الاثنين، رجب ٠٢، ١٤٢٨

أسئلة بريئة وجريئة لعلم الحديث




قد تبدو بعض التساؤلات في هذه المقالة صادمة للبعض خاصة من أنفقوا أعمارهم في التأكيد على بعض المضامين التي أتعرض لها بالتحليل والنقاش
وأقول لهم في النهاية أنه ليست بيني وبين أي فكرة علاقة ولاء ، أو تعلق قلبي ، لذلك تقبلوها كتساؤلات واعلموا أن أي رد معقول عليها سيلقى مني تأملا من مفكر حر لا قيود على فكره ، ولامانع من التراجع عنها مع ملاحظة أن فشل العقل النظير في الرد عليها معناه تأكيده لها فإلى بعض هذه النقاط


التواتر ليس دليلا علميا
(لأنه لا يمكن أن تصح العبارة (بالضرورة
" مارواه جمع كثير عن جمع كثير من مبدء السند إلى منتهاه بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب"
فمن قال أنه يستحيل تواطؤهم على الكذب
ومن يضمن أن الجمع الكثير لم يكونوا هم مصادر بعضهم مكونين رأيا عاماً في مرحلة ما وأدت الظروف إلى استمراره لأسباب يمكن تفصيلها والتنبؤ بها اجتماعيا

هل يعتبر تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للنصوص عمليا إلزاما بأن هذه الطريقة هي التطبيق الوحيد للنص القرآني
فماذا عن عمر بن الخطاب الذي غير في كيفيات تطبيق بعض الحكام بناء على المقاصد والغايات والحكم الكبرى

تضارب أقوال الأئمة في بعض الرواة جرحا أو تعديلا
ألا يوضح أن المسألة ذاتية أكثر منها موضوعية

وجود آيات كثيرة في القرآن تتحدث عن المنافقين والنفاق سورة المنافقين ، التوبة ، البقرة ، وغيرها ، وشهادة كبار الصحابة بوجودهم وأنهم كثير بل لدرجة أنهم فريق وحلف يبنون مسجدا للضرار ، وطائفة ذات عدد يطلق عليهم المعذرون يعتذرون عن الغزوات ، وعملاء يرجفون في المدينة ، ومنهم من في قلبه مرض، ويقذفون عرض النبي ، ويتحالفون مع قوى الكفر بل يقول الله " وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم"
الطلقاء الذين أسلموا خوفا من السيف عام الفتح ، والذين ارتدوا منهم بعد ، ناهيك عن الروايات التاريخية التي تبين أن الصحابة السابقين كانوا لا يعدونهم شيئا ، وأنهم كما ورد في القرآن يتربصون بكم الدوائر.
كل هذه النصوص والآثار ألا تجعلنا نعيد النظر في تعريف الصحابي الذي يعتمده المحدثون وهو أنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا ومات على الإسلام.
أما كونه لقيه مؤمنا فلايمكن التحقق منها بحال لأن هناك منافقون يقول عنهم الله لاتعلمهم نحن نعلمهم
وأما مات على الإسلام فهي أيضا لايمكن التحقق منها لأن النبي أخبر في نصوص عديدة أن ممن يقتلون ويشهد لهم بالجنة يكونون غير ذلك وإنما يصدرون مصادر شتى
خاصة مع عدم وجود أي دليل شرعي يثبت هذا التعريف الذي وضعه المحدثون
أيتوني بدليل.
ألا يصح ان نعتبر الآية التي تقول والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، رضي الله عنهم ورضوا عنه
ألا تعتبر محددا مقبولا وقطعيا للصحابي الذي يؤخذ عنه الدين ،
أن يكون من السابقين الأولين من المهاجرين أو من الأنصار
أو أن يكون من الذين اتبعوهم بإحسان
بمعنى أنه لو خالف السابق بالإسلام من أسلم متأخرا بالعمل أو الفقه أو حاربه أو لعنه فإنه يسقط عنه الصحبة ويصنف ضمن أحد الفئات إما المنافقين ، أو المرتدين ، أو المرجفين ومن في قلوبهم مرض. الذين قال الله عنهم ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا.

