الثلاثاء، ذو الحجة ١٩، ١٤٢٧

صدام انتهى

علام نضيع الوقت في رثاء صدام
وهو الذي لو لم يقتل فإنه سيموت

ونصرف أوقاتنا في استنكار التوقيت الذي شنق فيه
وكأننا نقدر الأوقات قدرها ونهتم للمناسبات ونحترمها وندرك ماتعنيه
لقد أصبح الصحفيون كالببغاوات
يرددون أي قول
ويمضغون أي حديث
دون مراعاة لمشاعر الأمة المتعبة

طاغية أزاح طاغية
فلم نجهد تفكيرنا في أيهما أحسن وأيهما أصلح وأيهما أجدر

أجمل عبارة سمعتها في هذا الشأن
ما سطره القلم المبدع نبيه المنسي
وهو احد الذين يكتبون كلاما ذا أبعاد

لماذا نعجز عن أن نكره الاثنين
أمريكا وصدام

الأمر الغريب هو ما حدث من العاطفة الغريبة التي ظهرت فجأة لصدام
وكأننا لم نلعنه بالأمس أيام حرب الخليج
ولم نسهر الليالي فرقا مما سيأتينا به من كيد
من صواريخ سكود اللعينة
التي قصفت بها حتى العاصمة الرياض

وكأنه ماشتم شعبنا وقياداتنا
وكأن جنوده مااغتصبوا النساء
وما رملوا الزوجات
و قتلوا الأطفال

أعجب من شخص لم يجرب مرارة أن يسحب ابنه من بيته في آخر الليل ليعدم على يد جنود البعث
يأتي ليتكلم بلسان العراقيين وكأنه ابن بغداد الذي يعلم كل ماهنالك
وأعجب من بعض الحمقى الذين يهتفون للرئيس الهالك
وكأنه صلاح الدين
أو طارق بن زياد
أسألكم عن مئتي مليار دولار من دم الشعب العراقي
التي أهديت لشركات السلاح الغربية طبعا
وبددت في حروب لم تطلق منها رصاصة لإسرائيل
بل تركت الآن في العراق ليقتتل بها الجهلة من الطائفيين
ويفنوا بها أمل الشعب العراقي الوحيد القادم

صدام انتهى


وضجة محاكمته
استثمرها ألأمريكان
ومصوها لآخر قطرة
بدءا من اللعب بالشعب الأمريكي وولائه في الانتخابات
وانتهاء بمذابح السنة في العراق
ونحن جلوس أمام الشاشات
نأكل الطعام
ونمضغ الكلام

وننفعل
فقاعات كلامية
لن تستمر لأكثر من ثوان معدودة

سلمت العراق
يعيش الشعب
يعيش الأحرار
والله اكبر
ولاإله إلا الله


صدام انتهى

والعقبى لديكم بالمسرات

ألا نتفرغ الآن لأمريكا ؟


إضاءة صغيرة

قاتل حيا وميتا

لعلكم سمعتم ذلك النبأ
أن طفلا أمريكيا شنق نفسه عن طريق الخطا
لكثرة ما يرى من مشاهد إعدام صدام تعرض على الشاشات
فأحب بسذاجة الأطفال أن يقلد ما يرى
وكانت والدته مشغولة عنه ربما برعاية الأزهار
أو بإطعام الكلب
فكانت النهاية

قتله صدام وهو ميت

أعتقد أن هذا أقوى جرم يتهم فيه صدام إلى الآن
وقد تقام محكمة للنظر في الموضوع
ما رأيكم ؟

4 Comments:

Anonymous غير معرف said...

ذهب صدام
ولكني عجبي , وحالة الذهول التي دهت وعي لتناقض الآراء وتفاوت المذاهب بين أمس الناس ويومهم لم تذهب بعد

رحيل شخص كان على رأس الدولة العراقية منذ عام 1968م أي منذ انقلاب البكر هو حدث سياسي, لابد أن يدرس

ولكن الذي ينبغي أن يدرس وبعمق أكبر هو مدى تعبير هذا الإعدام عن مشاكل هذه الأمة المسكينة التي ننتمي إليها

كم من الظواهر السلبية في طريقة معالجتنا وفهمنا للأحداث قد تبدت خلال هذا الحدث؟

جوهر القضية بلا شك يحتاج إلى دراسة, دراسة هدفها أن نفهم أنفسنا, دراسة هدفها نحن وليس صدام الذي ذهب ولا أظن أنه ممن يبكى عليهم

١:٠١ م  
Anonymous غير معرف said...

