الأربعاء، ربيع الآخر ٢٤، ١٤٢٩

هديل - العقل الأكثر جدية بين المدونين - تستأذن العالم في تأمل حر صامت

فجع التدوين مؤخرا بنبأ حادث أليم مفجع وهو ما نشر عن أن الكاتبة والأديبة هديل ترقد حاليا في المستشفى في حالة غيبوبة تامة. .
وهديل صاحبة قلم متميز جاد ووعي نادر وحضور له وزن ليس بالهين، وفكر مستنير بحق، لدرجة أنني أعتبرها العقل الأكثر كلية بين مدونات بلدنا، وأراها تأخذ مكانها في الصف الأول على مستوى المدونات العربية.وبين كل من يمسك بالقلم كاتبا بالعربية في فضاء الانترنت.
في طرح سلس وموضوعي وإدراك عميق لمقامات الحديث وآفاق المضمون تحصل على نصيبك المؤكد من المعرفة والنقد والتحليل في مدونتها الراقية خطوات للجنة.
وخلال فترة انقطاعي عن عالم التدوين كنت أختلس دقائق لأطالع فقط ما تكتبه هذه الكاتبة المتميزة ثم أغلق الجهاز مكتفيا بما أثار اهتمام هذه الكاتبة وكتبت عنه، ومهما يكن أيها القارئ فلن يخيب ظنك إن مررت بمدونتها يوما أو اقتبست عنها فكرة .
هذه الكاتبة بالذات أملت أن أرى كثيرا من أثرها في الواقع.وأعتقد أنها الأَوْلى بتمثيل المرأة في هذا البلد من كثيرات لا فكر لهن و لا وزن ولا حتى رؤية ، أو من أخريات يعتبرن الكتابة جزءا مكملا للـ"مكياج "الخارجي والزينة الشكلية ، أو اللائي يتقمصن الرجل عندما يكتبن.
ليس من السهل أن تتجاوز الكاتبة التراث الذكوري سواء من حيث الإرث العالمي وإسهام الرجل البارز تحت الأضواء أو من حيث التراث المنسوب للدين الإسلامي أو من حيث الموروث الاجتماعي لمنطقتنا، وإن حدثَ ذلك كما نرى بجلاء لدى كاتبتنا فهو يدل على أصالة وتميز فائقين وعلى شخصية مستقلة يندر وجودها.
هناك شئ مميز لدى هذه الفتاة يجعلك تنظر نظرة مختلفة وجديدة لأي موضوع تتناوله.
وبرغم استغرابي من عنوان مدونتها " خطوات للجنة" والذي أؤكد أنه رمز تحتفظ بتفسيره العميق حين تقوم من مرضها بصحة وعافية تامتين، فإنني أعتقد أن التنويعات التي تلتقيك في مدونتها تعبر عن أكثر بكثير مما يوحيه لك العنوان الفائق الذاتية.
بيان نحرره بصدق جميعا نستدعي به الرحمات ونلتمس به مسارب السماء، بأننا نريدها أن تعود، نهبها من أرواحنا قطرات الشفاء ومن ألسنتنا فيضا من دعاء..
إن أذنت الأيام والأقدار بأن تطالع هديل هذه التدوينة يوما فإنها خطوات من كل المدونين الذين نعموا بمطالعة الجدة والتألق والتميز والأصالة في مدونتها ليقفوا صفا واحدا يطلبون من العناية الإلهية أن تعيدك للقلم، للتدوين، للوطن، للإنسانية.
في لحظة تفكير حر؛ طرأ لي أن هذا الحادث بلاء ليس إلا ، كذلك الذي يصيب أولي الهمة من الأفذاذ العظام ، شاءته الأقدار الإلهية وما الهدف منه إلا أن يقترب بهديل خطواتٍ للجنة.

....
يقول حمزة شحاتة

وحياةُ الخليِّ منْ وصَبِ الدنـ ــيا حياةٌ جديرةٌ بالرثاءِ
ربَّ عيشٍ تقلَّبَ المرءُ فيهِ سادراً كالبهيمةِ العجماءِ
وصعابٍ تخوضها عزمةُ الطا محِ أعطتْهُ شارةَ العظماء

3 Comments:

Anonymous غير معرف said...

ستعود قريباً بفضل من الله

١:١١ ص  
Anonymous غير معرف said...

أني حزينه فعلا لفقدانها
ترى ماذا تفعل الآن ؟؟
أكاد أجزم دونما علم أنها ربما قد وصلت بخطواتها الى حيث تريد
البقاء لله
لم أجد أحدا أعزيه فيها سواك

١:١٤ م  
Anonymous entrümpelung wien said...

موضوع ممتاز جدا
entrümpelung-entrümpelung
entrümpelung wien

٢:١١ م  

إرسال تعليق

<< Home