ثم كيف يدخل المحدثون قاعدة أنه لا تضر جهالة الصحابي
فلو قلنا أن الصحابة كلهم عدول ، وأن كل من رأى النبي ومات على الإسلام بمن فيهم ذلك الذي مج النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وهو يتوضأ عندما كان طفلا .
فكيف تعطى هذه العدالة والثقة للتابعي بحيث يمكنه أن يقول حدثني رجل من أصحاب رسول الله .
أليس من الممكن أن يكون حدثه لا أحد من أصحاب رسول الله .
ألسنا نرفعه بذلك لمرحلة ومستوى الصحابي، أليست هذه ثغرة خطيرة تسمح بالوضع في الحديث

ثم هل يكفي أن الرجل لم يعهد عنه كذب في زمنه أن لايكون كذابا أو أنه لايكذب في الدين ، وهل يكفي كونه لايكذب - مع الخلف في مسألة من هو الصحابي -أن يبنى على قوله حكم يمس المسلمين ككل


ثم القرآن تكفل الله بحفظه فهل المسألة ذاتها في السنة
لا تقل لي أن السنة من الدين ، أعطني نصا على حفظ السنة وأنها باقية
وبدلالة التاريخ فإن أحاديثا ظلت مخفية وغائبة عن المسلمين في بعض الأمصار وبعثت مع حركة الانتفاضة العلمية أو مع الرحلات العلمية لبعض العلماء أليس هذا دليلا واقعيا على عدم دخول السنة في الحفظ أو أن القرآن يفي بحفظ الدين والسنة مكمل وشارح ، بدليل أنها تخلفت في بعض العصور عن الوجود في الساحة وفي بعض الأماكن من الأراضي الإسلامية.
في باب المناقب
هناك نصوص كان يقولها النبي صلى الله عليه وسلم كنوع من التحفيز لأصحابه واعتبرت لاحقا تبشيرا بالجنة أو حكما بصوابية كل مايصدر عن هذا الشخص مع أن نص القرآن وسيرة النبي تنفي هذا الكلام ، مما يوقعنا في تناقض أفضى بكثير من الأصوليين أو الإخباريين كما أحب أن أسميهم إلى قبول الأمر وضده في ازدواجية عجيبة
لم يكن النبي يعطي مكافآت عينية لأصحابه على أفعالهم الدينية ولم يكن في مقدوره ذلك دائما بل كان يكلهم إلى إيمانهم كما ورد ذلك عنه صلى الله عليه وسلم ، لذلك كان يعوضهم بالاستحسان والثناء الشخصي والإشادة ببعض الخصال الشخصية التي هي حقيقية ولاشك، المشكلة أن بعض المفسرين وشراح الأحاديث قاموا بإضفاء الأوصاف الأسطورية ولوازم هذه الصفات والأوصاف ففرق بين الوصف والصفة كما انه فرق بين التشجيع والتعديل المطلق الذي ينسحب على كافة الأعمال.
مما يعيدنا إلى أهمية الالتفاف حول القرآن كمصدر أساسي لاستقاء الأحكام.

ماقصة الشواهد المجتزأة التي تبنى عليها الأحكام مع أن الحديث كنص كامل لايدل من قريب أو بعيد على الحادثة التي استخدم للتدليل عليها
فنجد حديثا يتناول قصة محددة ذات ظروف معينة تعمم لتتناول جميع جوانب الحياة بل لتصبح قاعدة شرعية.
وهنا يطرح تساؤل عن المنهج الذي يجب اتباعه للاستنباط الفقهي ، وأن المحدثين مطالبين بإيراد النصوص الكاملة وقصص الأحاديث من مبتدأها إلى منتهاها
كما أن أحكام الصحابة على الأحاديث وتخصيصهم لبعض أحكامها لايتسق مع ظروف تواجدهم في المدينة وانشغالهم بالأسواق والضيعات كما يقول أبوهريرة مما يجعل فتوى الصحابي وأحاديثه التي هي في حكم المرفوع أحيانا محل نقد وفحص,.

