السبت، سبتمبر ٣٠، ٢٠٠٦

الجنس مقابل الغذاء !

وفقا لتقرير منظمة "احموا الأطفال" فإن فتيات لا تتعدى أعمارهن الثامنة تجبرن على ممارسة الجنس في مقابل الطعام وذلك من قبل بعض العاملين في الوكالات المحلية والدولية.
و تقول المنظمة إن الفتيات الصغيرات في ليبريا مازلن يتعرضن للاستغلال الجنسي من قبل بعض العاملين في منظمات الإغاثة الدولية وقوات حفظ السلام بالرغم من تعهدات الأمم المتحدة بالوقوف أمام هذا الاستغلال.
من جهتها قالت الأمم المتحدة إنها ستحقق في هذه المزاعم.
وكانت المنظمة الدولية قد وعدت باتخاذ تدابير لمنع هذا السلوك وذلك بعد أن عرف لأول مرة بالاستغلال الجنسي الذي كان يمارس في معسكرات اللاجئين في غرب أفريقيا قبل أربع سنوات.
لكن دراسة أعدتها منظمة "احموا الأطفال" وتضمنت مقابلات مع أكثر من 300 شخص في معسكرات للأشخاص الذين شردتهم الحرب، و جميع من تحدثوا لها أوضحوا أن أكثر من نصف الفتيات اللواتي في معسكراتهم تعرضوا لهذا الاستغلال. وقالت فتاة تبلغ من العمر 20 عاما للبي بي سي إنها أجبرت على ممارسة الجنس مع أحد العاملين في برنامج الغذاء العالمي.

وقالت كونا براون: "لقد مارس هذا الشاب الاستغلال الجنسي مع معظم صديقاتي. كما فعل ذلك مع الفتيات الصغيرات اللواتي لا يستطعن التمييز واللواتي مارسن الجنس معه من أجل الطعام".
باختصار عن
BBCArabic.com

وهنا موضوع متصل بالقضية :
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_4983000/4983616.stm

صدق من قال : بين مطرقة النظم الدكتاتوريةوسندان التدخل الأجنبيتضيع أجيالوتولد أجيال ضائعة!

إن عالمنا شرير فعلا ونحن جزء منه شئنا أم أبينا

أتذكر في سياق الحديث عن هذه الجرائم المروعة حكمة وقعت في نفسي موقعا خاصا حين سمعتها وهي أننا نحب أن نظل في عالم يملؤه الحب والرحمة ولكن الحقيقة أنه لا يوجد لدى الناس من الحب ما يكفي لجعل عالمنا أكثر أمنا وسلاما .

لمن يلجأ الضعفاء والمساكين والمعذبون في الأرض ، واليد التي تمتد بالمساعدة هي التي تقوم بالإساءة ،
وهل يدرك من ارتموا في أحضان الشرق والغرب وباعوا قضاياهم بحفنة من وعود ماذا يراد بهم ؟
قطعاً لا .


كنت قد تحدثت قبلا في إحدى التدوينات المبكرة في هذه المدونة عن قضية التدخل الأجنبي وكان ذلك في إطار المقاومة العراقية وكون بعض من يقف في صفوفها عرب ومسلمون من دول غير العراق وذكرت أهمية أن تكون راية المقاومة بيد زعيم من أهل العراق وإن كان على المستوى الإعلامي فحسب وذلك لضمان التاييد الشعبي والوطني ،لأنه مهما اختلف مع ابناء الوطن حول آلية المقاومة وكيفيتها فسيعرف الجميع أن هذا الزعيم مقاوم يدافع عن أرضه ووطنه وليس مقاتلا متجولا يتربص بأمريكا أينما حلت وارتحلت وليذهب العراق وأهله للجحيم.
أمر آخر أذكره هنا وهو أن ابن الأرض هو أحق الناس بها وبالحديث باسمها ورعاية مصالحها. وأذكر أنه لما طرحت بعض الفضائيات استفتاءا عن أيهما أفضل بوجهة نظرك حكم صدام أم القوات الأمريكية ؟ وآنذاك كنا في بداية الارتباك الأمريكي وظهور كذب الادعاءات والوعود الأمريكية ، كان رأيي أن زوال نظام صدام أفضل مع انه لا مجال لاستبدال محتل غاصب بطاغية مستبد ، ولكن كانت وجهة نظري أنه في حين لامفر من احد الأمرين فإن الوجود الأمريكي زائل عن أرض العراق وأن طال بقاؤه لأنه غريب عن الأرض غريب عن الناس غريب عن الثقافة ، بينما نظام البعث العراقي مع شروره قد يكون له مبرر بقاء لأنه ابن الأرض ووريث شرعي للحمى والتاريخ العراقي .

