التأمين ضد الطلاق- أفكار حرة
لماذا يعتبر وصف المطلقة في مجتمعاتنا الشرقية مرادفا للفشل والنقص
ولماذا يختفي وصف المطلق للرجل الذي انتهى زواجه بالطلاق لسبب أو لآخر
لماذا تعتبر المرأة التي تعيش في بيت أهلها بعد الطلاق عبئا عليهم وهاجسا في أذهانهم وعقولهم
بينما ينطلق المطلق ليستأنف حياته كأي فرد لا له ولا عليه
لماذا تعتبر المرأة لدى البعض مسوؤلة عن فشل الحياة الزوجية
ولماذا تضيف الجمعيات الخيرية وصف المطلقات إلى الأرامل والفقراء والمساكين إلى قائمة من تستجدى لهم المساعدات والصدقات
لقد اعترضنا من قبل على إضافة المعاقين إلى الفقراء والمساكين، فالمعاق قد يكون غنيا وابن ملك أو أمير أو ثري أو وزير
ولكن المطلقة أمر آخر
لماذا لايوجد ضمن المنتجات التأمينية منتج باسم التأمين ضد الطلاق يدفع للمرأة بموجبه مبلغ من المال إذا طلقها زوجها ، وإذا كان الزوج ذا سوابق وجرائم أو مصاب بمرض عصابي نفسي أو يتعاطى المخدرات ويسرف في شرب الخمور فإن قسط التأمين يكون أعلى
لماذا ينتهي الزواج بكلمة طالق المترعة بإيحاءات التعسف والسطوة والطغيان الذكوري وهي ظلال تكونت بسبب ثقافتنا التي سمحت للرجل بأن يفسر العالم من وجهة نظره فقال : العالم رجل ، لأنه مذكر
ونسي أن الدنيا امرأة بالتالي لأنها مؤنث!
أنا لا أعتبر أن الثقافة العربية أو الإسلامية ثقافة ذكورية ، المجتمع السعودي الحالي ذكوري قطعا وإن كانت المرأة تحقق اليوم مكاسب ثمينة على مستوى الحقوق لم تشهد لها المنطقة مثيلا
الثقافة العربية الإسلامية تحترم المرأة وتضعها في مساواة مع الرجل في الاعتبار ، والقوامة والطاعة ليست سوى واجبات تقابلها حقوق وما هي إلا توزيع أدوار يخضع للمصلحة الشاملة ويخصص بحالات العين بالنظر للمقاصد الكبرى للشريعة كأولويات .
بينما يرى بعض الباحثين وهو (لاكان) في تحليلاته النفسية للثقافات الغربية أن " الثقافات الغربية واللغات الغربية، تتميز بالذكورة. وعندما تستخدم النساء هذه الثقافات، لا يستطعن أن يكن فاعلات كنساء. وعندما يتحدثن فإنما يتحدثن لغات مذكرة. ولا يستطعن، بالتالي، في إطار البنية القائمة لهذه اللغات، أن يحققن رغباتهن ككائنات متحدثة . ويوضح لاكان كذلك كيف يدخل الطفل إلي عالم اللغة من خلال "رمزيتها الاجتماعية" وتحدث هذه العملية بالتماهي مع الأب والاغتراب عن الأم. وككائن متكلم فإن الطفل ينمو داخل عالم الأب ".
وهذا أمر واضح فبإمكان المرأة في الثقافة العربية أن تصف نفسها وشعورها كأنثى ، فتقول: أنا عالمة وقاصدة وموجودة وموافقة ومعترضة ، وصديقاتي ذهبن، وبناتي أتين ،وهن قمن بـكذا،
ونقول لها أنتِ ،ولأخيها أنت َ، بينما في اللغة الانجليزية مثلا نجد أننا نخاطبها كما نخاطب المذكر وتتكلم هي عن نفسها بصفة المذكر وليس لها استقلالية بالتحدث عن نفسها كأنثى بالصورة التي نجدها في ثقافتنا العربية.
أيا كان الأمر فإني أعترض على نظرة مجتمعنا للمطلقات ، وأعتبر أن هناك نزعة ذكورية لاعتبار المرأة متاعا أو شيئا يقتنى ويترك ،مما يحتم على المرأة أن تبني لنفسها عالمها الأنثوي الذي يكون فيه الرجل شيئا يقتنى ويترك ولكن حسب تصور المرأة ورغبتها.