كذلك ما نلاحظه من أن بعض الصحابة كعمر بن الخطاب كان لايقبل الأحاديث من كل قائل بها بل يطالب بالشهود ، وورد عنه أنه كذّب بعض الصحابة في بعض الأحاديث ، وهو مايحاول بعض علماء الحديث عزوه إلى أن العرب كانت تستخدم هذه الألفاظ مثل ،كذب بمعنى أخطأ وهو أمر لا يستقيم لو أوردوا لنا القصص كاملة وفيها الشتائم والتكذيب الصريح بل الضرب أحيانا والمنع من التحديث

وهنا سؤال مهم وهو لماذا كان عمر يفتي اعتمادا على نصوص القرآن ويركز على الحديث فقط من ناحية أنه فهم النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى أنه التفسير الصحيح للآية .
وكان له مجلس استشاري من السابقين الأولين وأهل بدر ، ولم يكن يهتم كثيرا لجامعي الأحاديث من أمثال أبي هريرة وابنه ابن عمر ، وكان يستثني ابن عباس كماهو معروف من ذلك.
إذن كان القرآن وفهم روح الإسلام والمبادئ والمقاصد الكبرى غاية مايرمي إليه الصحابة ومنهم الملهم عمر مما يجعلنا نتساءل عن التاريخ الذي اتخذت فيه رواية الأحاديث موضعها من القرآن كمساو أو مخصص أو ناسخ في بعض الأحيان حتى وإن على المستوى النظري وهو الأخطر برأيي، أي أنه يمكن أن تؤخذ قواعد كبرى في الإسلام بناء على تأكيد وتكرار وصيغ الأحاديث مع إهمال نص عارض أو غير مؤكد اللهجة ورد في القرآنهذا مع بيان أن الفقه الإسلامي ظهر وتكونت مدارسه الكبرى قبل أن يكتمل تدوين الحديث الذي تأخر بفترة لابأس بها ، تتعدى المائة سنة ، مما يعيد طرح سؤال اهتمام السلف الصالح الأولين بالحديث وموقفهم منه وللحديث بقية

14 Comments:

Anonymous غير معرف said...

عزيزي المفكر

ربما اختلف معك في كثير من مضامين مقالك ولكن النقطة الأهم التي أريد التركيز عليها هي
أنني لا أتفق معك تمامافي الشك في المتواتر بعيداً عن كونه في الحديث النبوي
أنا لا أتفق معك في رد التواتر بحجة الشك من اتفاق المغرضين

كنت أحضر لأحدهم درسا
فقال أنه لايعتقد بأن شيئا قد حدث اسمه تدمير برجي التجارة في سبتمبر من 2001

قال بأنهم يعتقد أن المسألة محبوكة برمتها, وقال : لاتغتروا بورودها في وسائل الإعلام , فوسائل الإعلام يسيطر عليها اليهود الأعداء
**
استعجبت من هذا الرجل عندها
يظهر أنه لايؤمن ولا يصدق إلا ماتراه عيناه
**
هذا حدث في الواقع
فماذا عن التاريخ؟
في ظني أن الأمر لا يختلف كثيرا؟؟
مارجليوث المستشرق الشهير كتب يقول بأهم يشك في وجود عالم اسمه العرب الجاهليون أو الشعر الجاهلي, وكان يرى أن كل هذا التاريخ هو عبارة عن أكاذيب اختلقها بعض الناس ونسبوها إلى شخصيات أسطورية
أمرؤ القيس وفلان وفلان

وكان يقول
كيف ستثبتون لي بأن هذه الشخصيات كانت موجودة, أو أن هذا الشعر قاله جاهليون أو غيرهم؟

**

عزيزي المفكر

إثبات وجود أي شئ في التاريخ يحتاج إلى ضابط
أما الاستناد في رد أي نص أو قصة تاريخية إلى إمكانية الإختلاق, مع وجود حد موضوعي من الثبوت وذلك من خلال وجود السند فهذا في رأيي بعد عن الصواب
**
كيف أعرف أن ابي هو هذا الشخص الذي أمامي إذا أدخلت أمكانية وجود تزوير في كل من هم حولي , كيف سأعرف ؟؟



تحياتي القلبية

٤:٠٥ ص  
Blogger المفكر said...