وشاءت الأقدار و دخلنا في دوامة التفجيرات والاعتداءات التي بدأت جهادا ومقاومة وأصبحت اغتيالات وتصفيات وتفجيرات في الأسواق يروح ضخيتها العامة المساكين ثم تطور الأمر وسمعنا عن تفجيرات للمساجد والمعابد والبيع والكنائس. وعلق بعض من ذهبوا لأجل الجهاد في سبيل الله بين مستنقعات دماء الشيوخ والنساء والأطفال !!
وها نحن نرى سوءة جديدة للتدخل الأجنبي في مكان آخر، قوات حفظ السلام وجنود الأمم المتحدة الذين ينظر إليهم على أنهم صوت العقل والرحمة والضمير العالمي ، تتكشف أعمالهم عن مثل هذه الأفعال الدنيئة الجنس مقابل الغذاء!
الآن فهمنا لماذا تتشنج الحكومة السودانية في رفض التدخل الدولي عن طريق قوات الأمم المتحدة لإيقاف نزيف دارفور، ولماذا توافق بقدر لايخفى من الارتياح على أن تقوم بالمهمة قوات الاتحاد الأفريقي،لماذا؟ لأنها من شعوب المنطقة وتقف على أراض تربتها من بقايا أجدادها وترتبط بصلات عديدة ومتنوعة مع تركيبة المنطقة البشرية.
ليست المسألة في رفض المساعدات الأجنبية ، أو منع التدخلات الدولية لحل مشكلات عجز عنها أصحابها أو تقاعسوا عن حلها ، ولكن المسألة في تقييد المواطن البصير بمصالح وطنه وأرضه وشعبه عن أن يشترك في تقرير مصير قومه. وأن يوكل بهم من هو أبعد الناس عن فهم معاناتهم والإحساس بظروفهم.
لقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يجعل لكل قبيلة لواء خاصا في غزواته ويولي عليهم قادة منهم، وما ذلك إلا لإدراكه دور صلة القرابة والنسب في صدق رعاية المصالح والتضامن والتعاضد.
وحتى في عصرنا الحاضر الذي تسود فيه البراجماتية في القيم والمكيافيللية في السياسة نجد أن دافع الرحم والقربى لم يغب عن ضمير وواقع الدول والشعوب" فالدافع الحقيقي لإعلان أمريكا دخول الحرب العالمية إلى جانب بريطانيا والحلفاء هو العطف الذي يخفق في صدور الأمريكيين نحو وطنهم الأول وأسلافهم القدماء".وهو رأي يرى به مراقب فرنسي نافذ النظر كأندريه سيجفريد ، وانظر في ذلك تاريخ اوروبا في العصر الحديث لهربرت فشر ص 524.
فما الحل إذن؟
.


1 Comments:

Blogger المفكر said...

برأيي أن من أهم الحلول الرقابة العالمية على كل شاردة وواردة ، وخاصة على المشروعات الكبرى التي علقنا عليها آمال وطموحات الجنس البشري في غد أفضل كهيئة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية العالمية والجمعيات الخيرية والتطوعية . رقابة من البشر ومن الشعوب لا من المستبدين والحكومات والقوى السياسية ، ياقوم لقد ولى زمان القوامة على الجماهير ، كل شعوب الأرض اليوم بدات تتجه إلى أن تحكم نفسها بنفسها ، برؤيتها ، برضاها ، وعلى عينها ومسؤوليتها . وانتهى زمن طفولة العقل البشري إلى غير رجعة فلابد ان نكون في قلب الحدث وعلى سمعنا وبصرنا كل ما يحصل في العالم ، ولاشك أن هذا يتطلب منا العناية بآلات صناعة الأفكار وإدارة الإنسان أعني الإعلام وبعثه بصورة أرفع وأسمى من الحال المزرية التي هو عليها لدينا اليوم.
أيضا يجب أن تكون النخب الثقافية والفكرية والمجتمعية على مستوى طموح وآمال الجماهير بصفتها الأقدر على إحداث تغيير أكبر وأسرع على الأقل حاليا
أيضا الديانات ، فالديانات منبع كبير للرحمة والتسامح خاصة الديانات التي تتمتع بسمو خلقي ذاتيا كالإسلام بنظامه الخلقي الإيجابي الفاعل، كذلك المسيحية وما تحتويه من معاني التسامح الفياضة ، أيضا في بعض مذاهب البوذية وتعاليمها الشفافة ونظرتها للعلاقات بين الموجودات والإنسان .وغيرها من الديانات سماويها وغير السماوي منها
أيضا وبلا هوادة ...العقوبة ممن فعلوا هذه الأفعال الشنيعة ..العقاب الرادع الذي يجعل منهم عبرة لكل دنئ النفس ممسوخ الشعور يستغل براءة الطفولة ، وضعف الحاجة ، و فرصة الثقة

١٢:١٢ م  

إرسال تعليق

<< Home