ثم من الأشياء بعد ذلك ما نهتم به ونجله لدرجة التوحد معه أو حتى التماهي فيه ، ومنها ما نهمله ونعرض عنه.
ولعلكم قرأتم بالأمس في صفحة الاستشارات النفسية بجريدة عكاظ الجمعة 7 رمضان 1427هـ الفتاة التي أرسلت تستفسر عن شاب تقدم لها وأرهقه أهلها بالطلبات حتى عجز عن توفيرها ، فيتدخل خاله ويقترح أن يقوم بتقسيط المهر ، فيوافق الأب بعد مداولات بشرط أن تعود الفتاة لبيت أهلها إذا تعثر الزوج أو ماطل في السداد !!. إيجار منته بالتمليك
وترفع الفتاة صوتها مجروحة القلب مهانة المشاعر لإشعارهم إياها أنها سيارة أو سلعة
وأقول لها يا آنستي أفضل أن أكون سيارة فعلا عن أن أنتمي للبشرية التي وصلت لهذا المستوى ، وأتوقع لو انني كنت سيارة فإنني سألقى الإحترام لقاء إمكانياتي ومواصفاتي وما أستطيع أداءه وهو ما نجاهد للوصول إليه إيه البشر!!.
هذه الحال في الزواج فماذا سيحدث في الطلاق ؟!
لماذا تنتهي الحياة الزوجية بتلك الكلمة "طالق" بجوها القاتم ووقعها الكريه لتبدأ بعدها معاناة المرأة وتنتهي مسؤوليات الرجل .
يدفع المؤخر إن كان هناك مؤخر صداق وإن كنت أرى أن الناس قد مجوا فكرته أصلا، ويحدث بذلك التسريح بإحسان الذي هو إحسان شكلي لأن المرأة التي طلقت ستكون- اقتصاديا- دون أي ضمانة أو حصانة أو تأمين وستتجه مباشرة لأقرب جمعية خيرية أو مركز ضمان اجتماعي ربما قبل أن تتجه لبيت أهلها.
عجبا!! هي قد مكثت في البيت ولم تلتحق بوظيفة تلك السنين وفرطت في الشهادة التي نالتها والمصاريف التي تحملتها طاعة للزوج
ثم بعد كذا وكذا سنة سنة طلقها لتجد نفسها تبدأ من الصفر
لا وظائف ياسيدتي فسنك تعدى أي أمل، وسوق العمل يريد الفتيات الرشيقات خفيفات الحركة ، ولايمكن الوثوق بذكاء وتركيز من تعدت الأربعين.
حتى المواهب التي كانت تمتلكها ذابت في متاهة الحمل والإرضاع والكنس والنفض
وبعد هذه السنين لا أعتقد أن العزيمة تتحمل البدء من الصفر، وهذا إن كانت من المواهب الاقتصادية ذات المردود المرضي أو المعقول بالنسبة لوضعها الاجتماعي ومستوى معيشتها.
في بعض الدول تعتبر الحياة الزوجية ملكا مشتركا للزوجين ، ويراعى عند الطلاق أن المرأة ربما توقفت عن العمل خلال فترة الزواج لرعاية الأبناء والزوج والمنزل مما يجعل لها حقا قانونيا في نصف دخل الأسرة فترة الزواج وذلك للتعويض عن قدرتها على العمل التي ضحت بها من أجل الأسرة ، ولذلك نسمع عن الزيجات التي تنتهي ويضطر الزوج بعد الطلاق لتوقيع شيك بملايين الدولارات .
والمرأة لديهم مطلقة تماما كما أن الزوج يسمى مطلق ، وللشاب عذرية يفقدها بالاتصال الحميم بأنثى تماما كما اصطلح على عذرية المرأة أو الفتاة.