العزيز كشاجم يلجأ للتشتيت للهروب من إجابة محددة على الأسئلة أجب على الأسئلة مباشرة ودون مواربة

أمامنا نصوص شرعية تؤدي إلى قطع رقاب ورجم بالحجارة واستباحة نساء ونفي وهلم جرا
ألا نحتاج إلى التثبت ؟
أتنكر أنه كان هناك وضع في الحديث
إذن فلم التساهل مع ضوابط علم الحديث
أم أنك تريد ترك الأمور كما هي عليه
أجبني بصراحة صديقي

كل المودة

٤:٤٦ م  
Anonymous غير معرف said...

صدقني لا أحاول التشتيت بل على العكس أحاول التركيز فالأسئلة المطروحة كثيرة

***

لذلك فأنا اخترت واحدا من أهم أركان المقال وهو مايتعلق بإيرادكم لاحتمال وقوع الكذب من الفئام من الناس وهم الذين يحصل بهم التواتر
**
أنا أطرح تساؤلا على تساؤلاتك فأقول... أننا إذا طرحنا استفهاما حول عدالة الصحابة-أقصد السابقين واللاحقين- , ثم طرحنا استفهاما حول شهادات الفئام من الأثبات الثقات الذين يروون عنهم ويكتبون عنهم فإننا سنكون مضطرين عندئذ لمراجعة موضوع ثبوت القرآن الكريم أيضا وليس السنة فقط

الصحابة هم كتبة الوحي, وهم نقلة السنة
إذا أدخلنا أي احتمال يرد في الذهن حول عدالة الصحابة فإن القرآن والسنة والتاريخ سيكونون محل الشك

**
عزيزي المفكر

أنا لا أرغب التهرب وليس لدي مشكلة مع أي شخص يريد نقد معايير قبول الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم
صدقني ليس عندي عقد
انقد كما شئت هذا المعيار أو ذاك
ولكني أرى في التواتر وفي ماهو دونه دليلا كافيا لقبول الأخبار
العدالة والضبط واتصال السند
تعتبر جيدة ومقبولة للتثبت من الأخبار حتى مع وجود الوضع والوضاعين
نعم هناك نسبية في الحكم وهناك تعارض وتناقض في حالات استثنائية

وللمحدثين في معالجة هذه النسبية وهذه الحالات مناهج مختلفة
**
قضية أخرى أثرتها في مقالك حول الدليل من القرآن على حفظ السنة لست راغبا في مناقشة هذا في هذه المساحة
يمكنك الرد على الرابط

http://www.jaafaridris.com/Arabic/aarticles/hifz_sunna.htm

شاكر

٥:٠٧ ص  
Blogger المفكر said...

كمفكر حر
عندما أطرح مسألة ثبوت أحاديث من السنة ، وينطبق الأمر على أيات من القرآن أو القرآن كله فلايعني أني سأجامل القرآنيين أو أجامل القرآن ، فالتساؤل العلمي هو هو كيفما شئت قوله
القرآن لدي ثابت بأدلة أخرى
ولاداعي لأن تخوفني بأن ذلك يمس القرآن لأن الأمر فيه لدي سواء في هذه النقطة

أيضا عبارة
الفئام من الأثبات الثقات
التي لاأفهمها إلا من ناحية أنها تزكية لفظية ولكنها حتى بعد مناقشة مدلولها الاصطلاحي لاتمثل لدي دفعا علميا

أما قولك :
الصحابة هم كتبة الوحي, وهم نقلة السنة
إذا أدخلنا أي احتمال يرد في الذهن حول عدالة الصحابة فإن القرآن والسنة والتاريخ سيكونون محل الشك

فأقول هل تقصد أن الغرض حماية هذا البناء العظيم من أي تساؤل يمكن أن يكشف خللا فيه
حسنا
وإن كان هناك خلل فهل الخير في السكوت عنه أم مناقشته
أم أنه ليس لدينا أجوبة

أما قولك :
ولكني أرى في التواتر وفي ماهو دونه دليلا كافيا لقبول الأخبار
العدالة والضبط واتصال السند
تعتبر جيدة ومقبولة للتثبت من الأخبار حتى مع وجود الوضع والوضاعين
نعم هناك نسبية في الحكم

