الجمعة، يوليو ١٤، ٢٠٠٦

الحضارة الإسلامية هل هي سلفية؟ - نقد الفكر السلفي 5

الحضارة الإسلامية هل هي سلفية؟

عندما نريد الحديث عن الحضارة الإسلامية ، نرى أننا نضيف كل الانتاجات البشرية للمسلمين ومن عاش في المحيط الإسلامي ، بل حتى لبعض من يعتبرون منحرفين عن المنهج المرتضى, وعندما تتكلم عن الخيرية أراك تجعلها عامة في جميع الجوانب ، ومعبرة عن التي هي اقوم ، في السلوك والعبادة والحياة والسياسة والاقتصاد والأسرة وكل جوانب الحياة.لفئة معينة هي أتباع المنهج السلفي ، فهل هذا واقع ؟
لاشك أن قصد الشارع الحكيم خيرية من نوع خاص هي الخيرية في جانب الإيمان ولاشك أن الأمور المتغيرة لا يحكم عليها بمعيار آني
.

أحبار سوء

إن مصادرة الآخر عقله وفكره وإسهاماته هي أهم ملمح يسهم في تقويض الحضارة الأمريكية اليوم ويوجد المقاومة لها، ويتحمل ذلك في كل امة وجيل الملوك وأحبار سوء ورهبانها،كما قال ابن المبارك
وهل افسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها
ومع أنه بذاته يمثل هذه الفئة، العلماء والزهاد إلا انه وضع يديه على مكمن الداء، فهل استفادت الأمة من هذه الإشارة التحذيرية التي ارسلت قبل أكثر من ألف عام ؟!!.
لا يمكن أن تقوم حضارة أو نهضة مالم يحصل أصحاب الفكر على المساواة والحرية ، ثم تبقى القداسة للدستور الذي يعبر عن القيم الأساسية للأمة والذي هو في حالة العالم الإسلامي الإسلام.، فيبقى معلم هداية للجميع ولكن لايحتكره أو يحتكر النطق باسمه أحد.
أحبار سوء أقفلوا باب الاجتهاد من القرن الرابع واكتشفوا أنهم أخطأوا ففتحوه ، والمشكلة أنهم لم ينتبهوا إلى ان العالم المسلم سوف يتكلم وهو فاقد لحوالي خمسة قرون من تراث النظر والتأمل والاستنباط والتعديل ، تراث الفقه والتحسين في العقل والصقل.
إذن فالحاجة ليست إلى فتح باب الاجتهاد على مصراعيه فقط ، بل أيضاً إلى البحث عن الفرص الضائعة التي فاتت أيام كان مغلقاً.
وكل دارس لفلسفة الحضارات وتاريخها يعلم أن العقل الحاضر للأمة ومستوى القضايا التي تعتمل في عقول وأذهان مفكريها لهو نتاج سلسلة المناقشات والمحاورات والحراك الثقافي والفكري الذي حصل فيها على مدى القرون .

يتبع...