حقا لماذا تبقى المرأة المطلقة أسيرة لعطف الرجل وإحسانه
إن هذه السنوات وهذه الفرص حق لها يجب أن تناله نقدا وعاجلا
لا أن تقعد وتندب حظها في بيت أهلها
يا نساء العالم ويا نساء بلدي
انتهى عهد التضحيات التي لا يقدرها أحد
وأتى عهد العدالة والحقوق
المشكلة أن كثيرات لا يعترفن بهذا الحق إلا إذا عضهم الجوع والحرمان
فلتعلم إذن ازوجة المليونير والملياردير إن المنزل الذي كتبه باسمها والنادي الذي قدمه هدية عيد ميلادها والمجوهرات التي يسقى بها زهر حبها ووفاءها ليست إلا قليل مما تستحقه هي حسب المنطق والعدل
يقول الله تعالى ، وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله.
من أين يغنيهن الله من فضله وأنتم معشر الأزواج تمنعونهن من العمل بدعوى الطاعة وتربية الأولاد وقرن في بيوتكن، حسنا ، ومن جهة أخرى تقترون عليهن في النفقة، ثم بعد الطلاق يخرجن كفافا لا لهن ولا عليهن؟
فهمت، إذن هي الهبات والصدقات والإحسان ، والجمعيات الخيرية ودور الإيواء والضمان الاجتماعي
وإلا فمن أين؟
مبدئيا وحتى تعيد الجهات التشريعية والتنظيمية والقانونية النظر في المسألة أو يتفضل مجلس الشورى بطرقها يمكن للتجار الذين هم المنقذ السريع والمريع في نفس الوقت ممثلين في شركات التأمين أن يسعفونا بمنتج تأميني تحت مسمى التأمين ضد الطلاق، أو لأجل تلطيف العبارة وتلافي الصدام مع الصورة الوردية للزواج والتطلعات الحالمة للعرسان فلنسمه :التأمين على الزواج
وإلى ذلك الحين أتمنى من كل امرأة ورجل أن يتأمل في ما أقول
ويحكم وإلا فابحثوا لي عن علاج فقد جننت.
7 Comments:
يا الهي
لم أقرأ من قبل مقالة أو موضوع عن حال المرأة المطلقة، أكثر شمولية ووضوح من ما خطته أناملك .
أنا ما يتفزني هو خضوع المرأة وضعفها أمام الرجل، عندما تناقشهن يقلن لك طاعة الزوج، هو بيدخلني الجنة، والادهى والامر انك ممكن ان تسمع هذا الكلام من دكتورات وطبيبات ومعلمات، يعني التعليم ما سوى في عقولهم ولا شئ .
فاهمين غلط للأسف، او فهموهم غلط
الله لا يبلانا ولا من نحب، ويرحم حالهم
والله الحال مايسر والرجال عاثوا في الارض فساد، وكمان النساء لهم يد في ذلك
أشكرك لسعة صدرك
دائما ما تثيرنا نحن النساء قضايانا العديدة ولكننا حتى الان لم نستطع ان نكون حركة نسائية ممتناغمة وليس متشابهه على الاقل لاخذ ما نريد بدلا من استجدائة او قراءة الرجل لهذة الاحتياجات والرغبات بناء على اهواءة هو ليس الطلاق الا جزء يسيرمن حقوق مهضومة وظلم واضح ولكن النساء مثلهن مثل البشر عندما يتربين على الضعف والنقص فلا فرق عندئذ بين متعلمة وامية فالجميع ينهل من مدرسة متشددة جعلت المرأة في قفص وتوجت الرجل عليها دون احقية
انا لاابرر للنساء ضعفهن ولكني احاول ان ارى الاسباب
النساء متى سيترك الرجل الحديث عنهن والتنظير والخطابة باسمهن اعتقد عندما يحملن هن الراية
اريدك ان تضيف هذة العنصرية القديمة النتجددة على النساء الة امثلتك عن العنصرية والحقيقة اننا سواء امام اللة لا فرق ابدا بين الناس سوى فروق العلم والرزق ومن زادة اللة منهما وجب علية التواضع لان ما خصة اللة بة هو ملك للة وحدة في الاخير
الموضوع كبير وللحديث بقية
تحية لكتاباتك
عندما تكلمت احدي الناشطات في البحرين للدفاع عن حقوق المرأه
