الثلاثاء، ذو القعدة ٢٨، ١٤٢٧

الفلسفة الرواقية





تاسست على يد العالم الشهير زينون حوالي 300ق.م ،وهو زينون الكيتيومي (335-264 ق م)، الذي كان قبرصيًّا، ثم جاء إلى أثينا، حيث تتلمذ على يد فيلسوف صلفي، حتى طفق يعلِّم تلاميذه في ظلِّ ممرٍّ مكشوف مسقوف بعقود على أعمدة (أو رواق)، ما أسمى فلسفته بـ"الرواقية" أو "فلسفة الرواق". ثم تبعه كليانثوس (331-232 ق م)، الذي كتب نشيدًا إلى زيوس. ثم أتى بعد ذلك، وبشكل خاص، تلميذه كريسيبوس (280-204 ق م)، الذي وضع منظومة العقيدة والذي يمكن اعتباره بحق الأب الثاني للرواقية.(1)
وقدر لمبادئ الفلسفة الرواقية أن تلعب دورا ذا شن في مسار الفكر السياسي وتطوره في فترات لاحقة ، ويذهب رواد المدرسة الرواقية إلى الاعتقاد بأن الغرض من الحياة هو تحقيق سعادة الفرد ومفهوم السعادة لديهم لايتمثل في اشباع الرغبات المطلقة كما يذهب غيرهم ، وإنما السعادة عندهم تتمثل في كبت الانفعالات العاطفية وإخضاع الرغبات غير الخلاقية لحكم العقل

المفكر ،،،
لاحظ التقارب بين هذا وبين الحديث النبوي الذي يلخص سلوك الإنسان في الدنيا
(الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله ) رواه البيهقي والترمذي وابن ماجه
.

...نجد الرواقيين يضعون للأخلاق المكانة المحورية ويهملون الدولة لتحتل مكانا ثانويا او هامشيا في تفكيرهم ، والفرد وطرق اسعاده هو محور اهتمام الرواقيين ، وحدود انتماءات الفرد عندهم ليس الدولة بل انتماء اشمل حدوده العالم أجمع


المفكر ،،،

لاحظ القيم الانسانية التي يقوم عليها العالم اليوم والمواثيق الدولية التي يتفق عليها العالم نظريا ويرونها السبيل لسعادة الجنس البشري وعلاقتها بالقيم الرواقية.



وينادي الرواقيون بالمساواة التامة بين بني البشر فهم جميعا يخضعون للقانون الطبيعي الواحد قبل ظهور مجتمع الدولة


المفكر ،،،
ونلحظ هنا التطابق مع نظرة المسلمين للبشر الناس سواسية كاسنان المشط ، ياأيها الناس غنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا عن أكرمكم عند الله اتقاكم ، القانون الطبيعي يسبق اللأعراف البشرية فهم متساوون في الخلق ولهذا ردهم سبحانه وتعالى إلى هذه النقطة خلقناكم من ذكر وأنثى .

والبشر يعيشون جميعا كأخوة متساوون في مدينة عالمية أشبه بالعائلة الواحدة الكبيرة (2)

المفكر،،،
وهنا تقارب ايضا مع قيم العولمة المعاصرة بجانبها المشرق


- لو تأملنا لوجدنا تقاربا كبيرا بين الفلسفة الرواقية وبين التصور الإسلامي للحياة لا الكون ، وطبيعة العلاقة بين البشر
- طبعا من الصعوبة أن يحدث تطابق بين الفكرتين ولكن هناك أسس مشتركة بين الرواقيين والفلسفة الإسلامية خاصة في مسألة المساواة والإخاء بين بني البشر ، وموضوع الأخلاق والتركيز عليها والاهتمام بها ، وموضوع علاقة السعادة بكبت الانفعالات العاطفية الغير منضبطة .
- العولمة الإنسانية تنطلق من أسس كهذه وهو الجانب التسويقي منها وهي بذلك تشترك مع الإسلام الذي كانت رسالته تنطلق من هذه الجوانب الحرية والمساواة والعدل.. ألخ
- هذا مستندنا إلى اعتقاد أن العولمة صالحة للتبني اسلاميا ولكن نسختها الإسلامية لا الأمريكية ، وبذلك فهي صادقة وشعاراتها تتفق مع مضامينها
- الدعوة للإسلام اليوم لابد ان تتبنى الفلسفة الإسلامية كأسلوب فلم يعد العالم اليوم مستعدا لتلقي أوامر بالفعل والترك فقط ، وانما ينبغي أن تشرح للفرد ما خلفيات هذا الأمر وأسسه وفلسفته ، فقد أصبح الوعي البشري متمسكا بالفعل وفق اقتناع ومنهجية وانسجام مع بقية نشاطات حياته لا مجرد تلقين وتقليد فارغ عن معنى . ولي عودة مع هذا الموضوع .

-----------------------------------------------------------------------------------
(1) موقع معابر على الشبكة http://maaber.50megs.com/index.htm
(2) أساسيات علم السياسة د. مشعان السبيعي ص 42ط2 1999

1 Comments:

Blogger bentazi said...

يرجى من القيمين على الموقع تصيح كتابة الأياث التالية.( ياأيها الناس غنا خلقناكم)و(عن أكرمكم عند الله اتقاكم .)

١:٢٨ ص  

إرسال تعليق

<< Home