فأقول

هنا لب المسألة
لكن رأيك يحتاج إلى مناقشة علمية
وأنت أكتفيت بإيراده
لك رأي
ولكن هل هذا يحسم المسألة

تخيل أننا نريد أن نختار تطبيق مسألة على مجتمع مسلم معاصر والمسألة تشمل جميع الناس ولها تأثيرات اقتصادية واجتماعية وأسرية
فإذا كنت لا تستطيع الإجابة على تساؤلات تتعلق بثبوت نصوصك
فكيف تلزم الناس بتطبيقها

ليس هذا الأمر فقط

المشكلة أن هذا يجعلنا نراجع المشروعات الإسلامية المطروحة ونطالبك بما أنك من أنصار الرأي الآخر أن تطرح كل مشروع يعتمد على رأيك جانبا
أو تأتي بالرد العلمي

بانتظار ردك كيفما شئت

١٢:٢١ م  
Blogger المفكر said...

قرأت الموعظة التي أشرت إليها في الرابط المذكور ولا يليق أن نناقش نقاطها بدون ورود النص الأصلي
ولكنها تحتوي على مغالطات وتأويلات
واستخدام لأساليب منطقية بطريقة غير سليمة
واتهامات
وإدراج لأمور ليست لها علاقة بالموضوع
كما أنها تدعم ثقافة الأخذ دون سؤال وتغميض الأعين
والنقل الحرفي دون فهم ولا استيعاب
كما استخدم فيها أساليب يمكن قلبها ضده
وقد أحالنا الكاتب كشاجم إليها
فلم أجد وسيلة لكي أرد عليها فلارابط هناك ولاحتى عنوان وليس هناك إلا الشتائم واللعائن
وكأن كشاجم أراد أن يجيرها لي
فسامحه الله

الغريب أن صاحب المقالة يريد بطريقة يظن أنها ذكية أن يكفر من يتساءل عن ثبوت السنة بأنه لايؤمن بالرسول وأن شهادة أن محمدا رسول الله منه لاتصح

واقرأوا بأنفسكم وتعجبوا

١٢:٢٧ م  
Anonymous غير معرف said...

:هل يعتبر تفسير النبي صلى الله عليه و سلم إلزاما بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتطبيق النص القرآني؟

أعتقد والله أعلم أن الجواب هو "لا" .
لكن
من وجهة نظري أعتقد أن الله تعالى قد أمن للأمة الإسلامية حفظ السنة النبوية الشريفة وسخر لها من العلماء من أصقاع الأرض يحفظون أحاديث الرسول الكريم و حياته بالتفصيل. و إن كانت بعض الأحاديث قد كانت غير معلومة في بعض الأزمنة ثم علمت بعدها لهو دليل على الحفظ أيضا لا دليل على عدمه....فحتى بعد مرور السنين بقيت الأحاديث محفوظة في صدور البعض حتى سخر الله لها أن تظهر للعلن بعد حين.
طبعا هناك الموضوع من الأحاديث و هناك من عرف عنه التدليس أو من كان مدلسا و لم يعرف عنه ذلك، إلا أن ذلك ليس دليلا على عدم وجوب اتخاذ السنة
كمصدر تشريعي... علم توثيق الأحاديث و توثيق الرواة علم أصوله راسخة و هو أحد أفضل العلوم التي وضعها و برع فيها علماء المسلمين والتي أخذ منها بعذ ذلك علماء فهو علم مبني على أصول علمية و له منهجية علمية واضحة استفاد منها الكثير من أبرز علماء الغرب.

في نظري العلة ليست هنا، العلة هي في تضييق الخناق على العلماء و البسطاء على حد سواء بحيث لا يترك مجال للتفكر في مغزى الأحاديث ولا في إمكانية توسيع طرق تطبيقها. من غير المعقول أن تفسر بعض الأحاديث بصورة نصية مع اختلاف المكان و الزمان كما فسرت أيام الرسول عليه الصلاة والسلام. لماذا الجمود و إغلاق باب الاجتهاد في وجه كل المتأخرين حتى و كأن العلم قد حصر بالأولين.... خاصة عن بعض العلماء لدينا.؟ في وقت من الأوقات لابد من توسيع معاني الأحاديث لتشمل تغير الزمان ... و لنا في حديث الرمي قبل أو بعد الزوال عبرة .....بعد كم روح أهدرت حتى قبل علماءنا تحت الضغط من السلطات إصدار فتوى جواز الرمي؟؟؟