وقف الجميع ضدها وقامت الكثير من المظاهرات والمسيرات ضدها سواء من النساء والرجال علي حد سواء
للان لم احدد موقفي منها
لكنها قالت كلمه اتذكرها
لن تقف معي المرأه الا عندما ترا حقوقها المهدوره في المحاكم عند طلاقها
المشكله ليست في الدين ولكن في من يطبقونه برؤيتهم
ghada g. badawi
أشكرك على الإطراء والموضوع في حاجة لطرح ودعم وإضاءات من الجميع ، ويجب أن توجد من النساء فقيهات وعالمات مشهورات يقمن بتوضيح الصورة الدينية الصحيحة ويقضين على أحتكار الرجال للفتوى والحديث عن المرأة ،
الهام
بالفعل فالرجل وسع مفهوم القوامة حتى جعلها قوامة على التفكير
وقد تجدين عائلة بها أخوات و إخوة ،وأثناء التقدم في السن تلاحظين أن المرأة تفسح المجال طوعا في الأدوار القيادية والفاعلة لأقرانها من الذكور بل من هم أصغر منها مع أنها ربما تكون أذكى وأحكم وأعلم بسبب الهالة التي يضعها المجتمع حول أهمية الرجل واستعداده الدائم للمخاطرة والصراع ، نعم هذه النزعة لدى الرجل أمر فطري ولكن العالم اليوم تغير وأصبح المجتمع يقوم على العلم والتقنية والمهارات والخبرات لا العضلات فقط
ليال
أهلا بك بعد انقطاع
هذه مشكلة أخرى ويجب أن تبرز القصص المأساوية ومعها الحل لتوعية الجماهير النائمة
تحياتي
مفكر..
كلامك صادق ويمس شغاف القلب..
لكن..
وأرجو إنك متزعلش من كلمتي..
على صخرة الواقع كل حاجة بتتكسر
يعني الكلام سهل
بس في الحقيقة محدش بيحس بالموضوع ده إلا الي جربه
يعني تلاقي مثلا عيلة تقف أمام ابنها بشدة عشان ميرتبطش بوحدة مطلقة// تمضي الأيام وبنتهم تبقى مطلقة/ نظرتهم تتغير للمطلقة// طيب ماكان من الأول يا جماعة
إحنا لو بجد بنرحم الناس
لو بجد ماشيين بشرع ربنا
لو نبطل ظلم وقهر لبعضنا
مكنش حالنا يبقى كدة
لكن للأسف/ احنا زي الي مبيتأثروش من الموت غير لما قرايبهم يموتوا..
نقعد كل يوم بوجوه بلاستيك نتفرج على الناس الي بتموت في فلسطين والعراق.. ولو صادف إن عمارة وقعت في دولة فيها ناس قرايبنا على حافة الخريطة نقلب الدنيا نواح ونتقطع نفسنا دعاء ليهم إنهم يسلمو..
آسفة لأني أسهبت أوي في الكلام ويمكن طلعت برا الموضوع.. بس بجد.. إحنا عايزين يكون عندنا وعي بالدين وبالتالي هيبقى عندنا إحساس بآلام الناس
لو في نقطة واحدة من الإحساس هنبطل ظلم
ربنا يكرمك يا مفكر
ويابخت من بات ظالم ومبتش مظلوم
ملحوظة:
لو مستغرب العامية ممكن أترجم خليجي كويس :D
سعيد جدا بتعليقك آنسة
وأعتقد ان الكتابة دي هي الخطوة الأولى
لو كونا جمهور يؤيد الفكرة
ودعمنا الإعلام بأفلام ومسرحيات
وقام بعض الوجهاء وامشاهير بعمل خطوة إيجابية تقضي على تردد الناس
أعتقد ممكن نبدأ في احداث فرق
سعيد جدا بإضاءتك
واتكلمي براحتك بأي لهجة
مشاعرك وصلت
رجعت اقرأ المقال تاني
الي حصل بئه :D
المهم اني لفتت نظري جملة" وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله.
من أين يغنيهن الله من فضله وأنتم معشر الأزواج تمنعونهن من العمل بدعوى الطاعة وتربية الأولاد"
متهيألي في اختلاف في المعنى ولا أنا فهمت غلط؟؟
أصل مادام ربنا قال هيغنيهم يبقى ده أساسي/ أو إن الآية مش المقصود بيها الفئة التي ذكرت..
مش عارفة..
شوف وقول لي..
إرسال تعليق
<< Home