الأحد، رجب ٢٩، ١٤٢٨

حتى الموت


وسط ذهول المشاهد تنقل لنا الشاشات أنباء عن مواطنين مصريين جرى تعذيبهم من قبل الشرطة حتى الموت، ووصل العدد إلى عشرة قتلى مدنيين، أحدهم تم إلقاؤه من شرفة منزله ليموت بدم بارد.
وباعتبار الشرطة جهازا مدنيا بالأساس فإننا نتساءل عن قدرة هذه الحكومات العربية على إدارة الشعوب المقهورة والسماح للمواطن أن يموت ببطء تحت رحمة الفقر والجوع والمرض كما كانت تفعل.
كنت أقرأ منذ فترة في العديد من المدونات المصرية عن التعذيب الذي يقوم به ضباط من الشرطة لمتهمين ولمشتبه بهم وأن حملات قامت لمناهضة التعذيب اتخذ بعضها أسلوب التشهير .
وبرغم أن أسلوب التشهير لمسؤول أمني يعطي انطباعا عن أن المسألة تخطت المعقول وأن الجماهير طفح بها الكيل إلا أنني ظننت والحال هذه أن التعذيب لم يختف يوما من السجون العربية ولم تتطهر أيدي المسؤولين أبدا من دماء الشعوب، ولكن الحادثة الأخيرة أعطتني اشارة انتباه إذ أنها توحي بل تؤكد أننا كمن يرقد على برميل من البارود لايدري متى سينفجر.
إن تحول العلاقة مع الأجهزة الأمنية دون تمييز إلى عداء ، ووجود تصور لدى المواطن أنه قد يفقد حياته بخطأ من رجل أمن سيؤدي إلى كارثة على الصعيد القطري وربما على مستوى المنطقة.
وسيعطي تبريرا للمجرمين الحقيقيين الذين سيصعب تحديدهم الآن للرد على أداة فرض القانون، وهو المناخ الملائم الذي ستستغله الحكومة لتصفية خصومها ،
إن على الحكومة المصرية الآن إن لم تكن ضليعة فعلا في الحادثة أن ترد بعقوبة ترضي ضمير الشعب أكثر من أن ترد على جريمة عادية وإلا فلن يضمن أحد النتائج التي سيكون أكثر المتضررين منها الجمهور البسيط الفطري الشعور، ثم المسؤولين الأكثر تعرضا للوعي الثوري والذين سينالون عقوبة مريرة لو أتقن هؤلاء ضربهم بسرعة وبدقة.مما يعيدنا للمرحلة المرة التي حدث فيها الصدام بين الجماعة الإسلامية والأمن ولكن بشكل أوسع ودعم شعبي عام وبتقنيات أحدث.
وليس خافيا أن بإمكان جماعات نائمة أن تستغل الحدث هي الأخرى لإيجاد حراك ليس بمستبعد أن يتحول إلى مواجهات دامية في ظل ضيق مساحة التنفس والتعبير
الملمح الأهم هو كيف استطاع الإعلام أن يحول القضايا إلى مشكلة قطرية أو دولية أحيانا ، وكيف أصبح بالإمكان أن يجبر قادة الدول على التعامل مع الحالات الفردية خطأ كانت أم صوابا ،
إن على الإصلاحيين والراغبين في التغيير أن يعيدوا النظر في هذا الجزء المهم من المسألة ، مما يعني باختصار أن حجم المشروع الإصلاحي أصبح أكبر وتقسيمه أصبح سهلا جدا .

4 Comments:

Anonymous غير معرف said...

النتيجه في النهاية ان رجال الشرطة

يعذبوا اخوانهم اللي من نفس جنسيتهم

و دينهم.. أهالي المتوفين اكبر المتضررين

و الحكومة المصرية ما فرقت معاها شي.

١١:٥٧ م  
Anonymous غير معرف said...

بالطبع مما يجعل من الضروري قيام جمعيات مدنية خارج سيطرةالحكومة
لاتصل لشمولية الأحزاب ولاتنازع السلطة مثل الجماعات الحركية
وإنما مهمتها فقط مراقبة أمور بعينها
مثل نادي القضاة
أو جمعيات حقوق الإنسان

١٠:١٥ ص  
Anonymous غير معرف said...

مسألة الأستخفاف بحق الأنسان بالعيش ممتلكا لكرامتة يساويها عدم الأحساس بالذنب أن جرد من أنسانيته تلك وقتل أو ازهقت روحة دونما ذنب او جرم ارتكبه
جميع كل ذلك مصاحب للحكومات الديكتاتورية التي لاترى في تلك الممارسات سوى كلب حراسة يمنع الاقتراب منها ومن فسادة أكثر وأكثر
اما المجتمعات المدنيه والتي قد تراقب وتندد وتشجب لاتمتلك أي قوة حقيقية ألا أن كانت من تلك المنظمات التي يصل قولها ألى الحكومات لتشكل جماعات للضغط نحو الأفراج أو مسائلة ومحاسبة الجناة
أن أجهزة الأمن تتحول تدريجيا ألى وسائل للقمع وللحد من الحريات
والسبب أدارة فاشلة ومستبدة تتحكم بكل الخيوط بما فيها المواطن
تحياتي

٧:٥٤ م  
Blogger صاحب البوابــة said...

كل عام وأنتم بخير

يهل رمضان من بعيد

حاملاً لي أحلى الذكريات دائماً

أصدق العبرات حتماً

أخلص العبادات دوماً

لرمضان عندي مكانة خاصة

ولكم أنتم أيضاً

يا أحبابـــي

فكل عام وأنتم بخير

وأنتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم

٩:١٢ م  

إرسال تعليق

<< Home