الاثنين، رجب ١٣، ١٤٢٧

المخبر الحكومي – أفكار حرة



من أهم أسباب تأخر المجتمع سوء الخدمات التي تقدمها الجهات الرسمية ، ليست المشكلة في القوانين أو من سنها ولكن المشكلة في صنفين :
الأول : من يطبقها وهم الموظفون
الثاني : من يشرف على تطبيقها وهم المراقبون ومفتشو العمل

لن أتكلم عن الموظفين فقد أعيت مشاكلهم الدول ، وأظن أن الكتب الإدارية وخاصة كتب إدارة الأعمال"لا الإدارة العامة" قد أشبعت مشكلاتهم بحثا ودراسة .
وبإمكان أي مدير أن يصرف من وقته الضائع بين الاستراحات أو السهرات قليلا ليطلع على مثل هذه الكتب ، وإذا لم يكن مستعدا للتضحية بهذا الجزء أيضا من أجل الوطن ، فمن الممكن أن يتصل بإحدى المؤسسات التي تتخصص في تطوير المنشآت ويطلب منهم حلولا لمشاكل الأداء ، والدوام ، والإنجاز والإنتاجية ، والضغوط اليومية ، وتقليل الهدر وما إلى هنالك من مشكلات.
أود الحديث بصراحة وبحنق – واعذروني – عن مراقبة الموظفين ومراقبة أداء المؤسسات والشركات
آخر المواقف التي عانيت منها والتي تكشف التسيب الإداري والرقابي الذي نعاني منه كان قبل يومين حيث جئت إلى المكتبة الجامعية يوم الخميس الساعة الخامسة عصرا وأنا متضايق من عدم فتح المكتبة أبوابها في الفترة الصباحية يوم الخميس،مكتفية بفترة مسائية فقط ، بصراحة دائما ما تنتابني الخواطر حول ان المكتبات يجب أن تبقى فاتحة أبوابها طوال الأربع والعشرين ساعة، فأجمل ساعات القراءة البحث والمطالعة في الليل، والأوقات من العاشرة صباحا إلى العاشرة مساء أوقات زيارات وعمل ومعاش.
المهم أنني فوجئت بحارس الأمن يقول لي أنها مغلقة فلا تتعب نفسك في المشي إليها، وهناك أناس قبلك مروا وعادوا خائبين.
ليست هذه المرة الأولى ، فقد لاحظت أن موظفي المكتبة يصلحون لي شئ إلا التعامل مع الكتب ، فعندما تسأل أحدهم عن كتاب او مرجع تجد وكأنك تسأله عن علاقته بمجرم خطير، إضافة إلى أن زمن الإنصراف وموعد إغلاق المكتبة بدأ يتقلص، فمن ربع ساعة قبل الموعد الرسمي، لنصف ساعة ،وأخيرا لساعة إلا ربع، وتخيلوا أصبح الإغلاق قبل صلاة العشاء، وكأنك في قرية نائية ولست في عروس البحر الأحمر في جدة المتلألئة والتي والتي تراها من نافذة الطائرة في الليل كبساط ساطع مرصع بالأضواء !!
وإذا تمكنت يوما سأسجل لكم صوت المسؤول وهو يطلب من القراء الخروج فورا لأن الإغلاق بعد عشر دقائق ستفاجئون قطعاً ، فلا افرق إن كنت في موقف الباصات أو كنت في مكتبة الجامعة !!
وتحدثت يوما مع أحد منسوبي هيئة الرقابة والتحقيق وهي قطاع رقابي له احترامه وسلطته في المملكة ، في لقاء غير رسمي ففوجئت بأن المسالة خارجة عن السيطرة وأن هناك وضعا متفاقما يعجز حتى المسؤولون عن ضبطه فما الحل؟

أقترح أن يعين مخبرون متخصصون في تمثيل دور المواطن المسكين ويقومون باختبار مدى تقيد الموظفين بالقوانين، والقضاء على ذلك الحلف المتستر بين الموظف المتسيب والمواطن الذي يبحث عن خدمة عاجلة حتى وإن أضر بإخوانه من المواطنين.

