما يعكس التفضيل الشخصي ومطلق الفعل الخاص بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن يمكن لمواقف قوية الدلالة مثل موقف أبي ذر من بلال حين قال له ياابن السوداء" مع أنه ليس الموقف الوحيد لبلال وليس الصحابي الوحيد الذي يقول له كلمة مشابهة : انظر مثلا حوادث غزوة بدر" وقد رد النبي على أبي ذر في هذا الموقف بأن قال له إنك امرؤ فيك جاهلية، مما يدل على أن الإسلام يرفض النزعة العنصرية أو العرقية في التعامل بين بنيه ، وإنما الأساس التقوى وكذلك في موقف رائع لعمر بن الخطاب في صحيح مسلم لما قدم عليه واليه على مكة فقال له من وليت على أهل الوادي فقال ابن أبزى قال ومن ابن أبزى قال مولى من موالينا قال أوليت على أهل الوادي عبدا ، قال إنه قارئ للقرآن وعالم بالسنن، فقال عمر إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين،ومع أن الرق لا يستلزم المخالفة العرقية ولكن ما جرت به العادة ألا يسترق الرجل في قومه فيمكن من خلال هذا الموقف أن نستشف أن المناصب لم تكن حكراً على عرق معين ، ومع أن عمر رضي الله عنه يفاجئنا بموقف آخر غامض إلا أننا نجد له فيه أعذارا كثيرة قد يستطيع أي واحد من ا ان يكتشفها من سياق القصة ، فهذا سلمان الفارسي يسأل عمر بعد وفاة النبي و- كان عمر خليفة آنذاك - عن رأيه فيه ، فمدحه عمر مدحا عظيما وأثنى عليه وأظهر له الحب ، فقال له فزوجني ابنتك ، فتراجع عمر وتململ وقال هلا رجل من بني فلان أوبني فلان " في إشارة واضحة لمسألة النسب وقد تكون العرق إذ هما متلازمتان" فذهب أناس إلى سلمان بعد أن انفض المجلس ليكلموه ألا يحرج عمر في أن يزوجه ابنته فقال لهم ، إنما هو رجل صالح فأحببت أن يكون بيني وبينه نسمة صالحة. والقصة في سيرتيهما رضي الله عنهما لمن أراد النص الأصلي .وعلى كلٍ فعمر أكد على القواعد التي أرساها النبي صلى الله عليه وسلم ، ويجب علينا في حال ورود نصوص تختلف مع الأصل أن نعرف التأويل في ذلك، وبرايي أن هو المراد من علمائنا اليوم، بدل صرف أوقاتهم في تخطئة ذاك وتبديع هذا ، أو منع هذا الكتاب ، أو تجهيل ذاك لأنه نشر القصص الخافية من تراثنا، أو الإفتاء في كاميرات الجوال وكل جهاز جديد يظهر وينتشر بصورة محزنة ومخجلة.فنصوص مثل بعض الأحاديث التي وردت في تفضيل قبائل معينة على أخرى : إن كثيرا من .... و ...... خيرا من كثير من .......و........الحديث صحيح في صحيح الجامع ، وفي هذا الحديث دليل على أن بعض القبائل كانت ذات تفضيل لدى النبي عن بعض . وحديث" إ ن من شر رقيقكم السودان فإنهم إذا جاعوا سرقوا وإذا شبعوا زنوا، "وهذا الحديث وإن كانت كل طرقه ضعيفة فإنه بمجموع طرقه يرقى للحسن لغيره كما قال بعض اهل العلم بالحديث،,وهو حديث إن صح فيدل على أن بعض الألوان موسومة ببعض الصفات وأن هناك تفريق بين في هذا الباب، وأحاديث تفضيل قريش، وأن لهم مكانة خاصة عند الله ، "ولو علمت قريش مالصالحيها عند الله لأتكلت"، وحديث" قدموا قريشاً ولا تَقَدموها"،" وإن للرجل من قريش عقل الرجلين من غيرها"، وأحاديث تفضيل العرب على غيرهم في الديانة والفهم وفي جميع الصفات، إلى غير هذا من النصوص التي تؤكد على العنصر والدم والعرق والمحتد .وابتداء فكل هذه النصوص يجب تأويلها لأمرين:ـاولهما ، أنها تعارض الأصول المتفق عليها من المساواة بين الناس ، وأن الأفضلية بالتقوىثانيهما ، أنه بالتجربة فقد ثبت ما يخالفها وما يثبت غير ما يفهم من ظاهرهاوقد تؤول بأنها كمثل حديث تأبير النخل عندما سأل الصحابة الرسول عن تأبير النخل فقال لا تؤبروه فلما تركوا تأبيره خرج يابساً فقال لهم أنتم أعلم بأمور دنياكم.أو تؤول بأنها إخبار عن حوادث ستقع في فترة ما لظروف ما ولكنها ليست تعميما ، وعموما فلكل نص ما يحتمله من التأويل والتفسير على أن يتم ذلك بيد أهل الاختصاص والعلم من العلماء والمطلعين المعتدلين، ولي ولكم بعد ذلك التساؤل والنقد والتفكير الحر

3 Comments:

Blogger layal said...

بذكرك التفكير الحر والتساؤل
بيدي هذه الايام كتاب اثار لدي الكثير من علامات الاستفهام وهو يحوي بعض ما ذكرت في سياق كلامك من احاديث
يتكلم عن الفوارق بين طائفتين من المسلمين -وان كنت لا ابحث عن عثرات الغير ولكن لابد من التساؤل والبحث عن ما يجمعنا وعن ما يخلفنا فبه يمكننا المقارنه والاستدلال علي الطريق

١٠:٠٤ ص  
Blogger المفكر said...

أعتقد تاييدا لرايك أننا مضطرون لذلك ، فزمن التغاضي عن الصغائر قد ولى ، ومما يؤسف له أن بعض المنتسبين للدين يحاولون الدعوة للإسلام ويخفون بعض النقاط محل التساؤل والتي يمكن أن تتحول لمشاكل ، برأيي أن المفروض البدء بهذه النقاط إذا أردنا بناء قويا متينا للدين في قلوب الناس لا الهروب منها

٩:٣٣ م  
Anonymous غير معرف said...

الاسلام ليس دين عنصرية و انما هو دين المحبة و الرحمة.

ومن يقوا ان الاسلام دين عنصرية فهو كاره له و ليس من المسلمين و هده افكار الماحدين و المستشرقين.

و الحل الوحيد لدولة قوية دون خلاف و لا نزاع هو التمسك بالاسلام على كتاب الله و سنة رسوله.

و الله عز و جل يقول ان تنصرو الله ينصركم.

هدا هو الحل نصرة الله باتباع اوامره و اجتناب نواهيه.و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

٦:٢٣ م  

إرسال تعليق

<< Home