الجمعة، جمادى الآخرة ١٨، ١٤٢٧

حلم الدولة الإسلامية - أفكار حرة - نقد الفكر السلفي 7


حلم الدولة الإسلامية

هل هناك طريقة لتطبيق الحكم الإسلامي بدون سيطرة مذهب على بقية المذاهب، فأي مذهب مهما بلغ من التنقيح والتحسين على أيدي طلبته لا يحمل كل الحق ، ولايمكن لأحد أن يزعم ذلك الزعم
وحيث أن إرغام الناس على اعتناق مذهب معين هو حمل لهم على الخطأ وفق ما يعتقدون وما يفتيهم به علماؤهم فإن هناك قواعد أساسية تقوم عليها فكرة الدولة الإسلامية وهي :
- أن الدين الإسلامي هو دستور الدولة وأن كل الأحكام يجب ان تتوافق مع أصوله وقواعده وأحكامه
- ان المذاهب فيها خطأو صواب وأنه ليس من وسيلة للحكم بصحة قول في مقابل آخر طالما ان الحكم مبني على خلفية تتبنى مذهباً بالأساس ، فيجب ابتداء اعتبار المذاهب جهوداً إسلامية تأخذ من الأصلين وتجتهد في الوصول للحق.
حسنا... ستظهر لدينا مشكلة في المذاهب الفقهية والمذاهب العقدية المختلفة إذ هناك تباين واختلاف في كل مذهب عن الآخر.
هناك أحكام ثابتة يجب ان تعمم على كل أفراد الشعب لأنه بدون وحدتها ستخل بالنظام .
سيكون هناك انتخابات لاختيار المذهب الذي تسري أحكامه في منطقة ما بين البالغين الذين تتوفر فيهم شروط الانتخاب من اهل المنطقة
تجرى الانتخابات في كل منطقة بين المذاهب المدرجة والتي تلتزم السلطات بمراعاتها في المنطقة والحكم بناء عليها في حال فوزها، يجب ابتداء النظر إلى المذاهب كنظم للنظر في الشريعة ، ويتم اعتماد المذهب بالأمور التالية:
1- أن يكون له رأي في جميع المسائل الفقهية التي تكون الفقه الإسلامي ويجمعها في مؤلف مطبوع.
2- أن يجمع أصوله وقواعد الاستنباط والاستدلال فيه في مؤلف خاص ومطبوع
3- أن توضع فتاويه ومسائله في شكل قانون، بحيث يقنن كامل المذهب على كافة جزئيات الأنظمة المعمول بها، ويفصل برأي متوافق مع أصوله وقواعده في الأنظمة المستجدة في مدة أقصاها(___) من تاريخ مخاطبته بها كمسألة جديدة.
4- أن يكون له ثبت بالفقهاء الذين يتبنونه على ان لا يقل عددهم عن 3 لكل ألف مواطن في المنطقة.
5- أن يكون له مطبوعة دورية ينشر فيها ما يستجد من فتاويه ومناقشاته وخططه وتفسيراته وبرامجه وتقنيناته.
لا يشترط في المذهب ان يتوافق مع أي نظام آخر، ويشترط أن يكون لديه تكييف فقهي لأحكام الدستور العامة التي تشترك فيها جميع المناطق وتقر على كل أفراد الدولة، حتى وإن كان هذا التكييف، باعتبارها ضرورة طاعة لولي الأمر.

يشترط لجميع المذاهب التي تريد إدراج نفسها كحزب يصوت عليه في الدولة الإسلامية هذه الشروط، ، ولايشترط في رموز المذهب أي شروط شخصية سوى ان يكون مسلماً بالهوية. وبهذا يمكن لأي شخص مسلم أن يؤسس مذهباً على هذه الشروط حتى وإن كان علماني النزعة، أي يبني الأحكام الشرعية كلها على حديث انتم أعلم بأمور دنياكم. مادام يعرض كل الأحكام في نظام متسق ومتكامل.

يجري التصويت في جميع المناطق ويمكن أن يفوز المذهب في منطقة ما فتكون أحكامه هي المعمول بها نظاما في تلك المنطقة مع بقاء الأحكام الشاملة التي أقرت لحفظ النظام ولاتحتمل التباين بين أبناء القطر الواحد على حالها.

وعليه فيمكن أن يكون المذهب المعمول به في القضايا الخاصة هو المذهب المالكي في منطقة الجنوب بينما هو المذهب الحنبلي في المنطقة الوسطى ، وقد يكون كشف الوجه للمرأة جائزاً في منطقة ، وغير جائز في منطقة أخرى بناء على المذهب المنتخب.

ولا يتصور كم سيؤدي هذا إلى انتشار الثقافة الإسلامية والقانونية والفقهية في المجتمع، وإلى الوعي والمشاركة في القرار.

