الأربعاء، أغسطس ٠٢، ٢٠٠٦

هل أنت وحيد؟




قد تكون الوحدة خيارنا
وقد تكون قدرنا

ولكننا في كلا الأمرين مطالبون بالتعامل معها
بمقاومة الآثار السلبية التي قد تأتي في صحبة الوحدة
وأن نجعل الوحدة عامل بناء لشخصياتنا
لا عامل هدم كما يحدث غالبا
وأن لا يضيع هذا الوقت من عمرنا، بل يجب أن نجد أننا أنجزنا شيئا يضيف إلى أهدافنا ومسيرتنا في الحياة بعد خروجنا من مرحلة الوحدة

أحدى المشكلات التي تواجهنا مع الوحدة هي اهتزاز الشكليات والذوقيات في التعامل مع الناس ، والوصول لصورة من التلقائية والمباشرة في التصرف دون أن نقصد، فتجد الشخص المعتاد على البقاء لوحده قليل الاهتمام بنظراته وكلماته كثير الصمت وربما متجهم الوجه لأنه لم يعتد التركيز على أثر نظراته وإيماءاته أمام الآخرين

يمكن حل هذه المشكلة بوضع مرآة أمم الشخص في غرفته أو مكتبه ومراقبة تصرفاته بين الحين والآخر ،والبقاء على تواصل حقيقي مع البرامج الحية والواقعية التي تعرض في التلفزيون.

مشكلة أخرى وهي العزلة عن الواقع ، التي تؤدي إلى عدم إدراك لبعض قضاياه إدراكا كاملاً ، لست مضطرا كوحيد للاطلاع على جميع الأخبار العالمية ولكنك قادر على اختيار قناة أو موقع إخباري منظم بعناية أو إذاعة موثوقة تحدد لها موعدا لرؤية عناوين الأخبار او سماعها ، أو بإمكانك توفيرا للوقت ودفعا للضجر الاشتراك في خدمة rss للحصول على ملخص برؤوس موضوعات الأخبار اليومية

المشكلة الثالثة أن العزلة تؤدي إلى مزيد منها ، ما يؤدي في النهاية إلى شعورك بأنك تجد صعوبة في التواصل مع الآخرين أو مد جسور التواصل من جديد
وحل هذه قد يكون بمحاولة بذل جهد للبحث عن أشخاص يتوافقون معك في الطباع ومحاولة إبقاء علاقة غير وثيقة لكنها ودودة معهم بحيث تتراسلون كل فترة أو تلتزم معهم بنظام تواصل محدد ، ليس ضروريا أن يكون مكثفا ، فمن الممكن أن يكون بينكم مثلا لقاء في معرض كتاب سنوي ، أو هدية كل رأس سنة ، أو رسائل في الأعياد ، أو استشارات متباعدة، مع الحرص أن يكون هذا الروتين مما يتوافق مع ذلك الطرف ويضفي على حياته نوعا من الاثارة الممتعة ولا يضايقه بحال.

