الأحد، رجب ٠١، ١٤٢٨

الفرص والأحقية الموهومة


يقول ديكارت ، العقل السليم هو في العالم الشئ الأفضل توزيعا، ولكن الإنسان دائما ما يحب على نسق فرعون وقارون أن ينسب الأحقية والقدرة لجدارته وإمكانياته وأهليته واستحقاقه بل وربما وصل لدرجة لاعتقاد أن جينا خاصا في تكوين سلالته أدى إلى وصوله إلى ما وصل إليه متناسيا حقائق التاريخ والظروف المكانية والزمانية وما توصل إليه العلم من دحض لكل وهم من هذا القبيل.
آفة الآفات في بلادنا وفي جميع بلاد العرب بل وفي كافة الدول التي تعاني التخلف هي عدم تحقيق العدالة في الفرص واعتقاد زمرة من أولي الأمر والنهي انهم وأولادهم وأقرباءهم أحق بالمناصب والمزايا ، وأولى بالحصول على الأفضل
والأثرة التي يعاني منها كل متحكم في شؤون الناس لا يمكن التخلص منها بدون دساتير وقوانين عادلة فهي جزء من تكوين الإنسان ، ومؤشر كذلك من مؤشرات ضعفه .
فمن الطبيعي أن يعتقد المسؤول ان ابنه القريب منه والذي هو مطلع على عيوبه وميزاته أقدر على شغل عمل ما وطالما أنه سيؤدي الحد الأدنى المطلوب فليس في الأمر خيانة للوطن وسيساعده شخصيا لتكميل نقصه وبذلك يكون قد كمل المطلوب .
وقس على ذلك أرتالا من مبررات سخيفة ، يجب أن نلحظ أنها لا تطرأ إلا على من في داخله مسحة من خير وبقايا من صلاح واهن.
المصيبة أن هذا الدعي سيعتقد أنه أحق لسبب او لاخر بشغل هذا المكان وسيستعين بالخرافة والأقاصيص والمجد التليد للعائلة وبالخبرة اللفظية التي لا تعبر عن الأداء بأي شكل ، لدعم هذا الوهم النفسي الذي مرجعه إلى الرغبة الجامحة في الحصول على هذا المكسب المهم.أعتقد أننا لن نستطيع أن نتجاوز هذه الآفة إلا من خلال تشريعات دستورية تؤمن رقابة المجتمع على تصرفات كل موظف من موظفي الدولة ، وأن يستقل القضاء والإعلام حتى تجري الأمور مجراها وإلا فابقوا في أماكنكم فلستم لها بأهل

3 Comments:

Anonymous غير معرف said...

والمحزن جدا اننا في بلد اسلامي ومع ذلك الفرص حلال فقط لأولي الجاه والمال
هنا كل شي بالوراثه حتى الفرص تتوارث من الآباء للأبناء دون استحقاقهم

اسلوبك مميز ..وسجلني متابعه لك بإستمرار
وحمدالله على سلامتك بعد الزحمة

٣:١٠ ص  
Anonymous غير معرف said...

ولك الشكر الجزيل وأرق تحية

١:٤٧ ص  
Anonymous غير معرف said...

ماذا تقول أيها الرجل؟؟؟
طبعا ابني هو أفضل من يشغل أي منصب

لأن شجرة العائلة المتفرعة فوق رأسه مليئة بالموظفين

هناك عناصر بشرية أخرى تصلح للحكم
تصلح للإمامة والاستخلاف

لاسخافة في المبررات ولابطيخ صيفي
هذا كدح الأجداد الذي يجب أن يتنفع من الأحفاد

تحياتي

٨:٤٠ ص  

إرسال تعليق

<< Home