هناك لجنة عليا تتكون من علماء مجتهدين والقانونيين وهم مجلس الشورى الأكبر مهمتهم النظر في القضايا الكبرى التي لايحتمل تعدد وجهات نظر الشعب فيها لعلاقتها بأمور سيادية أو بمسائل الوحدة الوطنية والحفاظ على مكتسبات الأمة، ويصدر البيانات والأحكام مفسرة، ومبررة وفق أصول وقواعد الشريعة واحكامها.

سيكون تطبيق هذه الفكرة متزامنا مع وجود كم هائل من المحامين والقانونيين الذين سيضمنون عدم استخدام القانون ضد مصلحة أو هدف الشارع. والذي سيضمنون استفادة الناس من القوانين وتحقق مصالحهم من خلالها.

10 Comments:

Blogger Қhawlằh said...

السلام عليكم,

لم أقرأ الموضوع بعد, عنوانه جذبني و سأقوم بقراته قريبا, فقط أريد أن أخبرك عن مشكلة تواجهني كلما أردت قراءة موضوع ما في مدونتك, ألا و هي الخط و الألون, تزغلل عيوني كل ما أحاول أقرأ..

مواضيعك رائعة و هادفة, و جدا منزعجة أني لا أستطيع المشاركة فيها بأريحية.

على كل لي عودة, فموضوعك هذا مهم بالنسبة لي.

بالتوفيق,

١٢:١٤ م  
Blogger ii said...

أنتظرت جوابك بشغف في موضوع
لماذا يتمرد البشر؟
!!!

١٢:٣٢ م  
Blogger المفكر said...

الآنسة خولة
بالنسبة لشكل المدونة فليست هذه اول ملاحظة وأعدك بتغيير ذلك ولني احتاج لمساعدة تقنية، ولمشورة فنية

وبالنسبة لموضوع الآنسة شغف
فالرد حاضر ولكني أعاني من طول التعليق فأخشى من مضايقة المدونة به وعلى كل فسأدونه تلبية لطلبك مع محاولة الاختصار

٥:٣٣ ص  
Blogger ii said...

:\

أسم جميل , أنسة شغف, لكن لا مشكلة اذا كنت سأسمع أعتراضك كاملاً

٢:٤٠ م  
Blogger Thamood said...

مفكر انا اختلف معك هنا.

فحسب وجهة نظرك انت تقول انه يمكن إعتماد مذهب ما مادام حصل مثلا على اغلبية الموافقة في المنطقة التي هو فيها والذي ارى انه يمكن ان يؤدي إلى كثير من اللغط واللغو بحيث توضع قوانين ومذاهب بحيث تخدم مصالحا معينة بحجة الدين.

ولا أظن اننا بحاجة إلى تطبيق مذهب معين في منطقة وتركه في منطقة فكل المذاهب تختلف عن بعضها إختلافات في أمور فرعية اما الاساسيات فهي متفق عليها.

وبدل إنتخاب مذهب لكل منطقة الامر الذي قد يحدث فوضى في بعض الاحيان:

فلو قلنا ان جريمة ما عقوبتها حسب المذهب الحنبلي هو القتل ولكن في المنطقة الاخرى عقوبتها هو السجن 5 سنوات لبحث كل منا عن ما يناسبه من مذاهب في مناطق معينة الامر الذي قد يحدث مشكلة.

وبدلا عن هذا الامر الذي قد يؤدي إلى فتنة طائفية اكبر بحيث تكون كل منطقة متعصبة لمذهبها ويبدأ كل في إنتقاد الاخر , لماذا لا يقوم مجمه فقهي جانع لكل المذاهب بحيث تخرج منه الفتاوى بعد المداولة والمناقشة و التصحيح بحيث تكون هناك مرجعية واحدة للمسلم بدل ان تكون لنا 10 مرجعيات مثلا و كل يبكي على ليلاه

في النهاية مقترحاتك جميلة وان كنت اختلف معك في هذه النقطة لكن الاختلاف لايعني انني عدو لك ولنتناقش

٤:٣٩ م  
Blogger المفكر said...

تماما ، لايفسد للود قضية، وأنا سعيد بالمثاقفة والأخذ والرد في هذه النقطة حتى نخرج برأي منقح

مسألة المرجعية

المرجعية النهائية هي للأصلين للكتاب والسنة وإنما هذه المذاهب هي مناهج للتفكير والاستنباط

مسألة الأحكام المتضاربة

ذكرت أن هناك مجلس أعلى أشبه بمجلس شورى الأمة او العلماء المجتهدين يخرج بآراء موحدة لكل الدولة في بعض القضايا التي لا يحتمل الخلاف فيها