لعل في حادثة قول النبي صلى الله عليه و سلم لأصحابه "لاتصلوا العصر إلا في..." و تفسير ها من قبل الصحابة بتفسيرين مختلفين وموافقة الرسول صلى الله عليه و سلم لهما كليهما لدليل على فتح باب الاجتهاد في التفسير و أن السنة بعض منها يمكن تفسير عمليا بأكثر من طريقة.

٨:٠٠ م  
Anonymous غير معرف said...

نتفق تماما في الوجهة والمنطلق

وكما ذكرت فإن التساؤل والحوار أمر مطلوب لتصحيح وجهات نظر بعضنا البعض
شكرا
Entropy

١١:٣١ ص  
Blogger Muslim said...

سؤال بريء للمفكر
القرآن جاء بطريق التواتر ، و ما أدرانا أن آية الحفظ ليست افتراء و تأليف؟؟
و هذه حقيقة دعواك الباطلة ، و ما غير هذا أقول و أرجوا منك و ممن على شاكلتك أن يفكروا و يخرجوا بنات أفكارهم فما أنتم إلا إلى السنة داعين -رغم أنوفكم- و الحق بالباطل يزداد تبينا كما الأبيض بالأسود يزداد وضوحا ، و لا ضير من ترك من يفكر ليقوا ما يشاء فالله في كتابه أورد شبه المخالفين لدينه و هي موجودة بوجود الكتاب و ما ضرته فإنها لا تقوى عل محجة الحق و هكذا دعواك التي لا أساس لها ، فدعواك تبطل كل علوم الدنيا و ليس الحديث فهل سقراط و فيثاغورث قالا ما نس لهما من فلسفة و علم حساب أم أنه افتراء ، و كيف ننسب عطيل إلى وليام شكسبير ،أم أنه إذا ذكر الله وحده اشمأزت .... الآيةو الله المستعان و منه الحجة و البرهان

٦:٤٦ ص  
Anonymous غير معرف said...

مسألة الحديث الشريف مسألة معقدة وليس من السهل الخوض فيها بغير علم ..وهذا لا ينفي أبدا حق الأنسان في التساؤل ومعرفة الأجابات
وأريد هنا أن أتسائل أيظا عن معنى حديث صحيح كما يقال يمنع به الرسول كتابة الحديث عنه !!...مازلت حتى اليوم أستغرب هذة المخالفة لأمرة علية السلام وتدوين الأحاديث والمطالبه بعدها بتنفيذ ما بها حرفيا
ألا تتعارض الطاعة هنا مع المخالفة منذ البدء
كما أن هناك الكثير ما لايقبله العقل بكون الحديث قد ينسخ القرآن..لتفسير التناقض بين الحديث وبين آيات الله ..
ليس كل متواترا كذب وألا لكذبنا التاريخ كلة !!ولكن هل الحديث له تلك القدسية التي تزاحم وبقوة قدسية القرآن الذي بات مهجورا بناء على أكتساح علم الحديث للواجهه الدينيه كذلك هل نحن ملزومون فعلا عندما نفسر القرآن أن نلجأ لعلم الحديث وتفسيرات الأولين القائمة عليه دون أن يكون لنا نصيب في التفكير والفهم دون رجوع ألى أي نصوص سابقه بما فيها الحديث
أكرر ما قلته سابقا عندما نتعاطى مع الحديث فنحن نتعاطى مع قرون عمقت مفاهيمه وعمقت تواجدة في خيال الناس وتفاصيل حياتهم ..فليس من السهل أن أقول لك لقد وصلت الى الحقيقه ولكني والحمد للة أشك والشك بداية لليقين والأسئلة الصحيحة هي بداية الأجابات
وللحديث بقيه دائما

٨:٥٢ ص  
Blogger Ali Al Hamad said...

عزيزي المفكر, تساؤلاتك كلها تساؤلات مشروعة.