ومنذ متى لانضيع اوقاتنا بما لايفيد
أسرة زوجي وأسرتي كذلك تأثرت للغايه ولااستطيع ان اناقش احد سوى زوجي الذي اتفق معه بان صدام استحق الجدل حوله واستحق النهايه التي حصل عليها
ليس من السهل نسيان جرائمه كما انه من الظلم عدم وصفه بما يستحق
صدقني مازال يذهلني حتى اليوم سقوط بغداد أكثر من نهاية قائدها
لا تكن متحاملا او مبالغا كن منصفا كون الحدث مهم وذو دلالات كبيره
تحياتي

١٠:١٣ م  
Anonymous غير معرف said...

عارف..
أنا بطلت أتكلم في الموضوع ده أو أحجمت عن الكلام عشان الناس الي حواليا في كل مكان.. بقيت بحس إني لو اتكلمت هيقولوا إني معنديش دم أو مبحسش..
مش عارفة.. بس أنا رأيي من رأيك بالزبط.. صحيح إني كنت في ابتدائي أيام الغزو بس فاكرة إننا أخدنا أجازة من المدرسة كم شهر والتعليمات اقفلوا الشبابيك املوا البانيو مية وأول بلد هتتضرب بعد الرياض هي جدة.. عيلة اصحابنا في الشرقية جم يقعدوا عندنا.. عمتي كانت في الكويت وكانت هتموت وهي بتهرب مع عيلتها.. جوزها جاله مرض من الأيام دي ومات بعدها.. عرفنا معنى الخوف والرعب.. كنت بشتري مجلة اسمها -سعد- وكانوا في كل عدد يقولوا ربنا يفك أسرانا الي في العراق.. بس مكنتش متعاطفة أوي مع الكويت لأنهم مبيحبوش السعودية.. كنت حاسة إن العراق ضعفاء مش عارفة ليه؟؟ يمكن عشان وقفت قدامهم أمريكا؟؟
وفي نفس الوقت صعبان عليا الناس الي متدخلوش في الحرب هناك وبيتقتلوا ظلم، بالذات أيام الحصار الاقتصادي عليهم لما مكنوش لاقيين ياكلوا :(

تسمع الكلام/ صدام قال الشهادة/ كان ماسك مصحف/ ربنا يقبله شهيد/ قتله في اليوم ده بالذات ذل لينا؟؟؟؟ ليه بس؟ هو بجد كدة ولا إحنا الي بطلنا نحس.. هو مسلم آه ربنا يرحمه لكن هو مش مقدس ولا بطل وهمي ولا عمل فتوحات اسلامية.. ياااااااااه في كم قلب اتحرق منه ظلم؟؟ تاب ماشي ربنا يسامحه بس ياجماعة فرق بين بطل وبين مجرم تائب/ يعني مثلا نقدر نقول زيه زي الشيخ يس مثلا؟؟ لأ طبعا..
عمومًأ أنا مشفتش لقطة الإعدام، مع إن زملائي في الشغل كانوا بيخلوني أفتحهالهم عشان يتفرجوا/ هو ده الي بعتبره فقدان الإحساس..

الموت مش لعبة ياجماعة..
وخلونا نبطل غباء بئه شوية..
بجد حاجة تحرق الدم :(

١١:٥٩ ص  
Anonymous غير معرف said...

صدام فعل جرائم بحق الإنسانية و عدوانه لم يطل بلده فحسب بل طال الجميع ، ولكن للأسف المعظم الآن إما قد نسى أو يتناسى هذا بفعل الطائفية البغيضة

صحيح أن الأخطاء كثيرة التي حدثت في هذا الإعدام و - أصلاً - أن الأمريكان هم من قتلوا صدام و لفظوه بعد ان أخذوا ما كانوا يريدون منه

إحتلال العراق حصل بفضل دول عربية و خليجية لم تكن تجرؤ أن تعترض أمام الماما أمريكا ، هذه الدول هي السبب الرئيسي الذي سمح لأميركا أن توصل للعراق و تباشر خططها التي يكون العراق و نفطه هو أول الغيث فيها

بعد أن حصل ما حصل صدام لا يؤسف عليه ، و إن مُزق أشلاءً فهذا ليس بإنسان أصلاً ، لذلك لماذا نُنهك أنفسنا و نتقاتل فيما بيننا و قافلة الأميركان تسير بخطى متسارعة نتيجة غبائنا ؟

١:٠٧ م  

إرسال تعليق

<< Home