مسألة الوحدة الوطنية


الغرض من المشروع هو السماح للناس بأخذ التعدد والتنوع في إطار الدين والتعرف على سماحة الشريعة بدل الارتماء في أحضان الغرب ، وإذا كان العلماء قد أجازوا الانتقال من مذهب لآخر فلماذا نضع القيود أمامهم في تطبيق المذهب الذي يريدون
أيضا هناك مناطق كاملة تؤيد مذاهب معينة كالحجاز والمنطقة الشرقية فما الفائدة من إلزامهم بمذهب لا يؤيدونه ويرون حسب علمائهم أنه خطأ
أيضا المذهب السائد وهو المذهب الذي يقوده علماء نجد يقوم على البحث والنظر في الفتاوى السابقة وإعادة تأهيلها حسب رؤية تتخذ الورع والتشديد والأخذ بالأحوط غالبا وهذا الأسلوب غير متفق عليه فهناك من يتبنى مذهب التيسير ، تظهر المشكلة في الخلاف، فعندما يتبنى قطاع حكومي مثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا المذهب فإنه يضيق على الناس جداً

فما رأيكم

٤:٥١ ص  
Blogger Thamood said...

انا بالنسبة لي اشوف انه إنشاء مجمع فقهي يجمع 3 او 5 علماء من كل مذهب بحيث يتم التصويت و النقاش على الامور الفقهية و الخروج بحكم واحد يناسب الكل.

وبعدين مش عارف انا مش حاب فكرة المذاهب لانه الاسلام دين و دين فقط مافي داعي نقسمه على حسب اراء و اهواء الفقهاء.

٨:٣٠ ص  
Blogger Қhawlằh said...

أنا ضد استخدام مذهب واحد و تعميمه,, الأصل الكتاب و السنة, و الأمور المختلف عليها يتم اجتماع علماء أكفاء "من مذاهب مختلفة" يدرسون الموضوع و يربطونه بالواقع ثم بعد ذلك يتم تقرير أي مذهب سنتبع في هذا الموضوع , فمن الممكن أن يتم الأخذ بالمذهب الحنبلي في أمور الزواج, و المذهب الشافعي في حق الحضانة, و الخ.. مع عدم تهميش أراء المذاهب الأخرى.

أما تصويت الشعب, فكنت معه لكن تذكرت أن المسألة مسألة تشريع و أحكام دين, و ليس كل الشعب متفقها في الدين ليصوت.. لذا أرى أن الأساس اختيار علماء متفتحين و معاصرين يعون تغيرات و متطلبات العصر و في ذات الوقت دارسين للأحكام الفقهية و متمكنين منها.

* مبارك الشكل الجديد, أوضح و أريح للعين, شكرا لك.

٥:١٦ م  
Blogger layal said...

أتمني ان نتبنى جميعا كمدونين كلمه واحده بتاريخ واحد نحدد فيه رأينا للعالم اجمع
اتمني ان ندون مدونه واحد بتاريخ 27/07/2006
كلنا كمدونين نكرر عباره واحده
كلنا مع لبنان وفلسطين ضد اسرائيل والمحتلين
بالعربي بالانجليزي المهم نسمع صوتنا للعالم
وان لم نستطيع حمل السلاح فالنحمل الكلمه
ارجو النشر -تحياتي للجميع

٦:٥٧ م  
Blogger المفكر said...

الأخ ثمود

بالنسبة لموضوع المذاهب فهي أمر واقع لا مفر منه وهي الشكل الأنسب لتقنين موضوع الخلاف بين العلماء ، وكل عالم عندما يفتي فإنه لابد أن يكون هناك مذهب صاغ فتواه بناء عليه حتى لو كان مذهبا هو مؤسسه ، فمثلا هناك فقهاء مذهب التيسير وهناك مذهب الاحتياط ولابد للعالم من منهج يسير عليه في الفتوى وتفسير النصوص وإلا لأصبح مجرد تخمين وآراء متناثرة وهذه أمور لا شك في جدواها حيث أنها تمثل فهوم عقلاء الناس واجتهاداتهم والنبي أقر اجتهادات الصحابة في غزوة الخندق مع أنهم اختلفوا في التطبيق، كما أن هناك مسألة مهمة وهي أن العالم إذا بلغ مرتبة الإجتهاد فلايجوز له أن يقلد عالما آخر

الأخت خولة

بالنسبة لموضوع الانتخابات فالناس لاينتخبون في اختيار الأحكام وإنما ينتخبون لمعرفة ما المذهب الذي يكون الأغلبية في هذه المنطقة ليراعى أن يكون هو المتبع في هذا الإقليم، والناس لايتبعون المذهب الفائز في الانتخابات بعد أن يفوز ، كلا بل يبقون على مذاهبهم ولكن القانون الذي يكون رئيسا ومتبعا ويقضى به في المحاكم وبين الناس في تلك المنطقة هو المذهب المنتصر في الانتخابات لأنه مذهب الأغلبية وشكرا على الإضاءة

٦:١٩ م  

إرسال تعليق

<< Home