كنت قد اقترحت أمرا قبل فترة ولكني تراجعت عنه ، وهو أن كاميرات المراقبة قد رخصت اليوم حتى أصبحت الأم قادرة على شراء واحدة في مثل حجم اللعبة وبقيمة أقل من قيمة مسجل كاسيت لمراقبة طفلها وهي في المطبخ أو في مكان آخر في البيت، فلو وضعنا في كل مكتب وبكل إدارة حكومية مثل هذه الكاميرات فلن يكون الأمر مكلفا أبدا، بحيث يمكن مراقبة أداء الموظفين طيلة اليوم ومن المركز الرئيسي لو أحببنا،
سيقوم أناس ويعطوننا مواعظ عن أن ذلك لا ينفع وأن المسألة متعلقة بالضمير ومراقبة الله ، والأمانة والتربية، فأقول..كفى ... انتهى الزمن الذي تعلق فيه مصلحة الشعب بتربية منزلية لعائلة ربما لا تعترف بها أصلا، أو تعتمد على إيمان شخص يزيد وينقص، أو ضمير قد لا يكون موجودا بالأساس.
وأن أدفع راتب موظف للرقابة المضمونة أفضل ألف مرة من أن أتحمل خسائر مضاعفة بسبب نقص الإيمان أو قلة التربية أو انعدام الضمير!!
دعوكم من هذا الهراء وايتوني بفكرة عملية قابلة للتطبيق فالمواعظ غير مؤكدة النتيجة ونحن في زمن التخطيط، نعم سنحتاج إليها ونلجأ لها ولكن لرفع الأداء الكلي كنظرة استراتيجية أما في مجال الأداء اليومي والعمل المقنن فهذا نوع من التخلف.

الرقابة الذاتية تنجح إذا وضعنا معايير راقية ودقيقة ومؤكدة في اختيار من يترقى ومن يكافأ، أما مجرد الإتكاء عليها بدون خطوات حقيقية فهذا مما يؤخرنا ولا يتقدم بنا البتة.
المهم أنني تراجعت عن هذه الفكرة لأنني وجدت أنها لن تطبق بفعالية مما يجعل فشلها عنيفا.أرى أنها أرقى من واقعنا الحالي فيمكن تأخيرها والرجوع إلى مخبرين حكوميين ولكننا نخشى عليهم أن يقعوا هم أيضا في براثن الواسطة.

الأربعاء، رجب ٠٨، ١٤٢٧

هل أنت وحيد؟




قد تكون الوحدة خيارنا
وقد تكون قدرنا

ولكننا في كلا الأمرين مطالبون بالتعامل معها
بمقاومة الآثار السلبية التي قد تأتي في صحبة الوحدة
وأن نجعل الوحدة عامل بناء لشخصياتنا
لا عامل هدم كما يحدث غالبا
وأن لا يضيع هذا الوقت من عمرنا، بل يجب أن نجد أننا أنجزنا شيئا يضيف إلى أهدافنا ومسيرتنا في الحياة بعد خروجنا من مرحلة الوحدة

أحدى المشكلات التي تواجهنا مع الوحدة هي اهتزاز الشكليات والذوقيات في التعامل مع الناس ، والوصول لصورة من التلقائية والمباشرة في التصرف دون أن نقصد، فتجد الشخص المعتاد على البقاء لوحده قليل الاهتمام بنظراته وكلماته كثير الصمت وربما متجهم الوجه لأنه لم يعتد التركيز على أثر نظراته وإيماءاته أمام الآخرين

يمكن حل هذه المشكلة بوضع مرآة أمم الشخص في غرفته أو مكتبه ومراقبة تصرفاته بين الحين والآخر ،والبقاء على تواصل حقيقي مع البرامج الحية والواقعية التي تعرض في التلفزيون.