من مشاكل الوحدة أن تشعر بأنك لا تحتمل الضغط العادي الذي يعتبر معتادا في حياة الناس والناتج عن تحمل طلبات الناس المحيطين بنا
ولحل هذه المشكلة برأيي يمكن أن يتذرع الإنسان في اللقاءات القصيرة بأمور جرت العادة أن يعذره الناس فيها حسب الموقف والواقع مثل الإرهاق ويعلم من حوله بذلك، اما اللقاءات الطويلة فيمكن أن ينهمك في حوار جانبي أو يقحم نفسه في خدمة الحضور ودعم المضيف ، وهناك حل جميل لتجاوز ضغط اللقاءات المباشرة وهو السؤال وتكرار السؤال للآخرين فالسائل دائما بمعزل عن ضغط الملاحظة او توتر الموقف لأنه بصورة ما جزء من ذلك الضغط!.
ومن المشكلات المتعلقة بالوحدة قلة الفرص للعثور على صديق أو شريك للحياة ، فالصداقة أو الحب هي علاقات متبادلة بالأساس والشخص الوحيد يبتعد عن الناس مما يجعل من الصعوبة بمكان حل المشكلة دون أن يقوم بجهد واع في اتجاه معاكس لما يقوم به من الابتعاد عن الناس.
ليس لهذه المشكلة حل لدي ولكني ببعض التفكير أظن أنه يمكن ان يقوم الشخص الوحيد ببعض التقنيات التي تساعد في إيجاد الصديق المحتمل اوالشريك
من ذلك بذل الجهد للتعبير عن الذات تعبيرا وافيا وعميقا باستخدام أي وسيلة إعلامية مما ينقل أو يحفظ قد تكون النشر وقد تكون الانتاج الفني ، أو الحوار الثقافي أو الجدل العلمي ، مع الاحتفاظ بطريقة للتواصل مع فئات الأصدقاء المحتملين ( محبيك، معجبيك، جمهورك ، عملاءك ، قرائك، اقريائك، ) صندوق بريد أو عنوان انترنت او جهة مهتمة تتعامل معها أو حتى عنوان مكتبة تزورها وبقدر نشاطك الانتاجي وجاذبيته في المجتمع الذي تنشر فيه تقوى فرص الحصول على الأصدقاء ، هذا لو كان الحصول عليهم ضروريا بالنسبة إليك.
هذا ما طرا في ذهني عن بعض مشكلات الوحدة واظن أن هناك من يستطيع الإضافة أو إيجاد الحلول،،،والمجال مفتوح

6 Comments:

Anonymous غير معرف said...

ما شاء الله راقت لي مدونتك كثيراً
جميل جداً

وفقك الله

٩:٣٨ م  
Anonymous غير معرف said...

الوحدة احياناً نحن بحاجة لها .. عندما تداهمنا مشاكل الحياة وننسى انفسنا .. تلجأ للعزلة للبقاء مع ذواتنا
ومحاولة التحدث معها !
اما
الوحدة الدائمة فهي مهلكة للنفس البشرية ولا شك واتفق معك فيما تم تدوينه

تدوين موفق

١:٠٧ ص  
Blogger المفكر said...

السيد بندر
تشرفت بمرورك ومدونتك راقتني أكثر فهي بالفعل رائعة هل قرأت أمنياتي لمدينة جدة؟
السيد الشهري
من الواضح أنك تستمتع أحيانا بالوحدة تهاني لك وأتمنى لك التوفيق والسعادة

٤:٠٣ ص  
Blogger abderrahman said...

للوحدة ميزات وعيوب ..
الوحدة فرصة لبناء الشخصية بعيدا عن تأثيرات الغير، غير ان انتقالها لمرحلة العزلة قد يفقد الانسان ثقته في نفسه، عندم يفتقد القدرة على التواصل مع الغير .
هكذا ارى الوحدة :)

أحييك على هذا البوست

١١:١٨ ص  
Anonymous غير معرف said...

تصدق أنا كنت محتاجة الكلام ده أوي
بجد فهمت حجات كتير أوي كانت غايبة عني

ربنا ميحكمش على حد بالوحدة يااااااارب

حقيقي الناس نعمة

شكرا يا مفكر

١:٢٨ م  
Blogger سهير عناني said...

لا أحد مثلي يعرف ما معنى الوحده
عندما تعيش وحدك في المنزل وتاكل طعامك وحدك وعندما تمل تكلم نفسك او تكلم اشخاص الكترونيين وليسوا لحم ودم امامك
وعندما ترد ان تتسوق فانك مضطر لان تتسوق وحدك لا احد تشاركه الرأي والرغبه
عندما يصبح حلمك ان يكون لديك عائلة كما للاخرين
وعندما تكون ايامك كلها متشابهه كل يوم مثل الاخر وعندما تجلس ساعات وساعات منتظرا ان يتفرغ احدهم ليكلمك او تشحن موبايلك باستمرار لتكلم الاخرين لانك ببساطه انسان وحيد

٣:١٨ ص  

إرسال تعليق

<< Home