أعتقد أن التساؤل يحتاج إلى بحث من أجل الإجابة عليه. لذلك أدعوك إلى البحث أكثر.
ربما تكون ضليعاً بالفكر السني, لكني أعتقد أن الفكر المعتزلي والفكر الشيعي وبرغم مما يشوبهما من أمور قد تختلف معهما فيها وقد لا تستطيع قبولها, إلا أن لهما إجابات مختلفة لتساؤلاتك عن إجابات الفكر السني. بعض هذه الأفكار يختلف وبعضها يتفق مع ما ذهبت إليه.

أعتقد أن الاطلاع عليها سيكون منيراً لبحثك.


سلام عليكم.

٦:٤٤ م  
Blogger المفكر said...

جدا
وهو ما يلحظه كل مطلع على تراث هذه التوجهات
الحصيلة النهائية
أن الاتجاهات الدينية بلا استثناء تقع في أخطاء علمية خطيرة إذا تم تثبيتها على عصر معين
وكل مذهب يحتوي على إشكالات هائلة من هذا النوع وأكبر
بالنسبة لي فهذه الأسئلة من الخطورة بحيث لايمكن تأجيل البحث فيها
وقد خرجت فيها بآراء ونتائج لايسهل تبنيهاخاصة في ظل المد الأصولي الإقصائي الذي يفرض الوصاية على الأجساد والعقول والضمائر حتى
ولذا طرحتها دون جواب سعيا لإيجاد محاورة متجردةبين العقل السليم والفهم السقيم
إن التعصب الديني أيا كان مستواه ونوعه لايمكن حله إلا بوسائل شديدة العمق والبساطة وتتخاطب مع بدهيات ومسلمات العقل
والمتعصب
يجد ملاذا له إذا قدمت له البديل
عندها يبدأ في محاولة نخره وتشويهه صارفا الأنظار عن نموذجه المنهار
ونتطلع إلى أسئلة كهذه يوجهها أهل كل اختصاص إلى أصنام تخصصهم وأوثانه
وشكرا كل الشكر على الملاحظة الثمينة وذات العمق

٢:٣١ م  
Anonymous غير معرف said...

testing 1 2 3

٩:٤٦ ص  
Anonymous غير معرف said...

1- هل تعتقد أن الهولوكوست حقيقية ؟ و هل هي بالحجم المشهور في وسائل الإعلام؟
2- تتكلم (أنت وغيرك) عن التعصب الديني، وخطورته، فماذا عن التعصب اللاديني و خطورته؟ ألا ترى معي أن المجازر التي قام بها اللادينيون (مثل ستالين: كذا مليون، منهم مليون في سنة واحدة) تفوق ما فعله المتدينون المتعصبون؟
4- ما الذي يمنع اللاديني من الانتحار؟
5- هناك سؤال مازال مطروحا بين الفلاسفة في العصر الحديث: ما هي الأخلاق، و هل هي نسبية أم لا؟
أما سؤالي لك فهو: ما الذي يمكن أن يجعل الشخص اللاديني على خلق؟

أنا مثلك لدي تساؤلاتي ، و لكني أقف على الجانب الآخر

٩:٤٩ ص  
Blogger خالد بن عبد الرحمن said...

دعنا من التواتر أو عدمه، هل تستطيع تكذيب شيء من السنن؟ هذه هي المشكلة!
فإذا كذبت شيئاً فعليك أن تبين لنا السبب في التكذيب أما إذا لم يكن لديك فليس من حقك التكذيب أو التشكيك بدون سبب أو دليل ولا يكفي أن تقول إنك تشك أو لا تعتقد أو أن تثير إستشكالات يستطيع أي إنسان أن يثير مثلها أو اكثر.
فالسنن سواءً تواترت أم لم تتواتر فهي مقبولة علمياً ومنهجياً ما دام رواها لنا الثقات الذين نثق بدينهم وعلمهم، ولا يجوز علمياً الشك في خبر الثقة ما لم يكن هناك دليل وبرهان مبين على خطئه. وإلا ستنهار جميع العلوم ومنها العلوم الطبعية التي يتلقاها اللاحقون عن السابقين بالثقة لا أكثر في كثير من الأحيان.

١٠:٥٧ ص  

إرسال تعليق

<< Home