مشكلة أخرى وهي العزلة عن الواقع ، التي تؤدي إلى عدم إدراك لبعض قضاياه إدراكا كاملاً ، لست مضطرا كوحيد للاطلاع على جميع الأخبار العالمية ولكنك قادر على اختيار قناة أو موقع إخباري منظم بعناية أو إذاعة موثوقة تحدد لها موعدا لرؤية عناوين الأخبار او سماعها ، أو بإمكانك توفيرا للوقت ودفعا للضجر الاشتراك في خدمة rss للحصول على ملخص برؤوس موضوعات الأخبار اليومية

المشكلة الثالثة أن العزلة تؤدي إلى مزيد منها ، ما يؤدي في النهاية إلى شعورك بأنك تجد صعوبة في التواصل مع الآخرين أو مد جسور التواصل من جديد
وحل هذه قد يكون بمحاولة بذل جهد للبحث عن أشخاص يتوافقون معك في الطباع ومحاولة إبقاء علاقة غير وثيقة لكنها ودودة معهم بحيث تتراسلون كل فترة أو تلتزم معهم بنظام تواصل محدد ، ليس ضروريا أن يكون مكثفا ، فمن الممكن أن يكون بينكم مثلا لقاء في معرض كتاب سنوي ، أو هدية كل رأس سنة ، أو رسائل في الأعياد ، أو استشارات متباعدة، مع الحرص أن يكون هذا الروتين مما يتوافق مع ذلك الطرف ويضفي على حياته نوعا من الاثارة الممتعة ولا يضايقه بحال.

من مشاكل الوحدة أن تشعر بأنك لا تحتمل الضغط العادي الذي يعتبر معتادا في حياة الناس والناتج عن تحمل طلبات الناس المحيطين بنا
ولحل هذه المشكلة برأيي يمكن أن يتذرع الإنسان في اللقاءات القصيرة بأمور جرت العادة أن يعذره الناس فيها حسب الموقف والواقع مثل الإرهاق ويعلم من حوله بذلك، اما اللقاءات الطويلة فيمكن أن ينهمك في حوار جانبي أو يقحم نفسه في خدمة الحضور ودعم المضيف ، وهناك حل جميل لتجاوز ضغط اللقاءات المباشرة وهو السؤال وتكرار السؤال للآخرين فالسائل دائما بمعزل عن ضغط الملاحظة او توتر الموقف لأنه بصورة ما جزء من ذلك الضغط!.
ومن المشكلات المتعلقة بالوحدة قلة الفرص للعثور على صديق أو شريك للحياة ، فالصداقة أو الحب هي علاقات متبادلة بالأساس والشخص الوحيد يبتعد عن الناس مما يجعل من الصعوبة بمكان حل المشكلة دون أن يقوم بجهد واع في اتجاه معاكس لما يقوم به من الابتعاد عن الناس.
ليس لهذه المشكلة حل لدي ولكني ببعض التفكير أظن أنه يمكن ان يقوم الشخص الوحيد ببعض التقنيات التي تساعد في إيجاد الصديق المحتمل اوالشريك
من ذلك بذل الجهد للتعبير عن الذات تعبيرا وافيا وعميقا باستخدام أي وسيلة إعلامية مما ينقل أو يحفظ قد تكون النشر وقد تكون الانتاج الفني ، أو الحوار الثقافي أو الجدل العلمي ، مع الاحتفاظ بطريقة للتواصل مع فئات الأصدقاء المحتملين ( محبيك، معجبيك، جمهورك ، عملاءك ، قرائك، اقريائك، ) صندوق بريد أو عنوان انترنت او جهة مهتمة تتعامل معها أو حتى عنوان مكتبة تزورها وبقدر نشاطك الانتاجي وجاذبيته في المجتمع الذي تنشر فيه تقوى فرص الحصول على الأصدقاء ، هذا لو كان الحصول عليهم ضروريا بالنسبة إليك.
هذا ما طرا في ذهني عن بعض مشكلات الوحدة واظن أن هناك من يستطيع الإضافة أو إيجاد الحلول،،،والمجال مفتوح